يسلموووو على القصة
يعطيك الف الف عافية
حكايات جدي
الثعلب والدجاج
![]()
كانت الحظيرة مملوءة بالدجاج والديوك، يستيقظ الديك الكبير عند الفجر، ليؤذن، فتستيقظ الطيور ترفرف باليوم الجديد، يصبح الدجاج على بعضه البعض بمناقيره، حيث تنقر كل واحدة منهم الأخرى بمنقارها تحية وحباً، يداعب الدجاج بعضه البعض، وتداعبه الديوك، تخرج الطيور من الحظيرة لتأتي بالحبوب والماء للصغار، وفي المساء، تصيح الطيور تنبئ عن رحيل يوم جميل وقدوم ليل أجمل.
وذات مساء نظرت الطيور، فإذ بثعلب يتربص بالحظيرة حتى دب الرعب في قلوبهم، فأسرعوا بغلق الحظيرة غلقاً محكماً، خافت الطيور على بعضها البعض، وخافوا على صغارهم، اتفق الديوك على أن يتناوبوا الحراسة طوال الليل من ذلك الثعلب المكار، وسادت الحظيرة الخوف والحزن، إلا أن الديك الكبير نصح الدجاج بألا يظهروا هذا الخوف حتى لا يطمع فيهم الثعلب عندما يحس بأنهم خائفون حتى وإن تملكهم الخوف وأن تظل الديوك تؤذن كل صباح وكل مساء، لكن أصبحت كل حركاتهم تتم في حرص وحذر شديدين، وما زال الثعلب يأتي إليهم كل مساء، فقد فكر الثعلب أن يأتي إليهم كل مساء على ألا يفعل أي مكروه حتى يتعودوا مجيئه كل يوم، ويزيل عنهم الخوف، وظل كل منهم على حاله حتى بدأ يقترب منهم شيئاً فشيئاً، ثم يتركهم حينما يحس بالهرج والمرج يدب فيهم، ومرت الأيام وبدأ الهرج والمرج يخف رويداً رويدا فطرق عليهم الباب ذات ليلة، ولم يفتحوا له فتركهم، ثم كرر هذا لمدة أسبوعين، وهو يطرق الباب ولا يفتحوا له فيتركهم، قالت بعض الطيور: لماذا لا نفتح له لنرى ماذا يريد؟ فرد الآخرون: لا كيف نفتح له، لو فتحنا له، فسوف يأكلنا، فردت الطيور لو أراد أن يأكلنا لأكلنا، إن له أكثر من ثلاثة أشهر ولم يقترب منا، وصاح الديك: إن اللئيم لئيم أينما كان إنه ثعلب مكار وخبيث، ونحن لسنا بقدر دهائه وخبثه، فيجب ألا تفتحوا له الباب، فصاحت بعض الطيور :إنك تخشى على نفسك فأنك كبيرنا. فرد : كلا ، فمعظمكم من ذريتي فهلاككم هو هلاكي، فبقاؤكم هو بقائي . وهنا هاجت الطيور وماجت وقرروا أن يعرفوا نوايا الثعلب، ثم ارتكن الديك الكبير جانب الحائط ومعه نفرٌ قليل حوالي خمس دجاجات وأربعة ديوك وأفراخهم الصغيرة هذا من مئات من الطيور والأفراخ، وجاء المساء وطرق الثعلب باب الحظيرة، فنظرت إليه بعض الطيور وسألوه: ماذا تريد؟ إننا نراك تتردد على حظيرتنا كثيراً، فقال: ليس لي مأرب غير أني أريد أن استأنس بكم فأنا هنا في هذه البلد وحيد، كما أنني أحميكم من الطيور الجارحة والضالة، وهنا هزت الطيور رؤوسها بصدق ما قاله ،وقرروا فيما بينهم أن يفتحوا له، فصاح الديك: احترسوا، لو فتحتم له فإنها الطامة عليكم، إلا أن الطيور لم (تعر) له انتباهاً، وفتحوا الباب ودخل الثعلب، دخل عليهم مبتسماً، يهدهدهم برفق برجليه الأماميتين، وصارت بينهم صداقة حتى فرحوا به، ويلومون الديك الكبير ويسخرون منه، وبعد يومين تماماً وذات مساء دخل عليهم وعلى عهده يبتسم لهم وبدأ ينظر ويحملق في كل مكان في الحظيرة وبدأ يتجول فيها ثم استأذنهم لأن يرتاح وينام قليلا في هذا الدفء الذي لم ينعم به من قبل، فسمحوا له ثم تمدد وتمطع فارداً جسمه ورجليه حتى ضاق المكان بالدجاج والذي تكوم فوق بعضه البعض ومنهم من لم يستطع النوم طوال الليل مما جعل الديوك لم تؤذن في الصباح من التعب وظل هكذا لعدة أيام وهو يجيء لينام ويتمدد كما لو كان المكان ملكه، وذات ليلة جاء الثعلب فوجد الباب مغلقاً ولم يفتحوا له، فثار الغيظ في نفسه حتى حطم الباب برجليه الأماميتين وكسر البيض كما داس برجليه على ثلاث دجاجات صغيرة فماتت، ونظر الثعلب إلى الدجاج بعينيه اللامعتين، فينظر هنا وهناك، فيرى دجاجة نائمة من البكاء والتعب، فينقلب عليها، فينقض عليها بأرجله وبسرعة شديدة قبل أن تصيح أو أن يسمعها باقي الدجاج. وبدأ الدجاج يتناقص ولم يبق إلا القليل جداً منهم، وهكذا بدأت تلك الدجاجة تثرثر، وعرفت، ولكن بعد فوات الأوان أن الديك كان على حق، وأنهم وثقوا في الثعلب أكثر من اللازم.
يسلموووو على القصة
يعطيك الف الف عافية
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات