من راقب الناس مات همّا ..!! لو أخذنا الأمور بحساسية مفرطة فلن نعيش ولن نعيش في جلباب آبائنا وأمهاتنا فالنخلة المعمورة والتي شاخت وهي تعطي حتى بلغ بها الأمر أن تتقوس وتنحني من شدة العطاء ولكن تبقى في مكان عزيز على قلب الفلاّح ، ألا تستحق أن تبقى محل فخر واعتزاز وهي من قال في حقها النبي (ص) : اكرموا عمتكم النخلة ..؟؟ فما بال آبائنا وهم أس نجاحنا ومصدر بركاتنا ..؟
يجب أن نرفع رؤوسنا ونقوي من أعيننا ولا ندع نظرة الآخرين أن تكسرها من جراء وضع آبائنا ، فما المشكلة لو كان أبي فلاحاً أو نجاراً أو صياداً أو بائع بالمفرد أو ميكانيكي أو سائق أو حتى مراسل أو حتى طباخ في شركة أو بائع خضرة فما الداعي لهذا الانكسار وهذا التخاذل والخروج من واقع حياة أبي !! ليس عاراً بل فخراً لي أن يكون أبي بهذه المهمة حيث يكد رزقه من عرق جبينه وهو أفضل من العاطل الباطل الذي ينتظر الرزق يقترب منه وهو يضع كفه على خدّه أو ...؟؟؟
المهن البسيطة والمتواضعة والتي يبدوا عليها صاحبها بشكل يختلف تماماً عن شكل الموظف المرموق أو المدير المتميز بشكله وهندامه وراتبه ليس كل شيء في الدنيا فالأخلاق هو شرف الانسان ومن خلالها يرتفع الانسان عن كل الماديات الرخيصة التي ستتلاشى يوما من الايام ..؟؟؟
عن نفسي أبي لم أتذكر منه شيئاً لرحيله عن دنيا حياتي في وقت مبكر ولكن والدتي تخبرني إنه ابتدأ حياته كصبي في عائلة ثرية تملك من المزارع الشيء الكثير وقد كان يحدّر النخيل ويسمد الأشجار ويرعى الأغنام وعندما وجد فرصة العمل في شركة بالظهران التحق بالعمل هناك كميكانيكي ولم يدم طويلا حتى التحق بالرفيق الأعلى ..؟؟
وقد تمنيت لو تداركت جزءاً من حياته لأتعلق على ملابسه وهي متسخة بالشحوم والزيوت وأن أتمرغ فيها دون خجل أو حياء ..؟؟؟
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات