بسمه تعالى
الشبهة :
قال الله تعالى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } سورة الفتح – 18 .
قال المعاند : حيث أن الله تعالى رضي عن أصحاب بيعة الشجرة فهذا يعني أنهم سيبقون على الحق حتى النهاية , لأن الله تعالى يعلم بالمستقبل , و لا يرضى عمن سيرتد أو ينحرف في المستقبل .
جواب :
1- الآية الكريمة لم تقل أن الله تعالى رضي عن جميع المبايعين تحت الشجرة بل عن المؤمنين .
2- هذا الفهم الذي ذكر أعلاه لا يوافق عليه حتى الصحابة .
صحيح البخاري - الحديث رقم 3852
حدثني أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته تحت الشجرة فقال يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده .
فهنا الصحابي البراء بن عازب يقرّ أن مجرد الصحبة و بيعة الشجرة لا تكفي , بل لا بد من ملاحظة ما الذي أحدثه الشخص فيما بعد .
3- يقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية - ج 7 ص 283 :
( وسار علي رضي الله عنه بمن معه من الجنود من النخيلة قاصدا أرض الشام . قال أبو إسرائيل عن الحكم بن عيينة : وكان في جيشه ثمانون بدريا ومائة وخمسون ممن بايع تحت الشجرة . رواه ابن ديزيل ) انتهى .
أقول : كون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و من معه من البدريين و من أصحاب بيعة الشجرة لم يمنع معاوية بن أبي سفيان من حربهم و سفك دمائهم مع أن الله تعالى قد رضي عنهم و ضمن استقامتهم إلى النهاية كما تقولون !! فتأمل .
المفضلات