أهم مراحل انتقال الروح لتصل لمعادها وجزاءها :

الأول الموت :
هو توفي الروح من البدن وانفصالها عنه وانتقالها من عالم الدنيا والشهادة إلى عالم المثال أو الملكوت أو الغيب المسمى بالبرزخ ،
وبالموت تنتقل الروح لأول منازلها الجديدة وتتحول من دار الدنيا إلى دار أخرى لتنال معادها الأولي وتقوم قيامتها الصغرى ، وفي أول مراحل الموت تنكشف للإنسان حقيقته ويتبين ذاته ويرتفع عنه الحجاب المادي ويدرك حاله الروحاني الذي كان محجوب عنه بسبب انشغاله بعالم المادة ، وللموت حالات حسب ذات الإنسان و أعماله فإما سهل ومرضي او عسير مكروه . كما أن قابض الأرواح أما ملك الموت أو أعوانه ويحضرون لقبض الروح بأشكال جميلة لطيفة أو مخيفة قبيحة حسب أيمان الإنسان أو عدمه .

البرزخ :
هو أول منزل يرده الإنسان بعد الموت عندما تنفصل روحه عن بدنه ،
وبعد أن ترافق الروح البدن فترة مصاحبة له من غير دخول فيه حتى يُدخل القبر فتفارقه أما متحسرة مدهشة أو فرحة مستبشرة ، وفي البرزخ تقام قيامة الإنسان ـ الروح ـ الصغرى و معاده الاولي ، وتضغط الأرواح ، ويحاسب فيه الإنسان أول حساب بتوسط ملكين هما منكر ونكير للكافر ومبشر وبشير للمؤمن ، ويسأل الإنسان عن اعتقاده وايمانه حتى يكون على بينة من امره وتقام عليه الحجة وبعدها ينتقل إما إلى علم الملكوت العلوي وينتقل به إلى وادي السلام إذا كان مؤمن ، وأما إذا كان كفر فينتقل به إلى ملكوت العالم السفلي المسمى برهوت .
وفي البرزخ كل إنسان حسب حاله حيث يحشر مع من يحب ويجتمع المؤمنون للتحدث والزيارة والفرح والنعيم حتى يتمنون قيام القيامة الكبرى لينالون الجزاء التام ويدخلوا الجنة ، والكفار والمنافقين في عذاب مقيم يتمنون أن يرجعوا للدنيا حتى يعملوا الأعمال الصالحة ولكن هيهات لا رجوع ، وأما من خلط عمل صالح وطالح من المؤمنين فقد تأتيه حالات تنغص نعيمه وتفصله عن شوالمؤمن ينتفع بما يُنفق عنه من الصدقات ويفرح بما يهدا إليه من الأعمال الصالحات والكلمات الطيبات من الدعاء والقرآن ، وهكذا يبقى الإنسان في البرزخ الذي قد يطول ملايين السنين حتى تأتي الصيحة الأولى فيفنى ، هذا و نسألكم الدعاء .


النفخ في الصور الأول :
وهو المسمى بالصيحة الأولى وهي قبل يوم القيامة والمعاد ،
و بتوسط هذا النفخ يصعق ويموت جميع من في السمات والأرض ولا يبقى إنسان ولا حيوان ولا ملك إلا ما شاء الله تعالى ، و يبقى هذا الحال حتى النفخ الثاني للصور عندما يأتي أجله ، قبل هذا النفخ في الصور والصيحة الأول توجد كثير من العلامات منها ظهور الإمام المهدي ونزول المسيح من السماء وخروج دابة من الارض تكلم الناس ، وياتي للارض دخان مبين من السماء ، وزلازل ، وغيرها .

النفخ في الصور الثاني :
وبتوسط هذا النفخ يبدأ يوم القيامة الأكبر والمعاد التام ،
حيث ينشر الناس وجمع من مات سواء بالصحية الأولى أو قبلها إلى ما شاء الله ، وتطوى السماوات والأرض وتكور الشمس وتتكدر النجوم والكواكب تنتثر والسماوات تنفطر وطوى مع الارض وتبدل لأرض مناسبة لحشر من قامة قيامتهم الكبرى ، كما أم الجبال تسير والبحار تنفجر ، والأرض الجديدة تزلزل.


