فدخلت (نسيمة) بيتي هذه المرة زوجة ثانية،
حتى الأولاد فرحوا بشدة،
جهزت لها غرفة نوم في الطابق الثاني وتركت لها أيام خاصة تمارس فيها حقوقها كزوجة،
صرنا حديث الناس وفاكهة المجالس وسخرية الجارات حتى أن بعضهن حاولن إشعال الفتن والدسائس بيننا لفصم محبتنا،
وثمة قائلة أنني حمقاء،
غبية لا أحب زوجي فكيف أقدمه هدية إلى امرأة أخرى.
أوصدنا بابنا أمام الإشعاعات المغرضة والكلام المدسوس واللغو الفارغ،
شعرت بالاطمئنان لأنني أسعدت زوجي وصديقة عمري وحافظت على بيتي من أن تقتحمه امرأة غريبة تشعل حرباً عليَّ وتعاملني كخصم.
بدت نسيمة تحمل عني أعباء البيت وتتولى الطبخ وكل المهام التي تزهق صحتي،
هي من دفعتني إلى السفر للعلاج وشجعت زوجي ليأخذني إلى لندن،
قدمت لي مبلغاً كبيراً من المال كانت تحتفظ به لطوارئ الزمن لأباشر العلاج،
وتركت بيتي وأولادي أمانة في عنقها،
وبفضل الله سبحانه ونعمته شفيت وأظنها مكافأة عظيمة قدمها لي ربي سبحانه لأني قمت بعمل نبيل وبنية خالصة،
فعدت إلى بلدي في عافية وصحة وارتسمت أمائر الفرح والحبور على وجه زوجي وقد عاد سيرته الأولى يلاطفني ويحبني ويشكرني لأني من أنكرت ذاتي من أجله،
ووجدت نسيمة مبتهجة بحضوري،
متهللة بمقدمي،
أعدت لي وليمة رائعة وجهزت غرفة نومي كما العروس، وكنا نخرج معاً في رحلات عائلية ونباشر رعاية الأولاد كأختين ونتعاون على إسعاد زوجنا فعادت للبيت ضحكته وللعش هدأته،
لم يكتب الله لنسيمة نصيب في الحمل،
حاولت أن تتعالج،
فما وهنت أو يئست بل رضيت بقدرها واحتسبت أولادي ذريتها الطيبة،
فشكرت ربها صابرة.
كنا في المستشفى أنا ونسيمة بعد أن داهمتها نوبة مغص في معدتها فأدخلتها على الفور إلى قسم الطوارئ وأنا في حالة من الجزع والخوف،
أكاد أفقد صوابي لأنها كانت تصرخ من شدة الألم، وبعد أن حقنها الطبيب لتهدأ..
جاءني ليسأل:
- حضرتك أختها؟
قلت وأنا في حالة من الشرود الحزين:
- بل ضرتها!
بحلق الطبيب في وجهي غير مصدق.
((نعم؟!))
((كما قلت لحضرتك))
قدم لي روشتة الدواء متمتماً:
((ما شاء الله، عشنا وشفنا يا حاج متولي!)).
بقلم الكاتبة : خولة القزويني
المفضلات