بسم الله الرحمن الرحيم

الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه



كنيتة: أبالقاسم، اباصالح.

لقبه: المهدى، المنتظر، المنقذ، القائم.

والده: الامام الحسن العسكرى بن الامام الهادى بن الجواد ابن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن السجاد بن الحسين بن على بن ابى طالب (عليه السلام)

والدته: السيده «نرجس» حفيدة قيصر ملك الروم.

ميلاده: ولد (عليه السلام) فى ليلة النصف من شعبان عام 255 هجريه فى سامراء.

صفته:المهدى يتلألأ وجهه كانه كوكب درى فى خده الأيمن خال، معتدل القامة،أسمر اللون، ذو شمائل عربية يخرج و شكله فى حدود الأربعين.

امامته: استلم مهام الامامة وله من العمر خمس سنوات عام 260 هجريه .

معاصروه من الملوك: عاصر زمن المعتمد بن المتوكل العباسى .

غيبته الصغرى: بدأت من حين انتقال الامامة اليه و انتهت الغيبة الصغرى عام 329 ه. و من ذلك الحين بدأت الغيبة الكبرى.

فضائله: نزلت فيه آيات عديده و وردت فى حقه الكثير من الأحاديث حتى بلغ عددها الى ستة الأف حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)سنأتى بعضها.

فالمهدى المنتظر صاحب الزمان هو من ذرية الامام الحسين (عليه السلام) من ولد فاطمة الزهراء فهو ينحدر من على بن أبى طالب و فاطمة، جاء فى الحديث «المهدى من ولد فاطمة» قال النبى (صلى الله عليه وآله)ايضاً«أبشرى يا فاطمة المهدى منك» و قال ايضاً: «المهدى من عترتى من ولد فاطمة» وجاء عن على (عليه السلام)«انه من ولد الحسين» وقال النبى (صلى الله عليه وآله)«و منا مهدى الأمة الذى يصلى عيسى خلفه ثم ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدى الأمة» وقال (صلى الله عليه وآله)«المهدى من اهل البيت...»







المهدى فى القرآن الكريم

هناك آيات عديدة مؤولة بالامام المهدى (عليه السلام) و قد اتفق العلماء على هذا التأويل اعتمادا على نصوص الائمة (عليه السلام)منها: قوله تعالى :

(و نريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم فى الأرض)

فآل محمد (صلى الله عليه وآله) هم المستضعفون فى الأرض فقد ظلموا على مر التاريخ و سيجعل الله تعالى حداً لهذه المظلومية و ينتصر لآل محمد (صلى الله عليه وآله) على يد المهدى المنتظر سلام الله عليه فهو الوارث لهذه الأرض بالحكم و العدل و قال تعالى :

(وعدالله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم..)

فهذا الاستخلاف سيكون على يد المهدى و أصحابه و شيعته كما استخلف سليمان و داوود من قبل و يجعل الأمن والسعادة فى ارجاء دولة المهدى المنتظر فيطبق الدين بكل حذافيره.

و قال تعالى :

(ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون)

و هذه الوراثة أبدية اى ان الصالحين هم الذين يرثون الأرض كلها فى آخرالزمان و يمتد الحكم العادل على هذه المعمورة، و تشير الآية الى ان هذه البشارة كانت مدونة فى زبور داوود(عليه السلام)وها هى الأن فى القرآن و ذلك لعظمة تلك الدولة و أهميتها و هى دولة المهدى (عليه السلام) و آيات عديدة فى الامام المهدى يجدها القارىء فى مظانها تصل الى مائة آية.





المهدي فى السنة الشريفه

و أما المهدى فى السنة: فان الأحاديث من الفريقين فى الامام المهدى وصلت الى ستة آلاف حديث و هذا رصيد هائل لم يوجد فى غير المهدى كل ذلك لدعم و تعزيز و ترسيخ هذه العقيدة الصحيحة

فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلى رجل من عترتى اسمه اسمى يملأ الأرض عدلاً و قسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً،

وقال: (صلى الله عليه وآله): المهدى من ولدى وجهه كالكوكب الدرى،

وقال (صلى الله عليه وآله) : على بن ابي طالب امام أمتى و خليفتى عليهم بعدى و من ولده القائم المنتظر الذى يملأ الله به الأرض عدلاً و قسطاً...

و قال (صلى الله عليه وآله) لولم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدى المهدى فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلى خلفه و تشرق الأرض بنوره و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب...



المهدي في مصادر الحديث :

روى علماء السنة في هذا المجال روايات كثيرة عن رواة يوثقونهم عن النبي الأكرم (ص) و تؤكد هذه الروايات على أن الأئمة هم اثنا عشر إماماً و إنهم كلهم من قريش ، و أن المهدي من أهل بيته (ص) و أبناء علي و فاطمة ، و قد صرح الكثير منها انه من نسل الإمام الحسين (ع) . و قد رووا في هذا المجال المئات من الأحاديث و التي جاءت في أكثر من 70 مصدراً معتبراً و نحن نشير إلى بعض منها فيما يلي :

-المسند تأليف أحمد بن حنبل المتوفي سنة 24 سنة 241 هجرية .

-صحيح البخاري تأليف البخاري المتوفي سنة 256 هجرية .

-صحيح مسلم تأليف مسلم بن حجاج النيشابوري المتوفي سنة 275 هجرية

-صحيح الترمذي تأليف محمد بن عيسى الترمذي المتوفي سنة 279 هجرية

و من الملاحظ أن مؤلفين هذه الكتب المذكورة . و كل منها أصح المسانيد المعتبرة عن أهل السنة هؤلاء توفوا إما قبل ولادة الإمام المهدي (ع) – سنة 255 هجرية- أو بعد ولادته بقليل .

و هكذا :

-مصابيح السنة تأليف البغوي المتوفي سنة 516 هجرية .

-جامع الأصول تأليف ابن الأثير المتوفي سنة 606 هجرية .

-الفتوحات المكية تأليف محي الدين بن عربي المتوفي سنة 654 هجرية .

-تذكرة الخواص تأليف سبط ابن الجوزي المتوفي سنة 654 هجرية .

-فوائد السميطي تأليف الحموي المتوفي سنة 716 هجرية .

-الصواعق تأليف ابن حجر الهيثمي المتوفي سنة 973 هجرية .

-ينابيع المودة تأليف الشيخ سليمان القندوزي المتوفي سنة 1293 هجرية .

و قد ألف عدة من علماء السنة كتباً مستقلة حول الإمام المهدي (ع) و منها

1-" البيان في أخبار صاحب الزمان " للعلامة الكنجي الشافعي .

2-" عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر " للشيخ جمال الدين يوسف الدمشقي .

3-" مهدي آل الرسول " لعلي بن سلطان محمد الهروي الحنفي .

4-" كتاب المهدي " تأليف أبى داود .

5-" علامات المهدي " جلال الدين السيوطي .

6-" مناقب المهدي " الحافظ أبى النعيم الأصفهاني .

7-" القول المختصر في علامات المهدي المنتظر " لإبن حجر .

8-" البرهان في علامات مهدي آخر الأزمان للملا علي المتقي .

9-" أربعون حديثاً في المهدي " لأبي العلاء الهمداني و غيرها

-راجع ( كشف الظنون ج1 ،2 ، هدية العارفين ج1 ، 2 ، إيضاح المكنون )





وجوب الاعتقاد بالمهدى فى غيبته الكبرى

يجب على كل مسلم ان يعتقد بوجود الامام المهدى الآن و انه حى يرزق و انه حقيقة و واقع لاتؤثر عليه الأيام والسنين غاية ما فى الأمر ان العمر أمتد به كما سنتكلم عن ذلك لاحقاً.

والاعتقاد به (عليه السلام) من ضروريات الدين فكل من انكره فانه خارج و مرتد عن الدين الاسلامى،

يقول الامام الحسن العسكرى (عليه السلام) «ان المقر بالائمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمنكر لولدى كمن اقر بجميع انبياء الله و رسله ثم أنكرنبوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمنكر لرسول الله كمن انكر جميع أنبياء الله لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا و المنكر لأخرنا كالمنكر لأولنا اما ان لولدى غيبة يرتاب فيها الناس الا من عصمه الله»

و قال الامام الكاظم لما سُئل أنت القائم بالحق؟

فقال: أنا القائم بالحق و لكن القائم الذى يظهر الأرض من أعداء الله و يملاها عدلاً كما ملئت جوراً هو الخامس من ولدى له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه يرتد فيها أقوام و يثبت فيها آخرون طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا فى غيبة قائمنا....

اذن هذه عقيدة المسلم الذى يتبع مذهب أهل البيت فعليه ان يؤمن ان الامام المنقذ المنتظر المهدى موجود ولكن لايعرفه اى أحد الا من شاء الله و لايقوم بالنهضة المباركة الا بعد توفر مجموعة من المقدمات .

