اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم يارب...
أوجه الشبه بين الزهراء عليها السلام وليلة القدر...
ولقد طرح الكثير من العلماء أوجه للشبه بين ليلة القدر وفاطمة عليها السلام (1) ومنها :
* ليلة القدر وعاء وظرف زماني لنزول كل القرآن الكريم ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ، ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين ) ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، وفيه كل شيء ، وتبيان كل شيء ، وسعادة الدراين . وكذلك الحوراء الانسية فاطمة الزكية ، فان قلبها ظرف مكاني وروحاني ، وصدرها وعاء الهي للقرآن الكريم والمصحف الشريف ، وانها كانت محدثة تحدثها الملائكة ، فهي وعاء للامامة وللمصحف الشريف .
* وفي ليلة القدر يفرق كل أمرٍ أحكمه الله خلال السنة ، فيفرق ما يحدث فيها من الامور الحتمية وغيرها ، وينزل بها روح القدس على ولي العصر والزمان وحجة الله على الخلق الذي بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء ، وان الإيمان بليلة القدر فارق بين المؤمن والكافر . كذلك بفاطمة الزهراء الطيبة الطاهرة المطهرة يفرق بين الحق والباطل ، والخير والشر ، والمؤمن والكافر ، وقد ارتد الناس في العمل وفي الولاية بعد رحلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاث .
أو خمس أو سبع ، وفيهم سيدة النساء فهم على حق ، وغيرهم استحوذ عليهم الشيطان فاغرهم وأضلهم فكانوا أئمة الضلال .
* وفي ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء إلى الله سبحانه فيزاد في علمهم اللدني والرباني ويكسبوا من الفيض الاقدس الالهي . كذلك ولاية فاطمة المعصومة النقية التقية ، فهي مرقاة لوصولهم إلى النبوة ومقام الرسالة والعظمة الشموخ الانساني والروحاني ، فما تكاملت النبوة لنبي حتى أقر بفضلها ومحبتها وذلك في عالم ( ألست بربكم ) أو في عالم الذر أو عالم الانوار أو الارواح أو النشأة الإنسانية التي وراء نشأتنا هذه ، وهذه انما هي صورة لتلك كما عند بعض الاعلام .
ففاطمة ، الزهراء قطب الأولياء والعرفاء ومعراج الأنبياء والأوصياء ، صدرها خزانة الأسرار ، ووجودها ملتقى الانوار ، فهي حلقة الوصل بين أنوار النبوة وأنوار الإمامة ، فأبوها محمد رسول الله ، وبعلها علي وصيه وخليفته امام المتقين وامير المؤمنين ، ومنها أئمة الحق والرشاد وأركان التوحيد وساسة العباد .
* وليلة القدر خير من الف شهر فيضاعف فيها العمل والثواب كل واحدٍ بألف ، فالتسبح والتمجيد والتهليل والتكبير والصلاة وكل عمل كل واحد بالف ، فكذلك محبة الزهراء وولايتها يوجب مضاعفة الاعلمال فان تسبيحها ( 34 مرة الله اكبر و33 مرة الحمد الله و33 مرة سبحان الله ) بعد كل صلاة واجبة او نافلة يجعل كل ركعة بألف ركعة كما ورد في الخبر الشريف . فمودتها هي الاكسير الاعظم ، يجعل من كان معدنه الحديد ذهباً ، وان الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، فمن والادها واحبها وأطاعها واطاع ابنائها الاطهار ، وعادى عدوها واعداء ذريتها ، فانه يكون كالذهب المصفى وباقي الناس كلهم التراب ، وان الله يضاعف الاعمال بحبها كما تضاعف في ليلة القدر ، وامتازت ليلة القدر عن كل ليالي السنة بالخير والبركة والشرافة والعظمة وعلو الشأن والرفعة ، كذلك خير نساء الاولين والاخرين فاطمة الزهراء عليها السلام فهي خير أهل الأرض والسماء عنصرا وشرفا وكرامة بعد ابيها الرسول المصطفى وبعلها الوصي المرتضى .
* وليلة القدر ليلة مباركة ( انا انزلناه في ليلة مباركةٍ ) ، والبركة بمعنى النماء والزيادة والخير المستمر والمستقر الدائم والثابت وما يأتي من قبله الخير الكثير ، ومن ألقاب فاطمة الزهراء انها ( المباركة ) ففيها كل بركات السماوات والأرض ، فهي الكوثر في الدنيا والاخرة ، وهي المنهل العذب والمعين الصافي لكل في اراد البركة ، فما ادراك ما فاطمة ، خير من الوجود بعد أبيها وبعها .
ولو كــن النسـاء كـمثل هـذه * لفضلت النسـاء عـلى الرجـال
ولا التأنيث لاســـم الشمس عار * ولا التــذكير فـخر للــهلال
وقال آخر :
هي مشكاة نور الله جل جــلاله * زيــتونة عـم الورى بــركاتها
فهي الكوثر ، والكوثر ، الخير الكثير ( انا اعطيناك الكوثر ) ، ومنها ذرية الرسول
الاكرم ، وعدم انقطاع نسله إلى يوم القيامة ، وفي وصف النبي ، انما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب ، والعبادة في ليلة القدر تكون منشأ للفيوضات الالهية ، والكمالات الربانية والفيوضات القدسية ، والبركات السماوية ، كذلك التوسل بفاطمة الزهراء فهي منشأ البركات والخيرات ، ونزل القرآن الكريم وهو النور والفرقان والبيان والتبيان في ليلة القدر ، فليلة القدر نزول النور الالهي ، وفاطمة الزهراء عليها السلام هي نور الله ، وهي الكوكب الدري ، كما جاء ذلك في تفسير آية النور في قوله تعالى : ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور الله يهدي لنوره من يشاء ) (1) . عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال : سألت ابا الحسن ـ الإمام الكاظم عليه السلام ـ عن قول الله عزوجل ( كمشكاة فيها مصباح ) ، قال : المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والحسين . ( كانها كوكب دري ) قال : كانت فاطمة كوكباً دريا من نساء العالمين . ( يوقد من شجرة مباركة ) ، الشجرة المباركة ابراهيم ( لا شرقية ولا غربية ) ، لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضيء ) قال : يكاد العلم ان ينطق ( ولو لم تمسسه نار نور على نور ) ، قال : يهدي الله عزوجل لولايتنا من يشاء (2) .
عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها : اعلم يا أبا الحسن ان الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ، ثم ادعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت ، فلما فلما دخل ابي الجنة اوحى الله إليه الهاما ان اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وادرها في لهواتك ، ففعل ، فأوعني الله سبحانه صلب ابي صلى الله عليه وآله وسلم ثم اودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني ، وانا من ذلك النور اعلم ما كان وما يكون وما لم يكن ، يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى (3) . وما أروع ما يقوله الشاعر :
مشكــاة نــور الله جـل جـلالـه * زيــتونة عــم الورى بــركـاتها
هي قطب دائــرة الوجــود ونقطة * لمــا تـنزلت اكـثرت كـثراتــها
هي أحمد الثاني واحمد عـــصرها * هي عنصر التوحيد في عرصـــاتها
ويقول المحقق العلامة الشيخ محمد باقر صاحب ( الخصائص الفاطمية ) في كتابه : سبحانك اللهم يا فاطر السماوات العلى وفالق الحب والنوى ، انت الذي فطرت اسما من اسمك واشتقته من نورك ، فوهبت اسمك بنورك حتى يكون هو المظهر لظهورك ، فجعلت ذلك الاسم اصل لجملة اسمائك وذلك النور ارومة لسيدة امائك ، وناديت بالملا الاعلى : أنا الفاظر وهي فاطمة ، وبنورها ظهرت الاشياء من الفاتحة إلى الخاتمة ، فاسمها اسمك ونورها نورك وظهورك ظهورها ، ولا اله غيرك ، وكل كمالٍ ظلك وكل وجود ظل وجودك ، فلما فطرتها فطمتها عن الكدورات البشرية واختصصتها بالخصائص الفاطمية ، مفطومة عن الرعونات العنصرية ، ونزهتها عن جميع النقائص مجموعة من الخصائص الفاطمية ، مفطومة عن الرعونات العنصرية ، ونزهتها عن جميع النقائص مجموعة من الخصائل المرضية بحيث عجزت العقول عن ادراكها ، والناس فطموا عن كنه معرفتها ، فدعا الاملاك في الافلاك بالنورية السماوية وبفاطمة المنصورة ... ام السبطين واكبر حجج الله على الخافقين ، ريحانة سدرة المنتهى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وستر الله المرخى والسعيدة العظمى والمريم الكبرى والصلاة الوسطى والانسية الحوراء التي بمعرفتها دارت القرون الاولى . وكيف احصي ثناها وان فضائلها لا تحصى وفواضلها لا تقضى ، البتول العذراء الحرة البيضاء ام ابيها وسيدة شيعتها وبنيها ، ملكة الأنبياء الصديقة فاطمة الزهراء عليها سلام الله (1) .
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم يارب...
نسألكم الدعاء..
المفضلات