امين49
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
و
والعن اعدائهم

من كنت مولاه فعلي مولاه
شكرا لمروركم وفقتم لكل خير
وافئدة العارفين منك فازعة
قال الله تعالى في محكم الكتاب المجيد :

إِنمَا المُؤْمِنُونَ الذينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قلوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتهُ زادَتهُمْ إيماناً وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكلُونَ (2)الانفال
الذينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصَّابِرينَ عَلى‏ ما أَصابَهُمْ وَ المُقيمِي الصَّلاةِ وَ مِمَّا رَزَقناهُمْ يُنفِقونَ (35)الحج

من هذه الايات الكريمة نفهم ان من علامة المؤمن ان يجل قلبه ان ذكر الله تعالى عنده
ولا يمكن ان نقول ان هذا المقام هو خاص
بالمعصوم عليه السلام فقط بل هناك من وصل الى هذا المقام من غير المعصومين عليهم السلام كما في :
بحارالأنوار 22
عن كتاب تفسير القمي‏:
إِنمَا المُؤْمِنُونَ الذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَى قَوْلِهِ لَهُم دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌ
فَإِنهَا نَزَلَتْ فِي أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عليه السلام وَ أَبِي ذَرٍّ وَ سَلمَانَ وَ المِقْدَادِ عليهم السلام
كما تجد الرواية تبين انها نزلت في اعلى مصداقها وهو امير المؤمنين عليه السلام وايضا نزلت في حق
أَبِي ذَرٍّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادِ.

بحارالأنوار 75 279 باب 24- ما روي عن الصادق عليه السلام من وصاياه لأصحابه ..... ص : 279
يَا ابْنَ جُندَبٍ :
حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَعْرِفنَا أَنْ يَعْرِضَ عَمَلَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ ليلةٍ على نَفسِهِ فَيَكُونَ مُحَاسِبَ نَفسِهِ فَإِنْ رَأَى حَسَنَةً استَزَادَ مِنهَا وَ إِن رَأَى سَيِّئَةً استغفَرَ مِنهَا لِئَلا يَخزَى يَوْمَ القِيَامَةِ طوبَى لِعَبْدٍ لَم يَغبِطِ الخَاطِئِينَ عَلَى مَا أوتوا مِنْ نَعِيمِ الدنيَا وَ زَهرَتِهَا طوبَى لِعَبْدٍ طلَبَ الآخِرَةَ وَ سَعَى لَهَا طوبَى لِمَنْ لَمْ تلهِهِ الأَمَانِيُّ الكَاذِبَةُ ثُم قَالَ عليه السلام : رَحِمَ اللهُ قَوْماً كَانوا سِرَاجاً وَ مَنَاراً كَانُوا دُعَاةً إِلَيْنَا بِأَعْمَالِهِمْ وَ مَجْهُودِ طَاقَتِهِمْ لَيْسُوا كَمَنْ يُذِيعُ أَسْرَارَنَا.
يَا ابْنَ جُندَبٍ :
إِنمَا المُؤمِنونَ الذِينَ يَخَافُونَ اللهَ وَ يُشفِقونَ أَنْ يُسلَبُوا مَا أُعْطُوا مِنَ الهُدَى فَإِذَا ذَكَرُوا اللهَ وَ نَعْمَاءَهُ وَجِلوا وَ أَشفَقوا وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتهُمْ إِيماناً مِمَّا أَظهَرَهُ مِنْ نَفَاذِ قُدرَتِهِ وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكلُونَ
.

فان هذه الافئدة التي تفزع الى الله تعالى وتخافه هي الافئدة العارفة بربها والفازعة اليه وان الفزع اليه هو الفزع الى من نصبه تعالى لنا علما وهاديا كما قال
الامام الباقر عليه السلام

الكافي 1 392
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ :
نَظَرَ إِلَى الناسِ يَطوفُونَ حَولَ الكَعبَةِ فَقَالَ:
هَكَذَا كَانوا يَطوفُونَ فِي الجَاهِلِيَّةِ إِنمَا أُمِرُوا أَنْ يَطُوفُوا بِهَا ثمَّ يَنفِرُوا إِلَينَا فَيُعلِمُونَا وَلايَتَهُمْ وَ مَوَدتَهُمْ وَ يَعرِضُوا عَلَينَا نُصْرَتَهُمْ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ:
فَاجْعَلْ أَفئِدَةً مِنَ الناسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ‏.
ما قال الامام عليه السلام فاجعل الناس ياتوا الينا وكذلك ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام بل ان المراد ان تاتي اليهم القلوب وان تعكف عليهم الافئدة ؛ وما ينفع البدن ان كان الفؤاد خارج عن البدن في هواه يرتع ويعبث ؛ وانا وانت ايها الزائر الكريم حينما نقف لنزور بزيارة امين الله امام الامام عليه السلام هل نقف هناك بقلوبنا وبفؤاد قد فزع الى الله تعالى؟!
ام بدننا واقف هناك والفؤاد في هواه ذائب في اطماعه وجشعه المادي والغريزي ؟!