بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
دور الوالدين التربوي الوجداني،،
إن فاعلية كل الأدوار في تربية الطفل والناشئة, في المدرسة والإعلام والمجتمع إنما يستند الى موقف الوالدين, فهما اللذان يمنحان كل القوى والمؤسسات الاجتماعية إمكانية الوصول الى الطفل, والتأثير فيه, بما يوفران لتلك القوى من المشروعية اللازمة في ضمير الطفل, إيجابياً أو سلباً, من خلال القيام بالدور المنوط بهم في الاشراف التربوي الفعال, وتهيئة ابنائهم للوجهة التي يرغبونها, أو بالسلبية والتخلي عن ادوارهم التربوية, وتسليم قياد أبنائهم لهذه المؤسسات دون حسيب ولا رقيب, لتوجههم وتصوغهم وفقاً للمخططات المرسومة لها وماتسهم به في كثير من حالات الأمراض الاجتماعية, وتعزيز التبعية الفكرية, والعجز التقني, والإرهاب والقهر النفسي, والاستلاب الثقافي والوجداني.
فالأسرة بيدها القوة والتأثير والمشروعية التي تحدد نوع التأثير الذي يمكن أن تمارسه المؤسسات وبقية قوى المجتمع على الطفل, وعلى بنائه النفسي والوجداني, وعلى قدراته المعرفية, والأسرة بمنزلة النظارة الملونة على عيني الطفل وبصره وبصيرته, يصبغ لونها ما حول الطفل من الوجود والبيئة, فى يصبح المهم في الحقيقة وفي العمق ماذا يسمع الطفل أو يرى, ولكن المهم كيف يفهم الطفل؟ وكيف يعي ويدرك مايسمع ومايرى؟ ولذلك يختلف الأطفال – فيما وراء قدراتهم الطبيعية – في كثير من توجهاتهم ونوعية معادنهم وسلوكهم, وهم يدرسون في مدرسة واحدة, وفي صحبة دراسية واحدة, وعلى منهج دراسي واحد, وعلى يد مدرس واحدة, ويعود السبب في ذلك – في المكان الاول – الى تأثير الأسرة والبيئة المنزلية ونوعية الأصدقاء- الذين يجب أن يسهم الآباء في اختيارهم – على البناء النفسي للطفل وطاقاته وتوجهاته الوجدانية.
دمتم سعداء
ارق التحاياآآ
المفضلات