صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 26

الموضوع: سلسلة قصص أعقل المجانين

  1. #1
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    سلسلة قصص أعقل المجانين



    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    يسرني أن أضع لكم

    سلسلة قصص أعقل المجانين

    بهلول" أبا وهب"


    إن شاء الله في كل مرة سأضع لكم قصة من قصصه

    هذه القصص تحمل الكثير

    في طياتها

    التشويق
    العظة والعبرة
    الطرافة

  2. #2
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    () القصة الأولى ()

    ×_× بهلول ينصح الرشيد ×_×

    قيل لبهلول ، وهو على قصبته : أجب هارون الرشيد فجاء على قصبة الى ان بلغ اليه ، فسلم عليه الرشيد فاجابه.

    قال الرشيد: كنت مشتاقا اليك ؟
    بهلول: لكني لم اسم اليك .
    قال: عظني يا بهلول.
    قال: وبما اعظك ، هذه قصورهم وهذه قبورهم!
    قال: زدني فقد احسنت.
    قال: ايما رجل اتاه الله مالا و جمالا وسلطانا فانفق له ماله وعف جماله وعدل في سلطانه كتب في خالص ديوان الله تعالى من الأبرار.
    قال الرشيد: احسنت احسنت يا بهلول كيف انت مع الجائزة .
    قال: اردد الجائزة على من اخذتها منه، فلا حاجة لي فيها .
    قال له : يا بهلول فان يك عليك دين قضينا.
    قال: يا أمير هؤلاء اهل العلم بالكوفة اجمعت ارائهم على ان قضاء الدين بالدين لايجوز.
    قال: يا بهلول فنجري عليك بما يقوتك ويقيمك.
    فرفع بهلول طرفه الى السماء وقال: يا امير انا وانت من عيال الله. محال ان يذكرك وينساني.
    فاسبل هارون السجاف ومضى.

    قيل وانشا بهلول يقول:

    توكلت على الله وما ارجو سوى الله
    وما الرزق من الناس بل الرزق من الله

  3. #3
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ليش كذا ما تردون لا تخلوني اهون

    من هو بهلول ؟


    كان الخليفة العباسي ( هارون الرشيد) حريصًا كل الحرص
    على الملك العضوض بحيث كان يتخذ الذرائع في القضاء على مخالفيه
    وإزاحتهم عن الطريق مهما كلف الأمر. وكان محبوب قلب المؤمنين
    آنذاك الإمام موسى الكاظم(ع) على رأس هؤلاء المخالفين، حيث كان يشكل خطرًا كبيرًا على هارون الرشيد حاول الرشيد جاهدًا في كسب تأييد
    علماء المسلمين المبرزين وإقناعهم بالفتاء بخروج موسى الكاظم (ع) ومروقع عن الدين،وبذلك يمهد ارضية المواجهة مع الإمام (ع)


    ولما كان البهلولمن علماء ذلك الوقت أراد هارون الرشيد اجباره على التوقيع في ورقة اصدر فيها امر بقتل الامام الكاظم (ع)
    ذهب بهلول الى الإمام (ع) وأخبره بذلك وطلب منه أن يهديه سبيلاً للخلاص من هذه الورطة، فأمره الإمام (ع) أن يتظاهر بالجنون ليكون في امان من سطوة هارون.


    تظاهر البهلول بالجنون، وكان بهذه الذريعة يهزأ ويطعن بالنظام الحاكم بلسان الكناية ، والمزاح !!

    اسم بهلول * هذا الرجل العظيم * وهب بن عمرو والبهلول اسم يجمع خصاله الحسنة التي كان يتصف بها فقد كان جميلاً وفكهًا.

    كان البهلول يتصف بصفتين:

    الاولى موقعه العلمي والاجتماعي. الثانية قرابته من هارون الرشيد.

    وهاتان الخصلتان كانتا السبب في عدم تورعه من هارون الرشيد وعماله، حتى انه كان يدخل عليه في أي وقت يشاء ويتكلم بما يريد!!
    فكان مصداقا للقوول " المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه"

    فلنسايره في طريقه، ولنستمع لحلو كلامه لنزيح به عن ابداننا
    الاتعاب ونهون علينا بقصصه الصعاب.


    انتظروا القصة الثانية






  4. #4
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    القصة الثانية

    العمل لوجه الله
    العمل لوجه الله تعالى
    مر البهلول يوماً بمسجدٍ _لم يتم بناءه بعد_ في محلة من محال بغداد ليطلع على بناءه ،

    فلما رأى المسجد لم يكترث بشكل بناءه وزخرفة جدرانه وسقفه وفببته ، وكأنه يخبيء شيئاً في نفسه،

    ثم إنه نظر من خارج المسجد إلى لوحة خشبية كبيرة معلقة على جدار المسجد مكتوب عليها: مسجد السيد جمال.

    والشيخ جمال هذا ،رجل يحب الشهرة ويحب أن يطلع الناس على افعال البر التي كان يقوم بها ،

    وكان البهلول يعرف ذلك تماماً .

    غرق بهلول في تفكيره بالمسجد ولوحته وإذا به قد أحس بثقل يدٍ على كتفه ،

    فلما التفت رأى الشيخ جمال وهو مبتسم، وقد حدق النظر إليه ابتدره بهلول قائلاً (السلام عليكم).

    قال البهلول: "إنه مسجد كبير وحسن البناء ".

    خطا الشيخ جمال إلى الأمام وساير بهلولاً ، ثم قال ( أسأل الله القبول).

    قال بهلول_ وكأن شيئاً قد لفت نظره _: اريد أن أسألك عن شيء لا أدري أسألك عن ذلك ام لا ؟".

    قال الشيخ" لا بأس عليك، سل فاني أرج أن أملك لسؤالك جواباً مقنعاً".

    حرك بهلول رأسه وقال : "طبعاً أنه كذلك" ، الا أنه بعد ذلك مكث قليلاً ثم قال:"لمن بنيت هذا المسجد؟".

    لم يكن الشيخ يتوقع مثل هذا السؤال ، ومكث يفكر قليلاً فخطر على ذهنه أن بهلولاً رجل مجنون ،

    ولا ينبغي العجب من المجنون أن يسأل مثل هذا السؤال،فاجابه قائلاً: "وهل يكون بناء المسجد لغير الله؟!".

    قال البهلول:"نعم،نعم الأمر كما تقول ، لن يترك الله عملك بلا أجر ، إنه لن ينسى أجر ذلك أبداً".

    لم يتكلم الشيخ جمال بعد ذلك شيء لأنه لم يفهم ماذا يريد البهلول منه بالضبط ،

    لذا اخد يخطو خطوات متواصلة حتى ابتعد عن بهلول .

    وفي صباح الغد علا صوت الشيخ جمال بالصيح امام المسجد الذي بناه بحيث يسمعه كل من يمر بالمسجد،

    وهو يقول:"أيها الناس ،اشهدوا على ماقام به بهلول أنه يدعي تملك هذا المسجد............... أيها الناس.........".

    وكان الحق في ذلك مع الشيخ جمال ، فان اللوحة كان مكتوب عليها" مسجد بهلول" لذا اصاب الشيخ جمال

    الدوار في رأسه من شدة الصدمة، وبح صوته من كثر الصياح ، ذلك أنه لم يخطر على باله يوماً مثل بهلول


    يأتي يوماً ويكتب اسمه على لوحة المسجد الذي بناه الشيخ،

    فكيف تجرأ بهلول على مثل هذا العمل ؟لكن مع ذلك، فقد كان الشيخ يخبىء لهيب غضبه، ويهدىء نفسه بما

    يخطر على باله بأن بهلولاً رجل مجنون ، لكن سرعان مايجيب به نفسه ،فيقول:"إن للجنون حداً أليس

    يعلم الناس من بنى المسجد ، فقد سمعنا بكل مايــــصدر عـــن المجانين إلا مثل هذه الاعمال ،آه ........

    إنه يريد أن يكون المسجد باسمه ، لكني سوف اعطيه درساًلن ينساه لن يجرأ بعده على مثل ذلك أبدا...........


    سوف ا ريق ماء وجهه امام الناس".

    اجتمع عمال بناء المسجد حول الشيخ جمال ليستمعوا لما يقول،

    واذا به صاح فجأة بصوت عالٍ وغضب :"هلموا بنا لنبحث عن بهلول كي نعطيه درسا

    ً لا يتجاسر بعده على حقوق الأخرين ".

    ذهب هو مسرعاً وتبعه بعض عمال البناء الذين كانوا يتحينون الفرص للهروب من العمل ،

    قائلين للشيخ :"نحن معك ياشيخ للبحث عن بهلول".

    توجه كل منهم إلى جهه ،فلم يستغرق البحث عن بهلول أكثر من ساعة حتى عثروا عليه، فجاؤا به إلى المسجد،

    وكان يسبقهم في ذلك الشيخ جمال الذي استولى عليه الغضب ، فلما واجه الشيخ جمال بهلولاً وجهاً لوجه_

    وقد كادت عيناه تخرج من الحدقتين _ صاح بصوتٍ عالٍ:"أيها المجنون، ماحملك على مافعلت ؟".