مواقف يوم القيامة والمعاد الأكبر :

لهذا اليوم العظيم الذي تذهل فيه كل مرضعة عما ارضعت ويوم يفر الإنسان من امه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤويه وترى الناس سكارى وليس بسكارى ولكن عذاب الله شديد ،
والموقف صعب ، وإن كان يوم القيامة يسمى يوم ولكنه يعد بآلاف السنين من سني الدنيا وأن كان هو يوم واحد ؛ لأن هناك لاشمس تشرق ولا أرض كارضنا تدور حولها ولكن هناك أرض خاصة ونور وظلمه خاصة حسب أيمان الإنسان واعماله ، وتوجد في هذا اليوم مواقف مهمة هي التي يتم بها المعاد وتقام به الحجة الكبرى على الناس وينالون جزاء اعمالهم ، واهم هذه المواقف هي :

الموقف الأول : النشر :
و بعد هذه الأحداث التي ذكرنها في الصيحة الثانية بعد النفخ بالصور يتحقق نشر الإنسان و يخرج كل من كتب عليه ان تقوم قيامتهم الكبرى بسرعة من الأجداث ، وترجع الأرواح لتتلبس باجسادها المناسبة لها ، وتخرج الأجساد مثل الزرع الذي يخرج من الارض وتتلبس بالروح .

الموقف الثاني الحشر:
وبعد ان تتلبس الارواح بالأجساد يحشر الناس حيث تسوقهم الملائكة إلى أرض المحشر ويبدأ يوم القيامة الكبرى والمعاد التام لكل مجموعة من الناس حيث تتبع اماهما ،
ويقودها الملائكة لمواقفها ولموردها في أرض المحشر في أرض القيامة التي تقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلى من اذن له الرحمان وقال صوابا .

الموقف الثالث : الحوض :
بعد أن يحشر الناس في ذلك اليوم العصيب وعنده كل أمة تتبع إمامها ويصطفون خاشعة ابصارهم ترهقهم ذله ، ولا يتكلمون إلى همسا من الخوف وياخذهم العطش الشديد ، وبعد زمان لا يعرفه إلى الله تعالى فأول إنسان ينادى النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم فيكرمه الله تعالى الحوض .
والحوض فيه شراب أحلى من العسل واصفى و أبيض من البن من يشرب منه لا يظمأ أبدا ، فيأمر النبي الإمام علي أبن ابي طالب بان يسقي محبيهم واتباعهم ومواليهم ، والنبي يشرف على ذلك فترد عليه رايات الجماعات حسب أئمتهم فيردون ظمئا ولا يسقون ، و تصرف وجوههم تلقاء النار وبغض الرايات فيها كانوا من أمة النبي واصحابه فيقول النبي هؤلاء أصحابي فينادى أنهم غيروا دينك وبدلوا فيرفضهم ولا ينظمون تحت راية محبيه ومتبعي دينه ، سقانا الله من الحوض وحشرنا الله مع محمد وآله عليهم الصلاة والسلام

الموقف الرابع : إعطاء الكتب :
أن الإنسان في الحياة الدنيا تكتب اعماله سواء على نفسه وذاته او على صحف بيد ملائكة اليمين والشمال ، ولا يغادر من أعماله صغيرة ولا كبيرة إلى ان تكون قد احصيت في ذلك الكتاب ،
فتكون هي كتاب أعماله أو يقال له صحيفة الأعمال ، وفي يوم القيامة في موقف اعطاء الصحف بعد أن تنشر ، فمن أعطي كتابه بيمينه فيعلم أنه سوف يحاسب حساب يسيرى وينقلب الى أهله وجماعته مسرورا ، وأما من يعطى كتابه بشماله ومن وراء ظهره فسف يدعوا ثبورا .
ومن لطف الموقف يعطى ملف الدعوى للمحاكم والمحاسب بيده في يوم القيامة ولا يقدر على تغييره والتلاعب بمحتواه وهذا ما يفرح المؤمن ويؤلم الكافر .