24 ـ عن سلمان قال: كنا حول النبي (صلى الله عليه وآله) فجاءت أم أيمن فقالت: يا رسول الله لقد ضل الحسن والحسين، قال وذلك راد النهار يقول ارتفاع النهار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا فاطلبوا ابني، قال: وأخذ كل رجل اتجاه وجهه وأخذت نحو النبي (صلى الله عليه وآله) فلم يزل حتى أتى سفح جبل، وإذا الحسن والحسين (عليهما السلام) ملتزق كل واحد منهما صاحبه، وإذا شجاع قائم على ذنبه يخرج من فيه شبه النار، فأسرع إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم انساب فدخل بعض الأجحرة، ثم أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجههما وقال: بأبي وأمي أنتما ما أكرمكما على الله، ثم حمل أحدهما على عاتقه الأيمن، والآخر على عاتقه الأيسر، فقلت: طوباكما نعم المطية مطيتكما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما(37).
25ـ عن أنس بن مالك قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) راقد في بعض بيوته على قفاه إذا جاء الحسن يدرج حتى قعد على صدر النبي (صلى الله عليه وآله) ثم بال على صدره، فجئت أميطه عنه، فاستنبه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: ويحك يا أنس، دع ابني وثمرة فؤادي، فإن من آذى هذا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ثم دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بماء فصبه على البول(38).
26ـ عن سلمان قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وإذا الحسين (عليه السلام) على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول: إنك سيد ابن سيد أخو سيد أبو سادة، إنك إمام ابن إمام، أخو إمام أبو أئمة، إنك حجة ابن حجة، أخو حجة أبو حجج تسع من صلبك، تاسعهم قائمهم(39).
27ـ عن عكرمة قال: لما ولدت فاطمة (عليها السلام) الحسن (عليه السلام) أتت به النبي (صلى الله عليه وآله) فسماه حسناً، فلما ولدت حسيناً أتت به النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: هذا أحسن من هذا، فشق له من اسمه وقال: هذا حسين(40).
28ـ عن سلمان، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: سميتهما ـ يعني الحسن والحسين ـ بأسماء ابني هارون شبّراً وشبيرا)(41).
29ـ ومما رواه الكنجي الشافعي بإسناده عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن ربيعة السعدي قال: لما اختلف الناس في التفضيل رحّلت راحلتي وأخذت زادي وخرجت حتى دخلت المدينة، فدخلت على حذيفة بن اليمان فقال لي: ممن الرجل؟
قلت: من أهل العراق، فقال: من أي العراق؟
قلت: رجل من أهل الكوفة، قال: مرحباً بكم أهل الكوفة.
قال: قلت: اختلف الناس علينا في التفضيل فجئت لأسألك عن ذلك.
فقال: على الخبير سقطت، أما إني لا أحدثك إلا ما سمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي، خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كأني أنظر إليه كما أنظر إليك الساعة، حامل الحسين بن علي (عليه السلام) على عاتقه، كأني أنظر إلى كفه الطيبة واضعها على قدمه يلصقها إلى صدره فقال:
أيها الناس لأعرفن ما اختلفتم فيه من الخيار بعدي:
هذا الحسين بن علي خير الناس جداً وجدة، جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد النبيين، وجدته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله.
هذا الحسين بن علي خير الناس أباً، وخير الناس أماً، أبوه علي بن أبي طالب أخو رسول الله ووزيره وابن عمه وسابق رجال العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله، وأمه فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين.
هذا الحسين بن علي خير الناس عماً وخير الناس عمة، عمه جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وعمته أم هاني بنت أبي طالب.
هذا الحسين بن علي خير الناس خالاً، وخير الناس خالة، خاله القاسم بن محمد رسول الله ‚ وخالته زينب بنت محمد.
ثم وضعه على عاتقه فدرج بين يديه وجثا ثم قال: أيها الناس هذا الحسين بن علي جده وجدته في الجنة، وأبوه وأمه في الجنة، وعمه وعمته في الجنة، وخاله وخالته في الجنة وهو وأخوه في الجنة، إنه لم يؤت أحد من ذرية النبيين ما أوتي الحسين ابن علي ما خلا يوسف بن يعقوب (عليها السلام)(42).
30ـ أخرج الهيثمي في مجمعه والطبراني في معجمه بإسناد حسن عن ابن عباس أنه قال:
كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى فخذه الأيمن الحسين (عليه السلام) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم (عليه السلام)، وهو يقبل هذا تارة وذاك تارة أخرى، إذ هبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام وهو يقول: لست أجمعها لك، فافد أحدهما بصاحبه، فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى ابنه إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين وبكى، ثم قال: إن إبراهيم أنه إذا مات لم يحزن عليه غيري، وأمُّ الحسين فاطمة وأبوه علي بن أبي طالب ابن عمي ودمي، ومتى مات حزنت عليه ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا، وأنا أوثر حزني على حزنهما، فقبض إبراهيم بعد ثلاث، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الحسين مقبلاً قبله وضمه إلى صدره وشف ثناياه وقال: فديته بابني إبراهيم(43).
31ـ عن ابن عباس، قال: اتخذ الحسن والحسين ـ أي تصارعا ـ عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجعل يقول: هيّ يا حسن، خذ يا حسن، فقالت عائشة ـ وفي لفظه آخر فاطمة (عليها السلام) ـ: تعين الكبير على الصغير؟ فقال: إن جبريل يقول: خذ يا حسين(44).
32ـ عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أزينك بالحسن والحسين؟ قال:فماست الجنة ميساً كما تميس العروس(45).
33ـ عن عمرو بن زياد الثوباني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فاطمة وعلياً والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن(46).
34ـ عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله(47).
35ـ عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:دخل الأقرع بن حابس على النبي (صلى الله عليه وآله) فرآه يقبل إما حسناً أو حسيناً، قال: تقبله ولي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنه من لا يَرحم لا يُرحم(48).
36ـ عن ابن عباس قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يُعوّذ الحسن والحسين (عليهما السلام) فيقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، ثم يقول: هكذا كان يعوذ إبراهيم بنية إسماعيل وإسحاق(49).
ثم علق الحاكم على هذا الحديث قائلاً: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه(50).