    نظر بهلول إلى من حوله ،وقال بسكينة:"ومافعلت؟".

    حدق الشيخ جمال بوجه بهلول،وقال:"إنك لن تجرأ على الاعتراف بذنبك امام الملأ ،أليس كذلك؟"

    أجابه بهلول وهل أذنبت ؟وماهو ذنبي؟".

    تضاحك الشيخ جمال والغضب قد استولى عليه ، فأشار بيده إلى لوحة المسجد، وقال :" وهل يجرأغيرك

    أن يكتب اسمه على لوحة مسجد بناه غيره؟".

    ألقى بهلول ببصره إلى لوحة المسجد ثم صرف نظره وكأنه لم ير شيئاً ذي بال، وقال بهدوء:"إن كنت تريد بذلك

    هذا _وأشار إلى اللوحة _فأني فعلت".

    أخذ غضب الشيخ يزداد لحظة بعد اخرى حتى صاح ببهلول :"هل أنت بنيت المسجد لتكتب اسمك عليه؟".

    رفع بهلول رأسه _مرة أخرى_إلى لوحة المسجد وأجـــــــــاب : إني لم ابن المسجد ،لكنني كتبت اسمي عليه".

    أمسك الشيخ جمال بهلولاً من تلابيبه والتفت إلى الحاضرين ،وقال:"انظروا ،إنه يعترف بذنبه ،إنه أعترف

    ارتفع صوت الحاضرين بالكلام ،فكل منهم تراه يقول شيئاً ،لكن بهلولاً لم يرعوي لكلامهم،

    وأشار اليهم بيده أن سكتوا ،فسكتوا وسكت الشيخ جمال، وتجددت لبهلول الجرأة على
    رد الشيخ

    وقال:"أيها الشيخ ،أسألك عن شيء أحب أن تصدقني فيه".

    قال الشيخ :" ولماذا الكذب".

    قال بهلول:"بالأمس التقيت بك في هذا المكان وتكلمنا قليلاً ، ثم سألتك :لمن بنيت هذا المسجد؟

    قلت :أريد به وجه الله ".

    تبسم بهلول وقال بصوتٍ عالٍ :" تقول لله! فهل الله يعلم بأنك أردت وجهه أم لا؟".

    أجابه الشيخ بغضب:"مع أني لاأريد إطالة الكلام معك ،اقول : نعم ،إن الله يعلم بذلك ،

    كي لاتكون لك الحجة علي عند القاضي ".

    سكت بهلول هنيئة ليلفت بذلك اللأنظار إليه ،ثم قال:"أيها الشيخ ،إن كنت قد بنيت هذا المسجد لله فلا يضر عليك

    أن يكون باسمك ام بأسم غيرك ،لكن اعلم أنك قد أردت بذلك وجه غير الله،نعم أردت بذلك الشهرة،

    فقد احبطت بذلك أجرك ".




    لقد ألجم بهلول الشيخ بذلك فأسكته ،واستحسن الحاضرون جواب بهلول،ولم يتكلم أحد بعده بشيء.

    قال البهلول_وهو يمشي مشياً تقاربت خطاه_ للشيخ جمال : أريد أن أرفع اللوحة

    التي تحمل اسمي من على المسجد".


    أراد الشيخ أن يقول شيئاً لكن الكلمات تلكأت على شفتيه فسكت.

    خطا البهلول خطوات نحو اللوحة لكنه رجع والتفت إلى الحاضرين قائلاً:" أرد ت بذلك الكشف عن حقيقة،

    وهي أن تعلموا أن العمل أن كان لوجه الله تعالى فلا يضركم مايكون رأي الناس فيه مادام الله هو المطلع

    على حقائق الأمور " ثم انصرف ليرفع اللوحة التي كتبها باسمه"

  5. #5
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    القصة الثالثة

    استشارة العاقل والمجنون

    كان البهلول وعلى عادته يمشي يومًا في أزقة بغداد ، فلقيه رجل تاجر، فقال لبهلول:أريد استشارتك في أمر التجارة.
    قال بهلول وكان بيده خيزران ضرب بها كفه الأخرى بهدوء : ومالذي عدل بك عن العقلاء حتى اخترتني دونهم ؟ ثم مكث هنيئة : حسنا ، مالذي أردت استشارتي فيه ؟
    قال التاجر- ولم يزل ريفع عينيه من يدي بهلول- : أن عملي التجارة، فأردت شراء متاع احتكره ثم أبعه لمن يدفع لي فيه ثمنًا باهضًا ..

    ضحك بهلول حتى بان ضرساه وقال : ان أردت الربح في تجارتك فاشتر حديدًا وفحمًا.



    شكره التاجر على ذلك وانطلق إلى السوق ، ثم فكر في كلام بهلول جيدًا فرأى أن من الأفضل أن يأخذ بكلامه فاشترى حديدًا وفحمًا وأودعهما في المخزن ، حتى مضت عليها مدة مديدة ولا زالا على حاليهما في الخزن، ولما احتاج التاجر إلى ثمنهما وكان قد ارتفع تلك الأيام سعرهما ، باعهما بأفضل الثمن ، وربح عليهما ربحًا كثيرا..


    لكن وللأسف أيها الأصدقاء الأعزاء، أثرت هذه الثروة على سلوك رجل قصتنا التاجر كما تؤثر غالبصا على سلوك الكثيرينمن الناس عند ثراهم ، حيث تجدهم يفقدون صوابهم ويتغير منطقهم وسلوكهم فتراهم ينقلبون من هذا الوجه إلى ذاك الوجه.

    وهكذا كان التاجر فقد اغتر بنفسه غرورًا عجيبًا حتى لم يكن يعدّ للناس وزنا، وأخذ يتحدث هنا وهناك عن عقله وذكائه وفطنته.


    وذات يوم مر التاجر ببهلول، لكن التاجر لم يعر هذه المرة لبهلول أهمية ، ولم يشكره على ما اشار اليه سابقًا بل أثار بوجه بهلول الغبار وسخر منه وقال (( أيها المجنون ، مالذي أشتري وأحتكر ليعود علي بالربح ))

    ضحك بهلول وقال : اشتر ثوما وبصلا وأودعهما في المخزن ..

    خطا التاجر خطوات ثم رجع إلى بهلول وقال بلغة الغرور والعجب: (( عليك أن تفتخر بمشورة تاجر موفق وشهير مثلي إياك ))

    لم يجبه بهلول بشيء وبهت لجهل التاجر وغروره.


    رصد التاجر لشراء الثوم والبصل كل ما يملك من أموال وذهب صباح الغدج إلى السوق لشرائهما على أمل ربح الكثير ببيعهما..
    وبعد أن مضت أشهر على البصل والثوم وهما في المخزن جاء التاجر وفتح ابواب المخزن
    وهو لايعلم ما ينتظره من خسران مبين فوجد الثوم والبصل قد تعفنا ونتنا حينها
    ضرب التاجر على أم رأسه وصاح (( ياللخيبة ياللخسران )).


    لم يكن أحد يرغب في شراء مثل ذلك البصل والثوم المتعفنين، بلا لابد من رميه في المزابل لأن رائحته النتنة انتشرت في كل مكان ، مما اضطر التاجر أن يستاجر عدة نفر ليحملوا هذا المتاع الفاسد إلى خارج المدينة ويدفنوه في الأرض.
    امتعض التاجر من بهلول وزاد حتقا عليه وغضبا لأنه فقد رأس ماله بسبب بهلول وأخذ يبحث عنه في كل مكان حتى عثر عليه ، فلمآ رآه أخذه التاجر بتلابيه وقال: (( أيها المجنون ماهذا الذي أشرت به علي لقد أجلستني بساط الذلو المسكنة ))
    خلص بهلول نفسه من التاجر وقال " ماذا حدث؟ "

    قص التاجر على بهلول-وصوته يرتعش من شدة الغضب - ماجرى له .


    سكت بهلول عن التاجر هنيئة ثم قال له (( لقد استشرتني أولا فخاطبتني بخطاب العقلاء فأشرت عليك بما يشيرون ، لكنك لما أردت اشتشارتي ثانيا خاطبتني بخطاب المجانين فأشرت عليك بمشورتهم ، فاعلم ان ضرك ونفعك مخبوئان تحت لسانك ، إن خيرُا فخير وإن شرًا فشر ))

    أطرق التاجر إلى الأرض وهو لم يحر جوابا فتركه بهلول وانصرف عنه..

