بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الأطيبين الأطهرين
هل تحب الإمام الحسين ( عليه السلام )
سؤال يطرح نفسه ويعرض على كل فرد منا (( هل تحب الإمام الحسين " عليه السلام " )) وأتمنى أن لاتستعجل في الإجابة قبل أن تقرأ هذه الأسئلة الضمنية وتجيب عليه ليكون الجواب اقرب إلى الواقع منه إلى التنظير وليكون الجواب سلوكيا وعمليا أكثر من أن يكون كلمات نتمتم بها على الشفاه ؟!!
1- إذا كنت تحب الإمام الحسين " عليه السلام " فهل أنت تحب الله كما يحبه الإمام الحسين " عليه السلام " حيث يقول " تركت الخلق طرا في هواكا ....الخ
وهل تركت أهواءك وشهواتك لحب الله تعالى ومن اجل طاعته ؟ أو على اقل الاحتمالات أن تدعو بهذا الدعاء (اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يوصلني إلى قربك ...)
2- إذا كنت تحب الإمام الحسين " عليه السلام " فهل تعبد الله عبادة معتد بها كما كان الحسين " عليه السلام " يفعل في اشد الحالات وأصعبها كما ينقل في الروايات انه بقي في ليلة العاشر هو وأصحابه إلى الصباح لهم دوي كدوي النحل من العبادة ..
3- إذا كنت تحب الحسين " عليه السلام " فهل تضحي من اجل دينك بأعز ماتملك كما فعل الحسين " عليه السلام " حيث ضحى بنفسه وأهله وعياله وصحبه وكل مايملك من اجل الدين " والجود بالنفس أقصى غاية الجود " ولا اقل من أن تعيش هذا الشعور قلبيا ؟!!
4- إذا كنت تحب الحسين " عليه السلام " فهل تسعى سعيا حقيقيا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما كان ذلك من ابرز أعمال الحسين الطاهر " عليه السلام " وقد بدأ بذلك من صغره فروي انه رأى هو وأخاه الحسن " عليه السلام " شيخا لايحسن الوضوء فتقدما إليه وقالا له احكم أينا أحسن وضوء فتوضاءا أمامه فقال الشيخ كلاكما يحسن الوضوء ولكن عمكما الشيخ لايحسنه ، فكان أمرا بالمعروف بصورة مؤدبة وأسلوب لطيف ثم استمر " عليه السلام " إلى أن ختم حياته بهذه الطاعة طلبا للإصلاح في امة جده " ماخرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولامفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي محمد وان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ....
5- إذا كنت تحب الحسين "عليه السلام" فهل تعلمت من غيرته على أهله ونسائه كما ورد انه عندما قتل ولده علي الأكبر "عليه السلام "وذهب إليه خرجت عمته زينب "عليها السلام" نادبة واو لداه واعلياه فترك ابنه ورجع إليها وقال لها لاتشمتي بنا الأعداء ؟ وورد انه عندما أصيب روحي فداه وهو يجود بنفسه في آخر لحظاته سمع الطغاة الملاعين توجهوا إلى خيامه فقام من مكانه مع مابه من جراح ولسان حاله (( قال اقصدوني بنفسي واتركوا حرمي)) غيرة منه وحمية على أهله . فيا ترى هل راقبنا تصرفات نسائنا وهل نظرنا إلى ملبس بناتنا ،فكيف نحب الحسين ونسائنا وبناتنا تخرج متبرجة أمام عيوننا ولا نتكلم ؟ ألا يجدر بنا أن نقتدي بمن نحب ونغار على عوائلنا في كل شيء حتى عند النظر إلى التلفزيون أو الستلايت فهل يرضى الحسين بأن تنظر أنت وعائلتك إلى المسلسلات الماجنة أو إلى الغناء أو إلى قصص الحب وغيرها أمام اهلك وعيالك هل يرضى الحسين " عليه السلام " بذلك .
6- إذا كنت تحب الحسين "عليه السلام "فهل ربيت أولادك وحافظت على دينهم والتزامهم كما فعل الحسين "عليه السلام " فقد كان من تأديبه لأبنائه أن وصلوا إلى هذه المقامات العالية من التضحية والشهادة وهم في ريعان الشباب ووصل إلى انه يقول ابنه الأكبر (( لانبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا ...... مادمنا على الحق )) وقول ابن أخيه القاسم عندما سأله عن الموت فقال ( ألذ من العسل ) لأنه دفاع عن الإمامة والعقيدة والإسلام .وعدم شرب الماء من أطفاله وهم عطاشى إلا بعد أن أذن لهم الإمام السجاد " عليه السلام" فهل راقبنا تصرفات أبنائنا وهل ربيناهم تربية حسينية ،هل نظرنا إلى أصدقاء السوء الذين يرافقوهم وهل نظرنا إلى أجهزة الموبايل التي يمتلكونها والمليئة بالمفاسد والمآسي التي تحطم هذا الشاب أو تلك الشابة وهل علمناهم أمور دينهم وهل ثقفناهم بثقافة الحسين بدلا من ثقافة الغرب......الخ .
7- إذا كنت تحب الإمام الحسين فهل تفعل مثله عندما يدفع الصدقة فقد ورد انه عليه السلام أتاه سائل فقال :
ماخاب سيدي من رجاك ومن حرك من خلف بابك الحلق
أنت جواد وأنت معتمـــــــــــد أبوك قد كان قاتل الفسقـــة
وأعطاه من خلف الباب كل ماعنده من مال ولفه بثوبه وقال له :
خذها واني إليك معتـــــــــــذر واعلم باني عليك ذو شفقة
إن كان في سيرنا الغداة عصا كانت سمانا عليك مندفقـة
لكن ريب الزمــــــــــان شتتنا فالكف مني قليلة النفقــــة
فهل تتصدق كما يفعل مولاك الحسين " عليه السلام " خصوصا مع كثرة المحتاجين في وقتنا الحالي واليتامى والمعوزين الذين لايجدون لقمة للعيش ، أم انك تبخل عن إعطاء الصدقة لأهلها فضلا عن إعطاء الحقوق الشرعية من خمس أو زكاة وهي حق الله وحق أهل بيت نبيه ؟!!
إلى غير ذلك من الصفات التي يمتلكها سيد الشهداء والتي ينبغي لمن يدعي انه يحبه أن يتخلق بخلقه وان يتصف بصفاته لان ( المحب لمن أحب مطيع ) ولان ( شبيه الشيء منجذب إليه ) وإلا فان مجرد الادعاء لاينفع الإنسان..
رزقنا الله وإياكم حب الحسين والتخلق بأخلاقه ونيل رضاه لان جده النبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه واله ) يقول : (( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ))..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ابو جعفر الزينبي
المفضلات