هل للأكل والشرب تأثير على اولادنا قبل وبعد الولاده
لا شك أن للأكل أثر واضح على النطفة ، إذ أن النطفة هي في حقيقتها
خلاصة الغذاء الذي يأكلة الأنسان ، ومن الثابت أن لكل غذاء خاصية وأثراً
خاصاً به ، فتتشكل النطفة من تشكيل الغذاء وتأثيره عليها أشد من تأثير الطعام
على الأنسان إذا بلغ إنسان سوياً . ولا يقتصر الاثر على الناحيه الشكلية فقط أو
المادية بل على الناحيتين على حد سواء ، فالماية والمعنوية تتأثران بالغذاء ،ولقد
لوحظ انتقال صفات الحيوانات المأكولة إلى آكلها .لذلك نجد الأسلام قد وضع
قوائم من الأطعمة والحيوانات لا يجوز أكلها نظرراً إلى ما تخلف من الآثار السلبية بل
حتى التي يحل أكلها إذا عرض لها شيء يؤثر فيها يحرم أكلها ،مثل الدواجن والحيوانات
التي تتغذى على العذرة لا يجوز أكلها حتى تطهر .
قال ابن خلدون :(أكل الاعراب لحم الأبل حتى اكتسبوا الغلظة ،وأكل الاتراك لحم
الفرس فاكتسبوا الشراسة ،و أكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة).
لقد قام العلماء بإجراء تجارب على الاطفال لمعرفة تأثير المغذيات على شخصيتهم
وسلوكهم ،فانعدام وجود الفيتامين أو النشويات أو الأحماض الأمينية أثر تأثيراً
بالغاً على سلوك الاطفال.
هذا وقد وجد ايضاً أن الرضاعة الطبيعية كان لها أثر أفضل بكثير من الرضاعة الاصطناعية
أضف إلى ذلك أنه قد ثبت أن اكل لحم العجل المحقون بمادة هرمونية ،كان به تأثير على
سلوك وشخصية الناس حيث زاد بهم اللواط أو المساحقة .
فإذا تقرر ذلك لزم من الوالدين مراعاة نوعية الطعام الذي يأكلاه لسلامتهما ولسلامة أولادهم
من الآثار الجانية .ومن الضروري ان تعلم ان بقاء الغذاء يؤثر في البدن أربعين يوماً ...
هناك الكثير من الروايات التي تدل على هذا منها :( قلت لأبي الحسن عليه السلام إنا
روينا عن النبي صلى الله عليله وسلم أنه قال :من شرب الخمر لم تحسب صلاته أربعين يوما.
قال :فقلت : صدقوا... إلا ان قال :إن الله جل وعز قدر خلق الإنسان فصيره نطفة
أربعين يوما ، ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها مضغة أربعين يوما
فهو إذا شرب الخمر بقى مشاشته أربعين يوما على قدر انتقال خلقته.
ثم قال عليه السلام وكذلك جميع غذائه أكله وشربه يبقى في مشاشه اربعين يوماً).
وبهذا يظهر أن جميع الاغذية والتأثير لها يدوم اربعين يوما
وفي احدا الصحف قام احد العلماء بجمع إحصائيات دقيقة للنطف التي تنعقد في لليلة
رأس السنة المسيحية فوجد 80% من الاطفال المتولدين من تلك النطفة ناقصوا الخلقة
وذلك لان المسيحيين في هذه الليلة يقيمون افراحا عظيمة وينصرفون إلى العيش الغد
والافراط في الاكل والشرب ويكثرون من تناول الخمر ...
لهذا من الطبيعي أن يهتم الوالدين بالنطفة قبلل انعقادها بأربعين يوما ويولون لهذه
المسالة أهميه كبيرةوذلك لأن نطفتهما بداية مخلوق جديد سيخرج إلى حيز الوجود
وهو مسلوب الارادة والقدرة والاختيار لهذا فإن هذا المخلوق احوج ما يكون للمساعدة
من قبل والديه وهنا تجدر الاشارة إلى أنه حتى الرجل يجب عليه أن يكون غذاؤه
طاهرا من الحلال الخالص حتي بعد انعقاد النطفة في رحم امرأته ،لا سيما إذا كان
يريد ان يغشاها في فترة الحمل ،لأن المادة المنوية تتحول إلى غذاء يتغذى عليه
الطفل ، وأما بالنسبة للمرأة فهو واضح جدا حيث يكون غذاء الطفل وشرابه من
غذاء أمه وشرابها لذلك يلزم الاعتناء بهذ الامور بشكل أكبر
من كتاب :عبقرية مبكرة لأطفالنا
رزقكم الله الاولاد الصالحين المناصرين لإمامهم سلام الله عليه
المفضلات