  6. #6
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    القصة الرابعة

    ثمن الجنة

    مرت زبيدة زوجة هارون الرشيد الخليفة العباسي ببهلول وهو يلعب مع الصبيان
    ويخط على الأرض باصبعه، فلما رأت زبيدة ذلك تأملت فيما يصنع ثم قالت : ماذا تفعل؟
    قال بهلول للصبيان وهو يخط تراب الارض باصبعه ( لاتهدموا البيت الذي بنيته )
    ثم التفت الى زبيدة وقال: اما ترين اني مشغول ببناء البيت؟
    أرادت زبيدة مساعدة بهلول الا انها كانت تعلم انه يرفض ذلك
    تأملت زبيدة ثم قالت (( اراك تبني بيتا جميلا يليق بالعظماء ، وها انا ارغب في شرائه منك ))


    أجابها بهلول وهو منكس راسه للارض يخط على ترابها باصبعه ( هذا البيت ؟ نعم ، ابعه اياك)

    نظرت زبيدة الى الخطوط المعوجّة التي رسمها بهلول على الارض وقالت: اشتريت منك هذه الدار فكم يكون ثمنها ؟؟؟
    قام بهلول على قدميه وسوى ظهره وقد كانت بيده عصا اشار بها الى الصبية وقال : (( بالف دينار لي ولهؤلاء الذين اعانوني في بنائها ))


    اشارت زبيدة الى أحد خدمها وقالت (( اعطه الف دينار )) ثم انصرفت عنه .
    أخذ بهلول الداننير وكانت سككا ذهبية وقسمها بين الفقراء فلم يبق في كيسه دينارا واحدا..

    مضت على هذا الحدث عدة ايام وذات ليلة راى هارون الرشيد في المنام امرا عجيبا راى كانه يساق الى الجنة فلما بلغ ابوابها قيل له : هذا قصر زوجتك زبيدة فلما اراد الدخول منعوه من ذلك .
    وفي صباح اليوم التالي قص هارون رؤياه على علماء قصره فقالو له(( سل زبيدة عما فعلت من البر؟ )) فلما سالها اخذت تفكر في العمل الي استحق اجله قصرا في الجنة فلم تتذكر شيئا سوى انها اعطت بهلول الف دينار وقصت خبرها في ذلك على هارون.

    أدرك هارون ضرورة البحث عن بهلول ليشتري منه بيتًا البيت الذي ليس له في الدنيا قرار لكنه يكون في الاخرة قصرا مشيدا فاين بهلول ؟؟


    خرج هارون من قصره ومعه احد اقربائه يبحث عن بهلول فوجده في احدى ازقة بغداد جالس وحوله عدة صبيان وهو يخط تراب الارض باصبعه
    حاول هارون التظاهر بعدم الاكتراث ببهلول فقال : ((ارى اقرب اقربائي يلعب مع الصبيان ويبعث باصبعه على التراب ))
    اجابه بهلول وهو يخط اصبعه الارض : (( نحن نتمتع بما رزقنا الله في هذه الدنيا ةها انت تراني مشغولا بيت على ارضه الله لكي ابعه ))

    قال هارون بكل سرور وصوته يرتعش: ليس قصور الملوك كالبيوت التي انت مشغول ببنائها ، إلا اني مع ذلك او في شراء احدها ..

    رفع بهلول اصبعه من التراب ووضعه نصب عينيه ثم اغمض احدى عينيه واخذ ينظر الى اصلعه بالعين الاخرى ، ثم اشار الى الارض باصبعه وقال: هل تشتري مثل هذا البيت
    ؟؟؟

    جثا هارون على ركبتيه الى جانب تلك الخطوط التي رسمها بهلول وقال (( رضيت بهذه الدار واني قد اشتريتها منك ))
    نظر بهلول لهارون نظرة تامل ثم هزا منه ضاحكا وقال (( ثمن هذه الدار باهض جدا ))

    قال هارون وهو يتظاهر بعدم المبالاة بضحك بهلول : كل ما تعلقت به رغبتنا واردناه لا يصعب علينا الحصول ليه وان كان ثمنه باهضًا ))

    ّذكر بهلول آلاف الاكياس من الذهب والبساتين الكبيرة والاموال الطائلة قيمة لتلك الدار



    سكت هارون حتى اتم بهلول كلامه والغضب قد استولى عليه لان ا طلبه بهلول لم يكن بالشيء القليل فانه لو جمعت ثروات جميع الاغنياء وتكدست على بعضها لم تبلغ
    معشار ما طلبه بهلول ثمنا لداره.
    فما هو اللغز الكامن في كلام بهلول ومايريد من ورا ذكره هذا الثمن الخيالي ؟

    اراد هارون ان يعرف سر ذلك و لذا قال: لقد بعت عين هذه الدار من زبيدة بثمن اقل من ذلك بكثير فقد بعتها منها بالف دينار ولما اردت شرائها منك اراك تقول قولا شططا ؟؟

    نهض بهلول من الارض وبعثر ما كان قد رسمه على الارضباطراف اصابع قدمه وقال : ليعلم الخليفة ان بينه وبين زوجته زبيدة فرقا شاسعا فان زبيدة اشترت وهي لم تر و انت رايت وتريد ان تشتري)) ثم عاد مرة اخرى يلعب مع الصبيان ..

  7. #7
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    القصة الخامسة

    أبو حنيفة وبهلول
    كانت دار أبي حنيفة في أحد محال بغداد القديمة ، وكان جماعة من طلاب العلوم الاسلامية يقصدون هذه الدار يوميا للحضور في درس أبي حنيفة الذي كان يعقده فيها وفي احد الايام دخل بهلول دار ابي حنيفة وجلس في غرفة الدرس .
    فسح الحاضرون المكان لبهلول عندما رأوه يدخل لكنه جلس عند الباب ثم مدد إحدى رجليه وثنى الأخرى وأخذ يستمع الى ابي حنيفة .

    كان لأبي حنيفة طلابا كثيرين جدا بحيث كان يعدون أستاذهم من اعلم علماء بغداد

    تكلم ابو حنيفة وقال : (( اعلموا ان جماعة من المسلمين _ يقصد بذلك الشيعة_ يعتقدون أن ابليس يعذب يوم القيامة بالنار واني اخالف ذلك ))

    قل احد التلاميذ وقد أسند ظهره الى جدار الدار (( ايها الشيخ ، ماهو دليلك على ما تقوول؟؟ ))

    قال أبو حنيفة - بعد ما سعل قليلا - : (( نعم ، ان ابليس مخلوق من النار وجهنم هي النار فكيف تحرق النار نفسها ؟؟ )) >>>>>>>> جدوب لاتصدقونه


    أخذ الجالسون ينظر أحدهم بوجه الآخر لكن لم يجرأ احدهم على التفوه بشيء.
    أخذ أبو حنيفة - كالفارس المنتصر في الميدان - ينظر إلى الحاضرين نظرة عجب وغرور ، لكنه لم يغفل عن بهلول الذي كان واضعا يديه تحت ابطيه وينظر الى ابي حنيفة نظرة هادئة..
    استأنف أبو حنيفة الكلام - بعد فاصل قليل- فقال (( الأمر الآخر الذي لا ارتضيه وهو ما تعتقده هذه الطائفة من المسلمين حيث يعتقدون بأن الله تعالى لاتمكن رؤيته اذ كيف يكون الشيء موجودا ولا يمكن رؤيته ؟))

    قطع أبوجنيفة كلامه هنيئة ليرى مدى تاثير ماذكره على الحاضرين ، لكن هذه المرة كان السكوت مخيما على المجلس أكثر من السابق.

    قال أبو حنيفة بصوت أعلى : (( أيها الناس ، انهم يقولون بان الله تعالى خلق كل شيء ومع ذلك يعتقدون بأن الناس فاعل مختار في فعله وهذا يعني الجمع بين الجبر والاختيار وهما مستحيلان عقلا ,............. ))

    قال أحد الحاضرين (( ماهو رايك في ذلك ياشيخ ؟؟ ))
    مر أبو حنيفة يده على ناصيته ثم قال : (( اعلمو ان كل شيء في رايي هو من الله تعالى وان الانسان غير مختار في افعاله ... ))

    عرف ابو حنيفة ان كلامه اثر في قلوب الحاضرين وانه تمكن من إقناعهم بأفكاره وكان يحب أن يفصح عن عقائئده أكثر لولا حيلولة ما حدث له ي مجل الدرس ، فإنه فوجئ بحجر اصاب جبينه فأدامه ، وبذلك زالت افكاره واضطرب المجلس ، التفت الحاضرون الى بهلول وهم يتساءلون (( لماذا فعل بهلول ذلك ؟؟ )


    دار جماعة من المقربين لابي حنيفة ببهلول والغضب يتطاير من اعينهم دون أن يجرأ احدهم على اهانته لقرابته من الخليفة، فإنه لو ككان احد غير بهلول فعل بابي حنيفة ذلك لم يكن يخرج من المجلس سالما بل كان ينهك من الضرب من قبل أتباع أبي حنيفة .

