كطير الهدهد لنبي الله -- القيتُ برسالاتي !! فهل من مصغيٍ لها؟!!

[دمعة على السطور]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم..

سلامٌ عليكم من الله ورحمةٌ وبركات..

مجموعة من خيالات دمعة ..يتخللها واقع البشر..
من منا يقنع !! ويرضى بما قسم الله ؟!!

كطائر الهدهد..
كنتُ أتجول بين الأغصان.. أُحلق هنا وهناك..
أبحث عن قوتي وقوت عيالي..

رأيتُ فلاحاً أعياه التعب ..
أسند برأسه نحو أغصان تلك الشجرة التي اعتبرت أغصانها
بيتاً لعيالي..

صعدتُ على أغصان شجرتي..
بعد أن جمعتُ رزقاً لصغاري..

بينما أنا اطعمهم..

تخلل سمعي صوت أحدهم يجهش بالبكاء..
ألقيتُ نظرة..
وإذا به..

ذلك الفلاح المُجهَد..

في مناجاة ..
لربِ رحيم..
رافعاً كفيه إلى السماء ..مبتهلاً..
يدعو الله بالفرج له..
وبالوسع له في الرزق...
ليعيل عيالاته..

دمعت عيناي..
تأثراً بما قال..
وتشفقاً عليه وعلى من يعول..

ولكن ..
من أشفق من رب السماء..

فألقيتُ له برسالتي..
** أنا طائر صغير.. يرزقني الله من حيث لااحتسب..
فرب العباد لاينسى من خلق.. سبحانه ..
فلا تيأس من روح الله.. واقنع بما قسم الله لك **

فهل وصلتك رسالتي ياأيها الفلاح ؟؟؟

تركته ..

وسرتُ مُحلقاً مع صغاري..

حامداً الله على كلِ نعمةٍ أنعمنيها..
مسبحاً له ..

حلقتُ بعيداً ..

وقفتُ عند نافذة ..
أخذت تهب عليها الرياح..وتلفح أركانها..

فتلاعبت بستارها...

فوجدتُ بيتاً كبيراً بزواياه..

صغيراً بما يحوي من بشر..

كان لزوجان..

سعيدان ..
لايعكر صفو حياتهما شيئ..

ولا يشوب حبهما شائب..

ولكن ..
لله حكمته..جل جلاله..

يهب من يشاء إناثاً ويهب من يشاء الذكور..
ويجعل من يشاءُ عقيماً..>>> (لم اكتبها كنص آية لكيلا يحدث تحريف والعياذ بالله..)

لمحتُ بهتان في لون تلك المرأة..
لمستُ هموماً متثاقلة على قلبها..
رأيتُ أجفاناً متورمة من سيلان الدموع الحارقة..

لأن الله شائت قدرته ألا يرزقها .. بذرية..

أدرتُ طرفي لصغاري..
فوجدتهم يغردون.. يمرحون ...
فدمعت عيناي لحزنها...
وانقبض قلبي لثقل همومها..
ألقيتُ برسالتي لها..
** لاتقنطي من رحمة ربك..وسعت رحمته كل شيئ..
لعل هذا الابتلاء يكون خيراً لكِ من ..
أبناء عاقين لكِ **

ياأيتها الزوجة الصالحة...هل وصلتكِ رسالتي ؟؟

حلقتُ بعيداً سارح الفكر داعياً لها..
حامداً الله على كل نعمة أنعمنيها..
داعياً المولى بأن يحفظ لي عيالي..

عدتُ إلى عشي الصغير ..
وهل لي إلا عُشي..

جالت بمخيلتي أوضاع الكثير ممارأيت..
رأيتُ بشراً وبشراً مختلفين..
كلٌ له ضيقه..
كلٌ له حاجته..

رسائل هنا وهناك ألقيتها على البشر..
وألقيتها على نفسي قبل الجميع ..

علنّي ..
اقنع بما رزقني الله ..
ومنّ عليّ من واسع فضله..
وأحمد الله وأسبحه..
وأثني عليه وأمجده..

ولكني...
تمنيت.... ومن كل قلبي..

تمنيتُ أن امر على باب..
من أكرم الأبواب ..
ادخل بيت...
من ارفع البيوت شأناً عند الله جل وعلى,.

بيتُ..
لاتسمع فيه إلا تسبيح لله..
لاترى إلا ركوعاً... وسجوداً...
بيتُ وقفتُ عنده ..... ليس بجسدي الصغير..
بل بقلبي الأصغر..

صائمون...ناذرون... لله صيامهم...

راكعون ...ساجدون...

جُهّز إفطارهم ...

بأطهر يد في الوجود...

صنعت طعامهم ...أطهر نساء العالمين..

أقراص لشعير..

أكواب ماء...
كان إفطارهم..

بعد صوم ..وتهجد..وتلاوة للقرآن..
وصلاة ..

وإذا بباب تُطرق...
فإذا بمسكينِ ..ومن ثم يتيمٍ ..ويتلوه أسير..

وإذا بالأطباق قد قُدمت لضيوفهم..
ومن هم المضيفون ؟؟؟
أكرم من يمشي على الأرض..
أهل بيت الرحمة ..صلوات الله وسلامه عليهم..

فقضوا ثلاثة أيام بماء ..
خاطبهم قلبي...

ياسادتي..
من مثلكم؟؟؟

من مثلُ صبركم ؟؟!
من يُقدم هديةً مثل هداياكم ؟؟!
من مُدح في كتاب الله مثل مامُدحتم ؟؟!

ياسادتي..

ادعو الله بحقكم ..
أن يجعل لنا نصيباً من صبركم..

نصيباً ضئيلاً..من صبركم الجم..

واي صبر صبركم ؟؟

نصيباً من شكركم وحمدكم لبارئكم..
نصيباً من رضاكم بقضاء ربكم ..

ادعو لنا ياسادتنا..
فمن مثلكم..
إذا دعا أجاب الله له..

بحبر قلم..
دمعة على السطور...
تقبلوا تحياتي ومودتي..