نعم هناك اعتقاد فاسد عند بعض المسلمين وهم أهل السنة و الجماعة اذ يعتقدون ان المهدى ضرورة حتمية و لكن يرون انه لم يولد بعد و انه سيولد فى حينه، و السبب انهم لايتقبلون روايات الأئمة (عليهم السلام)من جهة، ويستصعبون هذا العمرالمديد من جهة ثانية.

و كلا الجهتين توهم خاطىء،لأن ائمتنا معصومين و هم حجج الله على هذا الخلق فمن اعرض عنهم اعرض عن الحق و عن الله تبارك و تعالى و اما بالنسبة للعمر الطويل فانا سنتناول ذلك.





كيف طال عمر الامام المهدى (عليه السلام) ؟

يمكن بيان هذا الأمر من ناحيتين.

الأولى: لاشك ان الامام المهدى هو أمل الأنبياء و الأوصياء و جميع الأمم و الشعوب فالكل يتطلع الى عصر الأمان و السلام و السعادة و بهذا يكون دور الامام المهدى مهماً و مقامه و وجوده أهم و منزلته عند الله تعالى لايعلمها الا هوتبارك و تعالى، فاذا كان كذلك قد تتدخل القدرة الالهية لحفظ هذا الامام العظيم نظراً لدوره الجسيم فى المتسقبل و يكون طيلة هذه المئات من السنين تحت رعاية الله بصورة غيبية أعجازية لحفظه وصونه و ابعاد الخطر و الشر عنه كما تدخلت المعجزة لحفظ ابراهيم الخليل و ايقاف النار من الاحراق و كما تدخلت المعجزة لحفظ بنى اسرائيل و موسى و هارون بايقاف سيلان ماء البحر، و هكذا تتولد المعاجز من الله تعالى لايقاف بعض القوانين الكونية من أجل المحافظة على الرسل أو الأوصياءالذين يقع على عاتقهم دور خطير فلماذا لانؤمن اذن بهذا النوع من الاعجاز الذى يمارسه الله تعالى لحفظ عمر الامام المهدى (عليه السلام)وصيانة جسده و أجهزته من التلف و العجز و تطويل عمره بهذا الشكل العجازى مادمنا مسلمين و نعتقد ان قدرة الله تعالى غير متناهية؟

و قد حصل مثل ذلك فى أصحاب الكهف اذ حفظ الله أبدانهم من التلف مع حفظ أرواحهم و كل ما يتصل بهم و بعثهم من بعد نومهم الى الناس ليكونوا آية لمن أنكر المعاد أو أنكر القدرة الالهية.

فيمكن اذن ان نقول ان ابقاء الامام المهدى هذه السنين المتمادية دون ان يهرم .و يمر بدورالشيخوخة عبارة عن معجزة الالهية تفرضها طبيعة المرحلة و الظروف الاجتماعية و المشروع الالهى.

الثانية: و أما اذا واجهنا انساناً ملحداً لايؤمن بقدرة الله فنستطيع أيضاً ان نوضح له طول عمر الامام بشكل يسير و بسيط، لأن العلم الحديث يصرح أن خلايا الانسان قابلة لادامة و البقاء بنفس الفاعلية فيما اذا توفرت لها ظروف وأجواء خاصة،اى ان تطويل عمر الانسان ليس مستحيلاً بل ممكناً و مادام الأمر ممكناً اذن صار من اليسير جداً البحث عن الطرق الموصلة لمثل هذه المعرفة و الحقيقة و لذلك تراهم عمدوا الى تطويل عمر بعض النباتات أو الحيوانات كمقدمة و تجربة للوصول من خلالها الى اسرار الانسان.

و نحن نعتقد ان الامام المهدى وارث الأنبياء و المرسلين بل هو وارث خاتم النبيين فعنده من العمل و المعرفة مالا تدركه عقولنا، فما المانع ان يكون لديه علم من خلاله يحافظ الامام على عمره من التلف ضمن نظام غذائى و روحى و بيئى لم يتوصل اليه العلم الحديث ؟

اذن ليس امام موضوع طول العمر أى دليل علمى معارض ما عدى امر واحد و هو ان الناس لم تألف هذاالنوع من الأعمار و هذا ليس دليلاً حتى يعارض وجود الامام فقد عاش نوح 950 سنة و عاش الكثير من المعمرين فى انحاءالعالم اعمار مختلفة.