    نظر أبو حنيفة لبهلول وهو " ابو حنيفة" واضع يده على الجرح والغضب قد استولى عليه ، فقال : (( لأشكونك إلى الخليفة )) فأجابه بهلول بكل هدوء (( وانا اذهب معك ايضا ))
    قال ابو حنيفة- وهو متعجب من كلام بهلول - لمن حوله : (( اذن اشهدو لي عند الخليفة بذلك )).

    خرج بهلول من دار ابي حنيفة وكأنه لم يسمع أو يفعل شيئا ودخل ابو حنيفة بعد ساعة مجلس الخليفة وهو معتصب الرأس، فلما رآه الخليفة تعجب من ذلك لعلمه بمكانه ابي حنيفة في بغداد وماله من أتباع.

    أخذ أبو حنيفة يشرح للخليفة ما حدث ، امتعض الخليفة من فعل بهلول، فأصدر أمرا بإحضاره على الفور .
    أسرع الشرطة في البحث عن بهلول لكنهم ثمة بحث يسير عثروا عليه وهو في طريقه للقصر.

    ولما حضر بهلول - وآثار السكينة عليه - المجلس صاح به الخليفة (( لم شدخت رأس هذا العالم الجليل؟)) سوى بهلول رداءه على كتفيه ثم قال: (( لم افعل ذلك ))

    قال ابو حنيفة وهو يتلكا في الكلام وقد وضع يد على راسه : (( كيف... كيف تدعي ذلك ؟؟ ايها الظالم إن لي شهودا ))
    قال بهلول: (( قل لو سمحت ماهو الظلم الذي صدر مني ؟؟ ))

    قال ابو حنيفة : (( شدخت راسي بحجر وهذا الالم في راسي لم يكد ينفك عني ))
    ثم التفت الى جملة من تلامذته وقال : (( اتشهدون بذلك ؟؟ ))
    قالوا : نعم

    قال بهلول : (( اتدعي الألم في رأسك ، أين هو إذن أرنيه ؟؟ ))
    هزأ أبو حنيفة به وقال (( وهل يرى الألم لكي أريكه ؟ )) صادووه

    قال بهلول : (( إذن ليس للألم وجود وانت كاذب في دعواك لأنك تعتقد ان الشيء مالم تمكن رؤيته فهو غير موجود ))
    وضع أبو حنيفة يديه على رأسه متحيرا من جواب بخلول وقد التفت الى تلامذة أبي حنيفة وقال : ان الحجر لا يمكن أن يؤذي أستاذكم )))
    أخذ تلامذة ابي حنيفة ينظرون مبهوتين ماذا سيفهل ابو حنيفة وماذا سيقو ؟! لكن بهلول لم يمهل ابا حنيفة في الجواب فقال : ان الانسان من تراب والحجر من تراب
    فكيف يمكن ان يؤذي التراب التراب ؟؟))

    ادرك ابو حنيفة ان بهلول يريد بذلك حربا العقيدة شعواء لا هوادة فيها فاخذت ترتجف اطرافه واعضاءه كم يرتجف من شدة البرد .

    سوى بهلول رداءه مرة اخرى وقل لهارون : (( يعتقد ابو حنيفة بان الانسان غير مختار في افعاله فلا ذنب لي لانه في نظره غير مختار في ما فعلت ))

    بهت هارون من جواب بهلول ولم ينطق بشيء ..
    بقي ابو حنيفة ذ وهو يلوم نفسه خجلا وقد نكس راسه الى الارض ولسان حاله (( ان كل ما نزل بي هو مما جنيته على نفسي )) يستاهل ..

  8. #8
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين


    السماك و الخليفة

    تغيرت أجواء قصر الخليفة يوم العيد حيث الخوان الكثيرة والأطعمة المتعددة والشراب المنوع .

    كان كل من يدخل القصر ذلك اليوم يأكل ويشرب ويقضي وطرا بالفرح والسرور، وكان الخليفة في تلك الأيام - أيام العيد - غارقا في غروره وتباكر ، وهو يعطي ويهب الصلات
    والأموال الكثيرة لمن يحب ويريد.

    كان هارون الرشيد جالسا على عرشه وإلى جانبه زوجته زبيدة ، وهي جالسة

    أيضا على كرسي مرصع بالجواهر وهما يلعبان الشطرنج ، والى اسفل منهما الخوان والموائد التي ملئت وغاصت بالأطعمة والاشربة الكثيرة والمتنوعة وكان جميع من حضر المجلس في فرح وسرور.

    وقد حف المجلس خدم كثيرون وفي ايديهم موائد الطعام ، حتى إذا خلت إحدى تلك الموائد وضعوا أخرى مكانها.

    دخل بهلول يوم العيد قصر الخليفة ، فطلب هارون منه الجلوس على مائدة الطعام
    لكنه رفض وجلس ناحية من المجلس، وفي تلك الاثناء دخل البواب فقال : يا أمير المؤمنين، في الباب سماك يطلب إذن الدخول عليك ..

    أجابه هارون وهو ينظر إلى طاولة الشطرنج (( ماذا يفعل السماك هنا وما يريد منا ؟ فإنه لا بد أن يكون الآن على نهر دجلة ))

    قال البواب : (( انه جاءكم بسمك سمين ويرد أن يصل إلى خدمتكم بنفسه ))

    أجاز هارون للسماك الدخول ، لأن ذلك اليوم كان عيدًا ويدخل فيه الناس على الخليفة يهنئونه به .

    فلما دخل السمّاك وقدم ما جاء به من سمك إلى هارون تعجب هارون كثيرا فإنه لم كين ير من قبل ذلك اليوم مثل ذلك السمك في حجمه .

    عظم السماك هارون وهو ينتظر الأجر على ذلك لينصرف ، فأمر هارون للسماك بأربعة آلاف درهم أجرا على ذلك السمك ..
    اعترضت زبيدة على المبلغ الذي أعطاه زوجها هارون للسماك وقالت : (( ألا تعتقد أن ما أعطيته السماك كان أكثر مما يستحقه ؟ ))

    نظر هارون لزبيدة وقال : (( لماذا تعترضين على عطائنا ؟!))
    أجابته زبيدة : (( ان هذه الايام ايام عيد ياتي فيها الوجوه والاعيان والقادة واعضاء الدولة، وهم يرجون منك الصلات والعطاء وها انت قد اعطيت لهذا السماك مثل هذا المبلغ، فانك لن تستطيع ان تعطي احد اقل مما اعطيته للسماك ، والا قالوا : لم يقم امير المؤمنين لنا وزنا ، بل لسنا عنده بمنزلة سماك ))

    الهى هارون نفسه بالشطرنج وذهنه مشغوول بما قالت زبيدة، ولما عرفت زبيدة ان لكلامها وقع في نفس هارون عاوت الكلام فقالت : (( إن الأمير يعلم جيدا انه لو اراد العطاء بمثل هذا المبلغ لم يبق في الخزينة شيء ))

    بقي هارون اسير فعله وهو لا يعلم ما يفعل ، قال (( وكيف استطيع ان استرد ما وهبته، فانك تعلمين ان ذلك يضر بسمعتي ))
    فكرت زبيدة ثم قالت : (( ان سمح لي امير المؤمنين ان افصح ما يختلج في ذهني ونسي افصحت به))

    فاجابها قائلا : (( قولي فإني أحب ان اسمع ما تقترحيه ))

    قالت : ادعو السماك واساله / اذكر سمكه ام انثى ))

    قال هارون : ((فان اجاب بأنه ذكر او انثى ما ينفعنا ذلك ؟ ))
    قالت : (( ان قال :ذكر هو قل : انا لا أحب الذكور من السمك ، وان قال : انثى قل : لا احب الاناث من الاسماك، ثم استرجع ما وهبته اياه بهذه الذريعة )).

    كان بهلول قريبا من الخليفة وزوجته وسمع حوارهما ، فقال : (( ايها الامير ، اترك السماك وشأنه ، ولا يخدعك هذا الكلام ))
    لم يعتن هارون لكلام بهلول، لأنه كان يحترم زبيدة زوجته كثيرا ، فأمر باحضار السماك .

    رجع السمك فرحا الى داره وقد علق على ما اخذه من الدراهم الامال الطويلة العريضة وانه ماذا يفعل بها ، واذا به كذلك حتى نودي من خلفه : أن ارجع الى القصر فان الامير امر باحضارك.

    نعم ايها الادقاء ، حضر السماك بين يدي الخليفة فسأله ما اقترحت عليه زبيدة ، فقال : (( هل السمك الذي اصطدته من الذكور أم من الإناث؟ ))

    تبسم السماك - وهو مبهوت لما سمع- إذ ماذا يمكن أن يقول وهل يمكن ان يعرف احد ذكور السمك من إناثه ؟
    اقترب في هذه اللخظات بهلول >> ايوا . من السماك وهمس بكلمات لم يسمعها احد غير السماك ثم انصرف عنه وقال : (( ان هذا السمك ليس من الذكور ولا الاناث انه من الخناثى )) تعجب هارون من جواب السماك وبقي مبهوتا لما أعجبه من ذكاء السماك، فأراد أن ينتهز الفرصة في إمتهان زوجته فقال للسماك : احسنت احسنت بما اجبت . ثم امر له باربعة آلاف درهم أخرى.

    طل السماك الاذن بالانصراف ، فأذن له الرشيد بالانصراف ونظر الى زبيدة نظرة ازدراء وسخرية ..

    كانت صرتا الدراهم في يد السماك وكان قد هم بالخروج فإذا بدرهم منها سقط على الارض انحتى السماك لياخذه من الارض ، فرأته زبيدة وقالت لزوجها : (( انظر جشع هذا الساك بيده ثمانية الاف درهم ومع ذلك لايتمكن من التجاوز عن درهم واحدمنها ))

    أمر هارون باحضار السماك مرة أخرى ليأخذ مافي يده من الدراهم .

    قال بهلول لهارون : (( اتركه وشأنه )) فلم يعر لكلام بهلول أهمية وتغافل عنه كأنه لم يسمع شيئًا وأمر باحضار السماك فلما رجع السماك قال هارون بغضب : (( بيدك ثمانية آلاف درهم فاذا سقط واحد منها انحنيت لتأخذه )).

    أدرك السماك بأن هارون يريد استرجاع ما وهبه اياه، بأي حجة فانحنى أدبا ثم قال : (( اني اريد بذلك تقدير الأمير لأن على أحد وجهي هذا الدرهم آيات من الكتاب العزيز وعلى الوجه الآخر منه اسم امير المؤمنين، فإن تركته داسته الاقدام وكان ذلك اهانة لكتاب الله ولإسم أمير المؤمنين ))

    أعجب هارون كلام السماك فأمر بأربعة آلاف أخرى له ، ثم نهض من كرسيه وسوى ظهره ثم قال لبهلول :((يقول الناس بأنك مجنون ، لكني أشد جنونا منك ، فقد نصحتني بترك ما فعلت مع السماك فلم أقبل منك، وأخذت بكلام هذه المرأة )).




  9. #9
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    دجاجة مشوية تبيض

    دجاجة مشوية تبيض

    كان في قديم الزمان على طريق الهند - بغداد- منزل ينزله المسافرون ليضعوا عنهم عناء السفر فيه ساعات معدودة، وايضا ياكلون ويشربون فيه ليكملو فيما بعد سفرهم ، فكان يأتي صاحب المنزل الى المسافرين بما يشتهون ويقدم لهما ماعنده من الطعام والشراب.

    وفي ليلة من ليالي الشتاء الطويلة قصد هذا المنزل مسافر معه بضاعة جاء بها من الهند ليبيعها في بغداد، وبعد أن أودع المسافر متاعه عند صاحب المنزل وخلع ملابسه ليستريح ، ساله صاحب المنزل (( ماذا تشتهي من الطعام ؟))
    قال : (( اني جائع جدا ائتني بما عندك فاني قاصد بغداد في الغد صباحًا ))
    قال :(( عندنا دجاجة مشوية حشوناها بالبيض ، لتكون لذلية ومقوية فهل تحب أن آتيك بها ؟))
    قال المسافر : (( نعم هاتها سريعا فإني جائع جدًا ))

    وبعد دقائق حضر الطعام وأكل المسافر بشهية لا توصف ، ثم ذهب إلى المكان المعد لاستراحته ، فما وضع رأسه على الوسادة حتى أخذه النعاس فنام سريعًا ، وأخذ التعب يجر أذياله بهدوء عن بدنه .

    ولما استيقض صباحا مبكرا توضا ثم توجه الى القبلة ليصلي صلاة الصبح، وبعد صلاة الصبح حمد الله تعالى على ان رزقه يوما جحديدا الى عمره ليرى العالم ويتزود الى اخرته ثم القى ببصره الى صاحب المنزل ليحث عنه فلم يجده، دقق النظر وكرر الطلبب عنه فلم يعثر عليه ثم ذهب الى محل استراحة صاحب المنزل فلم يسمع حسيسًا ولم يجد فيه أحدًا .
    فلم يجد بدً من مناداته ناداه بصوت عال فإذا بالصدأ يرجع اليه بالخيبة .

    انه لابد من الحركة باتجاه بغداد وبأسرع وقت ممكن خوفا من مشاكل الطريق التي لم يحسب لها أحد حسبانا ، ومن جهة أخرى يريد أداء ثمن عشائه ومنامه الى صاحب المنزل ليخرج عن ذمته، فكم يجب عليه ان يدفع؟ وهل يمكنه الانتظار اكثر ام لا ؟ لايعلم احد ذلك ، لانه لا احد يجيب نداءه..

    وأخيرا صمم على الرحيل لكنه كان ينوي أداء ثمن صضاحب المنزل عند عودته من بغداد .

    نعم أيها الاصدقاء ، ذهب مسافرنا متوجها نحو بغداد فلما نزلها مكث فيها اشهرا تمكنى خلال المدة التي مكث فيها من بيع متاعه ، ثم اشترى بثمنه متاعًا آخر ليتجر به ، وكان على أهبة الاستعداد للعودة إلى وطنه.

    وذات يوم توجه الى بلاده ، فوصل الى موضع محط الرحال اعني المنزل الذي نزل فيه قبل سنة فلما دخل لم يكن صاحب المنزل يعرفه ، فتعشى تلك الليلة وذهب الى فراشه لينام على امل ان يدفع الدين الذي في ذمته عند الصباح . فلما اصبح صلى صلاة الصبح ثم توجه الى غرفة صاحب المنزل ليدفع له ثمن مبيته ومأكله ، لكنه صادفه في الطريق فقال له : (( كنت ذيفك في السنة الماضية حيث كان طريقي من هنا فنزلت عندك وكان لك في ذمتي مبلغ اريد ان ادفعه اليك ))

    فسأله صاحب المنزل وهو متعجب : (( وعن ماذا ؟ ))
    تبسم المسافر ثم أخذ يقص عليه خبر مبيته في العام الماضي كان صاحب المنزل رجلا محتالا وفي الوقت نفسه
    في غاية الجشع والطمع وهذه فرصة ثمينة لم يرد التفريط فيها فكر مع نفسه قليلا فخطر بباله ان هذا المسافر يمكنه دجفع ثمن باهض ازاء مبيته فطمع فيه ، فقال بعد هنيئة (( ان عليك ان تؤدي الف دينار قفي هذا الوقت )) ثم استانف كلامه بلين ولطف قائلا (( طبعا اني احتطت كثيرا في ذكر هذا المبلغ وضبطه فاني اخاف ان اكون مدينا للاخرين ))

    بهت المسافر لما سمع بهذا المبلغ واذا به صاح بصوت عال : (( ماذا تقول ؟ الف دينار.. هل جننت؟))

    قال صاحب المنزل (( لاتغضب فاني حسبت حسابا دقيقا فان احبت اخبرتك كيف بلغ حسابك ذلك..))

    قال المسافر : (( قل فإني أذني صاغية لما تقول ))

    قال صاحب المنزل : (( هل جئت في العام الماضي الى هنا واكلت دجاجة فيها ستة بيضات ام لا؟ ))

    قال: ((نعم ))
    قال: (( لو كانت تلك الدجاجة حية ، وكنت قد وضعت تلك البيضات الستة تحتها ، لخرج من كل بيضة فرخ صغير ، ثم إني لو جعلت تحت تلك الفراخ الست بعد ان يكبرن ستة بيضات اخرى و هكذا اكرر ذلك الى هذا اليوم لكان عندي عددا من الدجاج مايبلغ قيمته الف دينار )) ثم جدد صاحب المنزل انفاسه وقال: (( هل عرفت الآن ما تلطفت به عليك ، فإني لم آخذ منك اجرة مبيتك وطعامك لهذه المرة ))

    قال المسافر * بعد سكوت طويل* بصوت عال : (( انك حقا لمجنون ))

    نعم ايها الاصدقاء لقد ازداد الشجار ولاخلاف بين المسافر وصاحب المنزل ووصل حدًا ارتفعت فيه أصواتهما واجتمع حولهما جماعة من المسافرين ، وكلما حاول المسافرون حل النزاع بينهما لم يتمكنوا من ذلك، وأخيرا اتفقوا على أن يذهبوا الى سيد قوم ذلك المكان ويأتو به ليحل النزاع .

    وبعد مدة يسيرة جاء سيد القوم واستمع دعوى المسافر وصاحبه ، لكنه وعلى خلاف ما كان يتوقع الكثير من الحاضرين حكم لصاحب المنزل ؟، وقال للمسافر : (( اعطه الألف دينار )) ولمّا علم المسافر أن بعناده لا يتمكن من حل النزاع فقط بل يمكن ان ينجر امره الى ضربع وإهانته، حينئذ نكس راسه الى الارض وانصرف مفكرا في عاقبة امره ، وهو يقول ( الهي اعني ).

    كلنا يعلم أن الله تبارك وتعالى لا يترك من توسل اليه عند حاجته بل يدبر امره حيث شاء ، من هنا اعترض المسافر الذي كان غارقا في التفكير رجل وقال له : (( اني اعرف رجل يمكنه ان يخلصك من ورطتك .))

    رفع المسافر رأسه وقال: (( اين هو ؟ ))
    قال : (( انه في بغداد قريب من هذا المكان فاني عازم على الذهاب الى بغداد لأجيء به إلى هنا)).
    ظل المسافر ينتظر من ياتي ويحل مشكلته ، فانه لي هناك طريق سوى الصبر . ذهب هذا الرجل ووعد المسافر بالرجوع في اقرب فرصة ممكنة، ومن ثم ركب فرسه وتوجه نحو بغداد مسرعًا .
    ولما وصل بغداد سال عن بهلول ، فقيل له انه في المسجد ، دخل المسجد وسلمن على بهلول ثم قص عليه خبر المسافر المسكين.

    استأجر الرجل لبهلول فرسًا واستصحبه الى موضع المنزل المذكور ، فسار سيرًا حثيثًا حتى وصلا قريبا من المنزل قال بهلول للرجل: (( انزل واذهب مسرعًا ، ثم قل لهم : بان قاضي بغداد في الطريق وقد وعدني بالمجيء عن قريب ))

    نزل الرجل وفعل ما أوصاه بهلول به ، فأخذ الحاضرون ينتظرون قدوم القاضي.
    لم يمض وقت طويل على مجيء القاضي الذي لم يكن سوى بهلول >> ايوى ... وحيث ان احدا من الحاضرين لم يكن يعرف بهلول لم يحصل الشك لاحد انته هو القاضي حقا ام لا !!
    ولما دخل بهلول استقبله سيد القوم وصاحب المنزل وادخلوه معززا محترما الى المنزل.
    ولما جلس بهلول في الموضع الذي اعدوه له قال: (( قصوا الخبر فاني عازم على العودة الى بغداد سريعا لقضاء ما ينتظرني من أعمال ))
    تكلم صاحب المنزل وشرح الحال بسرعة ثم قال : (( فهل يعطيني حضرة القاضي في الحق في ذلك أم لا ؟ ))
    تنفس بهلول نفسًا عميقًا ثم قال : (( إني اعتذر منكم جميعا خصوصا من سيد القوم وكذلك من صاحب المنزل ))
    قال سيد القوم وصاحبه : (( لماذا يا حضرة القاضي ؟))
    قال بهلول : (( اعتذر من التأخير في المجيء ، فاني مضافا الى عمل القضاء مشتغل بعمل الزراعة ، وقبل أن آتيكم بساعة جاءني عمال مزرعتي وطلبوا مني بذرا ليزرعوا القمح وحيث اني كنت قد سمعت ان بذر القمح لو فار بالماء الحار يزرع ثم يعطي ثمرًا كثيرًا ، فاشتغلت بوضع القمح بالماء الحار ، ولذلك فاني اعتذر من التأخير ))

    ضحك سيد القوم مما سمعه من بهلول وقال في نفسه : (( انه لقاض مجنون اذ هل يمكن وضع بذر القمح في الماء الحار وتفويره ! ))
    وضع صاحب المنزل * الذي اصابه الدوار في راسه * يده على شاربه وقال : (( ان هذا لشيء عجاب ))

    قال بهلول : (( كلا كلا لا عجب في مثل بلد تحتضن دجاجة مشوية البيض ثم يخرج بعذ لك منها الفراخ فلا عجب اذن من بذر القمح الذي يفور بالماء الحار ان يعطي ثمرا ))
    فلما سمع الحاضرون جواب بهلول اعطو الحق للمسافر ، وخاف سيد القوم ان ينكشف امره بتآمره مع صاحب المنزل وحاول ان يدفع عن نفسه الشبهة ، فقال : (( الحق مع القاضي ، اذ كيف يمكن للدجاجة المشوية ان تحتضن البيض ويخرج منها فراخًا ؟! ))

    نكس صاحب المنزل رأسه الى الارض من دون ان يتفوه بشيء وبذلك تخلص المسافر المسكين من هذه الورطة ودفع ثمنا يسيرا ازاء مبيته وعشائه .

    ثم توجه بهلول الى بغداد راجعًا ، وكان في ذلك عبرة ودرسا لكل من وسوست له نفسه بخداع الآخرين من المغفلين .

  10. #10
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    أي الملابس أفضل

    كان هارون الرشيد يبث عيونه وجواسيسه في المجتمع ليأتوه
    بأخبار مخالفيه وليكون على علم من عقائدهم ومذاهبهم.

    وذات يوم وشي ببهلول إليه بأنه من اتباع ومحبي الامام موسى الكاظم (ع).

    وحي أن هارون الرشيد كان على حذر شديد من الامام الكاظم (ع)
    وأنه كان يسعى دائما لمعرفة شيعته ومحبيه للقضاء عليهم ، ولما جاءه خبر بأن بهلولا من شيعة الامام قرر إحضاره وإنزال العقوبة به ليكون عبرة
    للآخرين.

    ولما احضر بهلول إلى القصر وقف أمام هارون - الذي كان الغضب مستوليًا عليه - فقال له هارون : (( سمعت بأنك من شيعة ومحبي موسى بن جعفر وأنك تسعى في خلافي ))

    ؟؟؟؟؟ شتتوقعوون يقول بهلول و ماذا سيحذ له؟؟؟؟؟؟















    سكت بهلول ولم يتكلم بشيء ، وكان هذا السكوت مؤذيًا لهارون ومثيرًا لغضبه أكثر قال هارون : (( تظاهرت بالجنون لتفر عن عقوبتنا لكني لست بتاركك ))

    قال بهلول : (( ما كنت تفعل إن كنت صادقًا فيما تقول ؟ )) كان هارون يتوقع من بهلول أنه بعد التهديد يقول شيئا يظهر به تظوره من الامام الكاظم (ع) ، لكنه فوجئ بما سمعه من بهلول ، وصمم هذه المرة أنزال العقوبة ببهلول ، ولكن أي نوع من العقوبة يمكنها إنزالها ببهلول الذي كان من أرحام الخليفة هارون من جهة وانه قد اشتهر بين الناس ان بهلولا مجنون من جهة آخرى ، فلا يمكن إنزال أشد العقوبة به ، لأنه بعقوبته سيقول الناس بأن هارون لم يقدر إلا على المجانين .

    وعليه ، فأخذ هارون يفكر في طريقة لعقوبة بهلول ، وأخيرا أمر بخلع ملابس بهلول وألبسه ما يسرج به الفرس ثم أمر بوضع لجام على فمه وأخذوا يدورون به في المدينة ،؟ ولما عادو ببهلول إلى القصر وأجري في حقه امر الخليفة كان وزير هارون في القصر، وحيث ان الوزير لم يكن يعلم خبر بهلول وانه لماذا يفعلون به هكذا قال : (( ماذا فعل بهلول ؟ ))

    لم يجبه أحد بشيء، قام هارون من كرسيه ونفض رداءه بغرور ثم وقف
    أمام بهلول وقال : (( ألم تسمع ما قال وزيرنا ، أجبه إذن ))
    التفت بهلول إلى الوزير بكل وقار وسكينة ولم يبدو على وجهه آثار الانزجار من الخليفة ، ثم قال (( دعاني أمير المؤمنين وسأل مني شيئا فأجبته جواب الحق ، فخلع أمير المؤمنين لأجل ذلك ملابسه الغاليه وأهداها إلي )) عفية عفية هذا بهلول ،، ولو

    نعم أيها الأصدقاء لقد تغير وضع مجلس الخليفة بسماع هذا الكلام فلم يتمالك الجميع انفسهم من شدة الضحك بما فيهم هارون فإنه ضحك ضحكًا كثيرًا .

    وبعد لحظات هدأ المجلس ثم أمر هارون بخلع ماعلى بهلول من السرج
    واللجام ، وأمر بإحضار خياطه الخاص، وقال له : (( إهد اليه افضل ماخطته بي منم الملابس))
    لكن وقبل أن يأتمر الخياط بأمر الخليفة قال بهلول : (( لا حاجة لي بملابس الخليفة )) ثم لبس ملابسه البالية وخرج من القصر ..

    وشكرا

  11. #11
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    التاجر والعطار

    مر بهلول يوما بإحدى أزقة بغداد فرأى رجلا غريبًا قد أسند
    رأسه إلى الحائط وهو يبكي..
    وقف بهلول عنده وسأله: (( علام تبكي ؟ ))
    قال الرجل: (( لاتسألني عن ذلك فانك تؤلمني ، وها أنا أعوذ بالله من ظلم بعض الناس لي )).

    وضع بهلول يده على كتف الرجل، وقال : (( إن معاذنا جميعًا هو الله تعالى، لكن قل لي ما حدث لك وما هو سبب بكاؤك ؟ ))

    أخذ الرجل - بعد أن رأى إصرار بهلول للتعرف على خبره ، عسى ولعله
    يتمكن من حل مشكلته- في قص الخبر على بهلول فقال: (( إني رج تاجر جئت هذه البلاد ومعي بضع دنانير اتجر بها ، وحيث اني كنت اخرج
    للتجول في المدينة خفت على الدنانير من الضياع أو السرقة ، فأخذت صرة الدنانير وأودعتها عند رجل عطار في السوق )).

    جرت دموع الرجل وأخذته العبرة ، ثم أخرج منديلا مسح به دموعه ،

    وقال : (( كنت اعتقد صلاح الرجل ، فإن ظاهره غرّني لما عليه من سيماء الصالحين ، لكن ... ماذا جرى لي بسببه ؟! ))

    حاول بهلول تسكين آلامه ومواساته ثم قال له: (( إعلم أني قادر على استرداد أمانتك من العطار بكل سهولة ، فلا تغتم لذلك أبدًا ))

    وهكذا تمكن بهلول من أخذ عنوان العطار من التاجر ، وقال له بعد ذلك : (( سوف اذهب غدا صباحا إلى محل العطّار فإن استطعت أنت فاذهب قبل الزوال بساعة ))

    سأله التاجر وقال : (( ماذا أقول وماذا أفعل ؟ )).

    قال : (( إذا جئت إلى العطار لاتتحدث معي أبدا كأنك لاتعرفني وقل للعطار : جئت استرد منك أمانتي )) وهكذا ودع التاجر بهلول على أمل الحصول على ما استودعه عند العطار..

    وفي صباح اليوم التالي ذهب بهلول قبل الزوال بساعة الى العطار فقال له : (( كنت قد نويت السفر الى خراسان ))

    قال العطار- وهو يريد التعرف على نوايا بهلول بسرعة -: أرجو ان يكون سفرا موفقا

    قال بهلول : (( وانا ارجو ذلك ايضا ، لكن الذي جاء بي اليك امر اقلقني كثيرا ))
    حاول العطار التظاهر باتخاذ موقف مواسي، فقال: (( ما الذي أقلقك ؟ ))

    قال بهلول : (( عندي مقدار من الجواهر ما يعادل قيمته الثلاثين دينارا ذهبيا ، أريد إيداعها عند شخص امين فان رجعت من سفري سالما استرجعتها ))
    تشاغل العطار عن بهلول وأخذ ينقل متاعه من موضع إلى آخر ويتظاهر بعدم المبالاة بهذا المال والإعراض عن الدنيا ، لكن بهلولا اخذ يراقب حركات العطار وسكناته لعلمه بما يجري في قلبه ، وان ذهنه منصرلاف الى كيس الجواهر الخيالي فقط وفقط ، قال بهلول : (( طبعا اني سالت اهل البلد عن امانتك فحصل لي الاطمئنان بذلك ، لذا جئت لاودع هذه الجواهر عندك ))
    ارتعش صوت العطار من شدة الفرح، لكنه حاول التظاهر بالعتدال فقال: (( اتمنى ان اكون عند حسن ظنك ))

    القى بهلول بصره الى خارج الدكان فراى التاجر ياتي من الطرف المقابل الى محل العطار ، فاخرج بهلول ما معه من جواهر وهي في الكيس فوضعها امام العطار فلما رآها العطار اخذت ببصره وازداد شوقا الى رؤيتها.

    لكنكم يا اصدقاء تعلمون ان الكيس خال من الجواهر ، لكن ماذا كان في الكيس ؟ !
    نعم ، ان الكيس زجاج مرضوض ورمل ناعم لاشيء آخر وفي هذه الأثناء دخل التاجر وقال : (( جئتك استرد منك وديعتي ))
    خاف العطار من أن ينكشف أمره أمام بهلول لأن ماعنده من مال التاجر
    لايعد شيئا أمام الجواهر التي كانت لبهلول، لذا صاح العطار بخادمه قائلا : (( وديعة هذا الرجل في الموضع الفلاني إذهب شريعا وائت بها )).

    أخذ العطار وديعته وخرج من الدكان وتبعه بهلول حيث خرج هو أيضا بعد التاجر بقليل ولما اطمئن العطار بأن بهلولا قد ابتعد كثيرا أخذ الكيس وصار يرفعه من الأرض ثم يضعه و كان خادمه ينظر اليه في كل ذلك ، فلما نظر اليه العطار صاح بان يذهب الى عمله ثم اخذ يفتح الكيس الذي كان مشدودا وعيناه مليئتان بالدموع من شدة الفرح ..

    نعم ايها الاصدقاء احدسوا ماذا حدث للعطار عندما وقع بصره على مافي الكيس >> اتوقع مات بسكتة قلبية هه <<<

    __________________

  12. #12
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    السلام عليكم

    للعلم

    ماباقي شي ويخلص الكتاب !!

    >خسارة<

  13. #13
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    قبل ان ابدا القصة هناك اعلان ، تنبيه عاااجل

    لكل محبي قصص بهلول يعرض مسلسل اعقل المجانين الجزء الثاني

    على قناة المسار والتوقيت في البحرين الساعة الواحدة تقريبًا

    المسلسل بادئ من زمان للتو انتبهت له :hypnotized
    :

  14. #14
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين

    السر في اختلاف ذكاء الأبناء

    كان لهارون الرشيد زوجتان احداهما زبيدة وله منها ولد اسمه
    الامين ، والاخرى امة مسترقة من ايران وله منها ولد ايضا واسمه المأمون
    ، وكان الأمين والمأمون معا يتعلمان في المكتب الذي كان قريبا من قصر هارون ، وكان هارون يذهب في بعض الاوقات الى المكت للتعرف على وضع الدراسة لإبنيه .

    وذات يوم خرج هارون - وعلى عادته الى المكتب فرأى في طريقه بهلولا فأراد ان يستصحبه معه الى المكتب ، وافق بهلول على ذلك وتوجها معا الى المكتب .

    ولما دخلا المكتب وجدا المعلم وحده ، فساله هارون وقال : اين ولدَي؟

    فأجابه المعلم : لقد استأذنا مني وذهبا معًا .

    ساله هارون عن وضع دراستهما فقال المعلم : اما الامين ولد زبيدة سيدة نساء بغداد فضعيف الاستعداد جدا ، واما المامون ابن الامة فهو ذكي وفطن جدا .

    حاول هارون ان يخفي اثار تالمه من هذا الخبر فسال المعلم وقال : هل يمكنك ان تثبت لنا صحة ذلك ؟

    قال المعلم : نعم ، لو سمح لنا أمير المؤمنين اخبرناهما ، حرك هارون راسه ثم قام ومعه بهلول فجلسا في زاوية من غرفة الدرس ، واسند هارون راسه للجدار والى جانبه بهلول جالس .

    وضع المعلم تحت مجلس المامون ورقة وتحت مجلسة الامين قطعة من الآجر وبعد دقائق دخل الامين والمامون فلما رايا ابوهما قبلا الارض احتراما لابيهما وظلا واقفين، ثم اجاز لهما ابوهما الجلوس في مجلسيهما فجلسا .

    فلما استقر بهما المجلس أخذ المأمون ينظر إلى سقف الغرفة وما يحيط به وكأنه متعجب من شيء ، فساله المعلم وقال : (( ما بك يا ولدي ؟))

    قال: اشعر اني من حين ذهبت ورجعت ان الارضقد ارتفعت مقدار حجم ورقة، او ان السقف قد نقص بهذا المقدار)).

    التفت المعلم الى الامين وقال : هل تشعر انت بذلك ؟
    قال الامين : كلا لا اشعر بذلك.

    تبسم المعلم في وجهيهما واذن لهما بالخروج ليستريحا قليلا ، ثم قال لهارون : (( الحمد لله الذي اثبت صحة كلامي )).

    غرق هارون في التفكير ليجد حلا منطقيا لهذا الاختلاف بين الأخوين فلم يجد لذلك ما يقنعه ، فقال للمعلم: (( هل تعلم انت سر الاختلاف في ذكائهما ؟))

    أجهد المعلم نفسه في العثور على سر الاختلاف فلم يعثر على شيء يقنع هارون.

    قال بهلول - بعد سكوت طويل كان فيه شاهدا لجميع ما حدث - : لو آمنني الأمير أخبرته بسر ذلك )).

    قال هارون : (( انت في امان ، قل ما تعلم )

    قال بهلول : (( ان ذكاء وفطنة هؤلاء يرجع الى امرين :

    الأول : حب الابوين - الاب والام - لبعضهما .
    الثاني: اختلاف قومية ونوع دم كل من الرجل والمراة ، فان كان الابوان من قوم ودم واحد يكون اولادهما في الغالب فاقدين للعقل الكامل والفطنة
    الشديدة، وحيث ان الأمير لا يشترك مع أم المأمون في قوميتها ولا دمها كان اولادك منها ذوي فطنة وعقل ، وأما أولادك من زبيدة فالسر في كونهم ما ترى هو اشتراكك معها في قوميتها ودمها )).

    قال هارون لبهلول : (( وهل تستطيع أن تثبت صحة مدعاك ؟))

    قال بهلول : (( ألا ترى قوة وذكاء البغل ، فان السبب في ذلك هو تركبه من نوعين مختلفين من الحيوانات هما الحمار والفرس )).

    أصاب هارون الرشيد ما يشبه الأثكل وخجل جدا امام المعلم ، فان احدا غير بهلول لا يتمكن ان يقرب ذلك بمثل هذا المثال يوجه ضربة مباشرة
    لشخصيته واهانته ، لكن ماذا يفعل بهلول وهارون هو الذي طلب منه ذلك ؟

    فلما علم بهلول ان كلامه اثر في الأمير جاء بمثال آخر فقال :

    (( الم ير الأمير كيف يخرج ثمر الشجر - الذي يكون من فسيلين مختلفين - لذيذا ومرغوبا ؟؟ ))

    وبذلك شعر الخليفة بضعفه وعجزه >> اخيرا حس بروحه <<
    امام ما استدل به بهلول فرجح الانصراف على البقاء، واستاذن ، قم قال : (( لا بد من الذهاب فان عندنا عمل كثير )).

    وبعد ذهاب هارون قام بهلول وانصرف هو الآخر ايضا ، وبقي المعلم وابني هارون.

    ومنذ ذلك اليوم علم المعلم بان بهلول رجل عالم ...

    __________________

  15. #15
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية جنون الذكريات
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ملحق بيت الجيران
    المشاركات
    2,007
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    258

    رد: سلسلة قصص أعقل المجانين


    بهلول والعارف

    كان الجنيد البغدادي يعد من اشهر عرفاء بغداد، وكان معروفا بالعلم والفضل، فجرى ذات يوم حديث
    عن بهلول وافعاله الغريبة على لسان تلامذة الجنيد بمحضر استاذهم ، فسالهم الجنيد وقال :
    (( من بهلول هذا ؟ ))
    أجابه بعضهم قائلا: رجل مجنون ، ليس له مكان معروف .

    قال الجنيد - وهو يرغب في رؤية بهلول لما سمع من عجائبه - : (( أحضروا لي بهلولا فان لي معه حديث ))
    طلبه تلامذة الجنيد في كل مكان حتى عثروا عليه أخيرا خارج المدينة ، فقالو له " ان شيخنا يطلبك "
    فقال بهلول : ان كان لشيخكم معي حاجة فليات هو الي .
    فلما سمع الجنيد من تلامذته قول بهلول ، قال : ان الحق معه . فذهب اليه بنفسه .
    ذهب الجنيد ومن معه الى بهلول فرآه في وسط الصحراء واضعا راسه على حجر وهو يتفكر في ما حوله .

    سلّم الجنيد ومن معه على بهلول فرد عليهم السلام ونهض فجلس الى جانب الجنيد؟، ولما استقر بهم المجلس .

    سأله بهلول : من انت ؟
    قال : انا جنيد البغدادي.
    قال: وما عملك ؟
    اشار الجنيد بيده الى من معه وقال : عملي تربي وهداية البشر .
    تبسم بهلول وقال : ان كنت كذلك فهل تعرف آداب أكل الطعام ؟
    قال الجنيد بكل ثقة : نعم ، ثم استانف كلامه وقال : ابدأ بذكر اسم الله تعالى ، آكل من أمامي ، التقم الطعام قليلا قليلا ، اضع الطعام على يسار فمي ثم امضغه بهدوء ، لاانظر الى طعام الاخرين ، احمد الله بعد كل لقمة من الطعام واغسل يدي قبل الطعام وبعده ..
    نهض بهلول من الأرض وقال : كيف تهدي الناس يا شيخ وأنت لا تعلم آداب طعامك بعد ؟

    فوجئ الجنيد بكلام بهلول ، فقال له اتباعه : يا شيخ ان هذا الرجل مجنون .

    لم يصدق الجنيد ذلك وقال : لا اعتقد انه مجنون ، وحتى لو كان كذلك فانه لابد من الاستماع لما يقول .
    فلما ذهب بهلول صاح به الجنيد : (( إن لي معك حاجة ))
    قال بهلول : (( ان كنت لا تعلم آداب الطعام فهل تعرف آداب الكلام ؟))
    قال : نعم اعرف ذلك ؟
    قال الجنيد : لا أتكلم إلا بمقدار ، ولا أقول قولا شططا فان حدثت الناس حدثتهم على قدر عقولهم ، أدعو إلى الله ورسوله ..
    ذهب بهلول واستمر في طريقه ، فناداه من كان مع الجنيدة ثالثة : بان : انتظر ليتم جنيد حديثه، التفت بهلول الى جنيد وقال : ظهر لي انك لا تعلم آداب الطعام ولا آداب الكلام ، فما تريد مني ؟
    لم يكن يتوقع تلامذة الجنيد ذلك من بهلول ، فقالو للجنيد : أرأيت يا شيخ بأن هذا الرجل مجنون ، فما تنتظر من مجنون أكثر من ذلك ؟
    انتهرهم الجنيد وقال : ان كان مجنونا فعلينا أن نستمع لما يقول .
    تبع الجنيد بهلولا ، لكن بهلولا حاول الابتعاد عنه كثيرا فناداه الجنيد : ان لي معك حاجة .
    قال بهلول : (( ما حاجة من لا يعرف آداب طعامه ولا آداب كلامه معي ؟ ))

    فقال الجنيد : اعلم شيئا كثيرا ..
    قال بهلول : اخبرني هل تعرف آداب النوم ؟
    قال: نعم
    فقال بهلول : كيف تنام
    أطرق الجنيد براسه الى الارض ، وقال : ان اتممت صلاتي المغرب والعشاء ومن ثم الدعاء لبست ثوب النوم ، و...... )) و هكذا اخذ الجنيد
    يعد لبهلول ما تعلمه من آداب النوم .
    لكن ذلك ايضا لم يرض بهلول فقال : اذن لا تعرف اداب النوم ايضا . ثن اخذ في طريقه
    حاول بعض تلامذة الجنيد أن يؤدب بهلولا ويوجعه ضربا لكن الجنيد كان عاقلا، فانه ذهب خلف بهلول واخذ يترجى منه ويقول : أنا جنيد البغدادي لا اعلم شيئا علمني ما تعلم لما فيه رضا الله .
    وقف بهلول وتبسم قليلا ، ثم قال : كنت تدعي العلم فابتعدت عنك ، ولما اقررت بجهلك فها أنا أعلمك .

    جلس بهلول على حجر ودعا جنيد أن يجلس على حجر آخر الى جانبه ، ثم قال : اما ما ذكرت من آداب الطعم فكله فرع واما الاصل في ذلك : فأن يكون طعامك حلال ، فان لقمة الحرام لا ينفع معها مئات ما ذكرت من الآداب ، وهي التي تسود القلب .
    فرح الجنيد بذلك كثيرا وقال : جزاك الله عني خيرا ..
    وبعد هنيئة قال : واما اداب الكلام : فانه لا بد من طهارة قلبك وصفاء نيتك وان يكون في كلامك طلب رضا الله لا من سواه ، وان تتجنب لغو الحديث فانه يجر اليك يوم القيامة الويلات والثبور و لاينفع معه شيء مما ذكرت من الاداب .
    نهض الجنيد من الحجر وجثا على ركبتيه امام بهلول كأنه تلميذ بين يديه ، وقال : ان ما علمتني به لم اكن اسمعه من احد قبلك . ثم وضع يديه على صدره وقال : ايها العزيز اخبرني ما اداب النوم .
    قال بهلول : ما كنت تعلمه في ذلك فرع واما الاصل فيه فهو ان تفرغ قلبك من حب الدنيا والحسد والبغض والعداء للمسلمين وان تلهج بذكر الله حتى تنام عيناك .

    ثم نهض بهلول من الارض فانحنى الجنيد على يديه ليقبلهما وقال له : علمتني الحث ، ارجو ان يجزيك الله عني خيرا يوم الجزاء..

    وهذه هي قصة بهلول والعارف .....

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أعقل بنت فيهم !!
    بواسطة حلاي غير الكــل في المنتدى منتدى الـطـرائف
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-27-2008, 01:27 PM
  2. أسطورة معقل
    بواسطة سيد جلال الحسيني في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-03-2008, 08:40 PM
  3. بهلول(أعقل المجانين)
    بواسطة نور الهدايه في المنتدى منتدى القصص والروايات
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-25-2008, 08:38 AM
  4. من 1 الى 5 وحط اي عضو في مستشفى المجانين
    بواسطة كونــــــــان في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-04-2007, 12:37 PM
  5. أعقل المجانين
    بواسطة علي عبد الباري في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-28-2007, 03:37 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •