فوائد الامام فى غيبته
مع الاعتراف و اليقين ان الامام المهدى فى غيبة طويلة و لكن هذه الغيبة لا تفصل الامام عن الاحتكاك بالمجتمعات لاسيما محبيه و مريديه و شيعته، لان غيبة الامام ليست غيبة شخصية بأن يعتقد الناس خطاءاً ان شخص الامام غير موجود على ظهر هذه الارض، بل هو موجود و يعيش حولنا و يتابع الامور عن كثب و يراقب الأحداث و يتدخل فى بعضها و يزاول بعض الشعائر الاسلامية مع الناس كالزيارات لقبور آبائه الأطهار أو اقامة الماتم لذكرهم(عليهم السلام)و لكن لا احد يعرف و لايتوجه الى ذلك احد الا من اختاره الله و اذن له، و هذه الغيبة لاتخلو من فوائد و منافع كثيرة نشير الى بعضها:
اولاً:بهذه الطريقة يحفظ الامام نفسه عن الظلمة و الطواغيت و الجبابرة الذين يريدون بالامام شراً و يعمدون لاطفقاء نور الله، فى حفظ نفسه الشريفة فائدة عظمى ترجع الى الخلق و هى:
ان مجرد وجود الامام الحجة هو السبب الأكبر و الأوحد لبقاء هذا العالم دون انهياره، لأن العالم لايكن ان يبقى لحظة واحدة دون وجود حجة الله فيه، فوجود حجة الله هو المصحح لبقاءالعالم كما ورد فى الحديث «لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها» و ذلك لأن بقاء الأرض بدون امام و بدون حجة مخالف للعدل الالهى و ليس هنا محل بحث هذا المطللب الطويل.
اذن بوجود الامام يبقى هذا العالم مستمراً فى الموجود و هذه اكبر فائدة من الامام المهدى اذ ينتفع منها البر و الفاجر و المؤمن و الكافر.
ثانياً: انه يحفظ شريعة جده من الانحراف فهو (عليه السلام) يتابع سير الخط الأصيل للاسلام المتمثل بمذهب أهل البيت (عليهم السلام)و يحاول دائماً ادراك الموقف و شعب الصدع و لم الشعث.
ثالثاً: و وجود الامام المهدى (عليه السلام) سبباً لاستمرار الفيض الالهى علينا فهو (عليه السلام) كالشمس اذا جللها السحاب فانه لايمنع الشمس م ان تصل بمنافعها الى الناس فرغم وجود السحاب الا ان الفائدة من وجود الشمس ما تزال قائمة و هكذا غيبة الامام فاننا نستفيد من وجوده المقدس رغم غيبته لأنه سبب الخير و الرزق و الرحمة و المغفرة فى العالم.
واجبنا اتجاه الامام المهدى
لم تخلو روايات الأئمة(عليهم السلام)من رسم النهج لنا فى زمن الغيبة الكبرى فقد وضعوا لنا عدة تكاليف و واجبات يمكن من خلالها الاقتراب من امامنا المهدى (عليه السلام)منها:
1ـ انتظار الفرج: فقد جاء فى الروايات «ان انتظار الفرج من افضل العبادات »
و معنى انتظار الفرج ان يثبت المسلم على الاعتقاد بوجود الامام المهدى (عليه السلام) و لا يشك فى هذه العقيدة و يعمل بواجباته الشرعية على اتم وجه دون ان يتأثر بالدعايات و الأباطيل و لاينجرف وراء الأبواق الأموية المنكرين للمهدى(عليه السلام).
2ـ الالتزام الكامل بالخلق الانسانى الرفيع الصدق و الاخلاص و الوفاء و رد الأمانة و اعانة المسلم و عيادة المريض و اقراض المحتاج و انقاذ المؤمن و غير ذلك....لأن هذه الأخلاق الحميدة ترضى الله و ترضى الامام المهدى عنابل يفرح الامام المهدى اذ رأى ذلك فينا لانه نهجهم و طريقتهم.
3ـ اشاعة الثقافة المهدوية و تعليم الناس بضرورى الدين و تثقيفهم بالمعلومات المرتبطة بالامام مثل علامات الظهور الحقيقية و كيفية التعامل معها و تمييز الفئة المحقة من الباطلة، و اطلاعهم على بعض شؤون المهدى (عليه السلام)
4ـ ضرورة الارتباط بالامام المهدى روحياً و ايمانياً عبر الأدعية المهمة فى عصر الغيبة مثل دعاء الندبة و زيارة الامام المهدى (عليه السلام) و بعض الأدعية القصار الخاصة به و وضع الصدقة نيابة عنه(عليه السلام) و الدعاء له بالفرج والسلامة...
5ـ نشر معجزات الامام و كراماته و أموره الخارقة للعادة للناس لكى تدرك الناس عظمته و تتفاعل معه كما يتفاعلون مع الأنبياء.
6ـ طرح مشروع الصلاح المهدى للناس و ان الامام يأتى منقذ للناس و مخلص و ان سيفه ينال من الطواغيت الصغار و الكبار و الظلمة و الجبابرة، و ليس كما يفهم بعض الناس ان الامام المهدى يأتى من أجل أراقة الدماء فقط، بل هو يأتى بالدرجد الأولى لانقاذ الناس و الدين ما براثن الظلمة و أعوانهم، ومن ثم يعمل على انشاءالمدينة الفاضلة و المجتمع المتمدن و اقامة الدولة المتطورة و الحياة السيعدة.
أهم علامات الظهور
تنقسم علامات الظهور الى قسمين:
1ـ العلامات غير المحتومة: اى التى يمكن ان تقع و تحدث و يمكن أن لا تقع بل تتغير او رفع و هذا التغير تابع لطبيعة حركة المجتمعات البشرية فان الانغماس فى الانحراف و الفساد له أثر كما للاصلاح و الخير أثر مغاير و من هذه العلامات غير المحتومة نقص المياه و المثمرات و الأغذية و بعض الحوادث الكونية و الحروب البشرية و تدهور الوضع الاقتصادى...
2ـ العلامات المحتومة: و هى التى لابد منها و هى الشاخص الذى من خلاله نعرف اقترب أيام الظهور للامام (عليه السلام)مثل خروج السفيانى وهى شخصية أموية مهمة فى الأحداث يقود راية الباطل.
والنداء من السماء بصوت جبرئيل ينادى باسم المهدى، و قتل نفس زكية علوية مهمة بين ركن الكعبة و مقام ابراهيم قبل ظهور الامام بخمسة عشر يوم، وحصول خسف عظيم بالصحراء بجيش السفيانى فى حدود الحجاز..
هذه أهم علامات الظهور الشريف كما جاءت فى بعض الروايات، فعن الامام الصادق (عليه السلام)قال: خمس قبل قيام القائم (عليه السلام): اليمانى و السفيانى و المنادى ينادى من السماء و خسف بالبيداء و قتل النفس الزكية.
و قال(عليه السلام): قبل قيام القائم خمس علامات محتومات اليمانى و السفيانى و الصيحة و قتل النفس الزكية و الخسف بالبيداء و قال ايضاً (عليه السلام): النداء من المحتوم و قتل النفس الزكية من المحتوم .
و قد روى عن الامام الصادق ايضاً عن الصيحة او النداء فقال: يسمعه كل قوم بألسنتهم، و سيكون موعد الصيحة فى شهر رمضان المبارك و ستكون عبارة النداء هذه: ان الحق فى على و شيعتهم ينادى باسم المهدى.
ظهور الامام المهدى (عليه السلام)
لاشك ان الامام المهدى(عليه السلام) يستخدم السبل الطبيعية فى محاولة التغيير و بناء العالم الجديد، فهو يعتمد ايضا على اصحاب مخلصين متفانين و ابطال شجعان كما هو ينتظر قواعده الشعبية ان تصل الى مستوى من الثقافة و السلوك و الأخلاق و الايمان الراقى لأن العالم الجديد و الحضارة القادمة التى يؤسسهاالامام ستقوم على الأخلاق و الايمان أكثر من اى شى آخر.
و سيكون ظهورالامام المهدى (عليه السلام) من مكة المكرمة و يبايعه فيها أصحابه الذين يصل عددهم الى 313، ثم يتجه الامام (عليه السلام) صوب العراق محرراً هذا البلد المهم من نير الظالمين و يتخذ الكوفة عاصمة لدولته العظمى الممتدة من القطب الى القطب و يسكن هو و أهل بيته فى مسجد السهله أو بالقرب منه و هو من المساجد المقدسه التى زارها الكثير من الأنبياء و الأوصياء و سيكون ظهوره الشريف بعد ما يمتلى ء العالم ظلماً و جوراً و اظطراباً وبؤساً.
وصايا الامام المهدى لنا
لقد بعث الامام المهدى (عليه السلام) عدة رسائل للشيخ المفيدقدس سره شريف يوصيه فيها ببعض البرامج المهمة للشيعة و نحن نقتطف من كلامه بعض الجواهر سلام الله عليه:
nاعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية
nفليعمل كل امرىء منكم بما يقربه من محبتنا
n ويتجنب مايدنيه من كراهتنا و سخطنا.
n ولو أن أشياعنا على اجتماع من القلوب فى الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا و لتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة و صدقها منهم بنا.
n انه من أتقى ربه من اخوانك فى الدين و اخرج مما عليه (اى الخمس أو الزكاة) الى مستحقيه كان آمنا من الفتنة المبطلة و محنها المظلمة المضلة.
نوادر فى الامام المهدى
nقال النبى (صلى الله عليه وآله) من أنكر خروج المهدى فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله)
n المهدى يعطى المال بدون عد بل يحثو المال لمن سأله.
n أول من يبايع المهدى جبرئيل.
n المهدى ولد فى العراق و يستقر عند ظهوره فى العراق.
n المهدى يخرج و شكله فى حدود الأربعين.
n و صف المهدى موجود فى جميع الكتب السماوية و الأسفار.
n المهدى يعيش زهد علىّ بن أبى طالب(عليه السلام).
n فى دولة المهدى لا توجد أديان أخرى بل الاسلام فقط وحب أهل البيت(عليهم السلام)
n الأمان فى ارجاء دولته حتى بين الحيوانات.
n عيسى بن مريم يصلى خلف الامام المهدى و هو أحد قضاته.
nالمهدى (عليه السلام) يعيد سنن المرسلين الى الحياة.
nالمهدى (عليه السلام)ينتقم من الذين قتلوا الحسين و روضوا بقتله.
n المهدى (عليه السلام)ينتقم من الذين قتلوا أمه فاطمة الزهراء
عليهاالسلام .
اللهم عجل ظهوره واجعلنا من انصاره والمستشهدين بين يديه
المفضلات