الغضب خطوة على طريق الطلاق
عندما يستبد بك فيروس الغضب فإنه يقتطع من حواسك جميعاً ومن قدرتك على
استيعاب الموقف واتخاذ القرار الحكيم. الغضب عدو الحكمة، إذ إن هاتين الخصلتين لا تجتمعان
أبداً، هل سمعتم عن شخص اتخذ قراراً حكيماً في لحظة غضب.
مشكلة الغضب تكمن فيما يخلفه من آثار، فهو بطبيعته عبارة عن انفعال متبدد قلما يبقى

في النفس لأكثر من دقائق لكنه عندما يتبدد يخلف وراءه كلمات جارحة وانفعالات
سيئة وعبارات استهزاء وتصريحات ما كانت لتظهر إلى العلن لولا انفلات الأعصاب
في تلك اللحظة الشيطانية.
عندما تكون غاضباً فإنك قلما تفهم الموقف الذي يواجهك على النحو الصحيح ومن

المرجح أن تسارع الانفعالات لديك سيدفعك إلى بناء مواقف سريعة وحادة ويصعب التراجع
عنها من دون أن تترك شروخاً في النفس لدى الآخر.
تخيل إلى أي مدى سيتفاعل الغضب عندما يكون متبادلاً أنت وزوجتك في جدال حول أمرٍ

ما وفجأة اندفع أحدكما يزبد ويرعد ويصيح فاستشاط الآخر غضباً وراح يهتف ويرد الصاع صاعين؟!
إلى أين ستصل الأمور بعد دقائق معدودة؟ لكم أن تتخيلوا أسوأ النتائج الطلاق مثلاً
ويا لها من نتيجة هدامة.
الغضب هو الخميرة التي إذا ما أضيفت إلى صغائر الأمور والمشكلات التافهة فإنها تجعل

من الحبة قبة بامتياز، لذلك هذه نصيحة صادقة إلى كل زوج وزوجة إذا غضب الطرف الآخر
فسايره حتى يهدأ ثم اختر الوقت المناسب لكي تعاود الحوار، واحرص على أن تجعله
يفهم أن الغضب لا يحل المشكلة وأن ارتفاع الأصوات لن يجعل الرسالة المنقولة أبلغ أثراً.