![]()
هل يكبّل الزوج حرية زوجته بمجرد زواجه بها؟!
تحلم كل فتاة بالزواج والاستقرار وتحقيق ما تطمح إليه بحرية، بعيداً عن
أوامر الأهل وتحفظاتهم. إلا أن حريتها التي نالتها بعد خروجها من منزل
أهلها تصير بيد شخص آخر هو الزوج.
فهل يكبّل الزوج حرية زوجته بمجرد زواجه بها ويصبح سيد قراراتها؟ ألا يمكن أن تقرر
ما تريده بنفسها وتنفذه دون العودة إليه؟ أم أن عصر اتخاذ القرارات ذهب إلى غير رجعة؟
هذا هو الموضوع الذي سلطنا الضوء عليه من خلال عدة لقاءات مع فتيات وسيدات
متزوجات فقد قالت إحداهن الموضوع ليس قسرياً وإنما مشاركة، لأنني بالنهاية
سأشاركه حياته. واتخاذ القرارات وتنفيذها يرجع إلى شخصين معاً بالاتفاق على
فكرة معينة فالزواج تشاركية، والقرار المتخذ مرجعيته إلى شخصين معاً.
الزواج لا يعني الحرية دائماً
تحدثت عن هذه النقطة الآنسة بتول عباس، وقالت تحلم الفتاة بالعش الزوجي
وتحقيق الحلم الذي كان يراودها طوال حياتها، بحيث تكون الآمرة الناهية في
منزل زوجها، لأن الفتاة بعد الزواج تصبح سيدة منزلها. وأضافت لا أحد يجرؤ على أن
يسلبني حريتي حتى ولو كان زوجي، ما دمت ملتزمة وأنا على صواب ولدي
المقدرة على التمييز بين الخطأ والصواب، لأن الحرية هي الشيء المقدس
في حياتي، وبما أنني فتاة مثقفة ومتعلمة وقادرة على أن أحكّم عقلي، فمن حقي
التمتع بهذه الحرية الكاملة. أعيش مع أهلي حرية مقدسة، ولا أريد أن أفقدها
مع زوجي، وإذا لم يعاملني معاملة أهلي، فلن أرتبط به من الأساس.
أما مدرسة اللغة العربية مها فتقول لا أقبل أن يتدخل زوجي في أمور حياتي وعلاقاتي
مع أصدقائي وينهي ويأمر على مزاجه مادمت على صواب، وأعرف كيف أنتقي زملائي
داخل إطار العمل أم خارجه، لأن الصداقة بالنسبة لي مثل الحرية، حق مقدس
فإذا اعتاد على التدخل لأتفه الأسباب وتعدى على أموري الخاصة، فالأمر هنا يكون
قد استفحل، ومن الصعب حله أو علاجه. فالحرية يجب أن تكون متكافئة بين
الرجل والمرأة، فتوافق العقل بيني وبينه من شأنه أن يعزز حريتي وحريته. وكذلك
الثقة والتفاهم، أمران مطلوبان للعلاقة كي تستمر وتنضج..
فإما أن يوافق على حريتي أو يرحل.
والحق ان يقال في هذا الامر ان الحريه التي تخرج الزوجه عن اطار الزوجيه
لا تسمى حريه ولكن نقول ان التفاهم ومعرفة حدود الحريه في بيت الزوجيه
هو الامر الذي يجب ان يتبعه الزوجان لتستمر الحياه بسعاده
المفضلات