بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
سلام الله على الحسين بن علي وعلى اصحابه المنتجبين
مســــــــلم بن عـوسجه
أبوه: عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
كنيته: أبو حجل.
* من أصحاب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
* له مواقف بطولية في الفتوح الإسلامية.
* من عباد الكوفة وملازمي جامعها الأعظم.
* له دور كبير في حركة مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه)، وكان أحد أقطابها.
* من عيون أنصار الحسين (عليه السلام).
* قاتل يوم عاشوراء قتالاً لم يسمع بمثله حتى استشهد.
* مشى لمصرعه الحسين (عليه السلام) وأبّنه.
الامام الحسين واصحابه ليلة العاشر من محرم
توسل سيد الشهداء (عليه السلام) بكل الوسائل الإعلامية في إعلان دعوته، وجمع الأنصار لها، فهو يخطب في مكة حين أراد الخروج منها داعياً الملأ الإسلامي إلى نصرته، ويرسل رسله إلى الأمصار الإسلامية، ويدعو آخرين بنفسه.
ثم هو (عليه السلام) بعد أن وافته أنباء ردة الكوفة. وقتلهم لابن عمه مسلم بن عقيل أخذ يعلن أنباء النكسة ويدعو اتباعه إلى الانصراف.
ففي (زبالة) أخرج للناس كتاباً فقرأ عليهم: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإنه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، وعبد الله بن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه منا ذمام. فتفرق الناس عنه تفرقاً فأخذوا يميناً وشمالاً حتى بقي أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة. وإنما فعل ذلك لأنه ظن إنما اتبعه الأعراب لأنهم ظنوا أنه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه إلا وهم يعلمون على ما يقدمون، وقد علم أنهم إذا بين لهم لم يصحبه إلا من يريد مواساته والموت معه. (تاريخ الطبري 6/ 226).
كان هذا دأبه في الإذن لأصحابه بالتفرق حتى ليلة عاشوراء، فقد خطبهم (عليه السلام) قائلاً: إن القوم يطلبوني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي.
وقال له أهله وتقدمهم العباس بالكلام: لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبداً ثم قام مسلم بن عوسجة فقال: أنحن نخلي عنك، ولم نعذر إلى الله في أداء حقك؟! أما والله لا أبرح حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولا أفارقك. ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك. ثم تكلم أصحابه على نهجه. (إبصار العين: 73).
بداية واقعة الطف:
في معسكر الحسين (عليه السلام) الفضيلة، والخلق النبيل، والمكارم بأجمعها، وليس ذلك بغريب فعقيدتنا بالإمام أن يكون متحلياً بجميع الصفات الخيرة، حائزاً على أسمى درجات الكمال، لا يسبقه فيها سابق، ولا يلحقه فيها لاحق.
وأحداث يوم عاشوراء وما سبقها برهان واضح، ودليل ساطع على ذلك، فهو (عليه السلام) يسقي الحر وأصحابه وهم ألف فارس في بيداء يعز فيها الماء وربما سقى بعضهم بيده الشريفة. إلى مواقف أخرى له (عليه السلام) كريمة وفي يوم عاشوراء يأمر (عليه السلام) بإضرام النار في خندق خلف الخيام، لتتوحد جبهة الحرب وتسلم العائلة.
قال الضحاك المشرقي: لما أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرم في الحطب والقصب الذي كنا ألهبنا فيه النار من ورائنا لئلا يأتونا من خلفنا، إذ أقبل إلينا منهم رجل يركض على فرس كامل الأداة، فلم يكلمنا حتى مر على أبياتنا فنظر إلى أبياتنا فإذا هو لا يرى إلا حطباً تلتهب النار فيه، فرجع راجعاً فنادى بأعلى صوته: يا حسين استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة.
فقال الحسين (عليه السلام): من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن؟!
فقالوا: نعم أصلحك الله هو هو.
فقال: يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صليّاً.
فقال له مسلم بن عوسجة: يا بن رسول الله: جعلت فداك ألا أرميه بسهم؟ فإنه قد أمكنني وليس يسقط (مني) سهم فالفاسق من أعظم الجبارين.
فقال له الحسين: لا ترمه، فإني أكره أن أبدأهم. (تاريخ الطبري 6/242).
وبقدر ما يكون هذا الموقف الإنساني النبيل من سيد الشهداء (عليه السلام) مع أعدى أعدائه هو موقف بطولي لشهيدنا الخالد ـ مسلم ـ لمبادرته لقتال الظالمين.
يتبع ان شاء الله ..
المفضلات