وحلقت روحها ...

[همس الصمت]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
وحلَّقت روحهـــــــــا
.

شعرتْ بهدوء يخيم على المكان الذي كانت تجلس فيه ، هدوء لم تعهده
من قبل ...
أخذتْ تنظر إلى أرجاء المكان تبحث بين جدران الغرفة الشبة مظلمة
عن شيئ ما يسليها ويضيع مابها من ملل كاد أن يقتلها ويراودها بين
الحين والآخر ،،
ولكنها لم تجد أي شيئ تتخذه تسلية لها ...
.
.

أسندت رأسها على وسادتها أغمضت عينيها أخذت تفكر في ما مضى
من عمرها
تبحث عن كل الأحداث التي حدثت في تلك السنين بين أفراحها وأتراحها
بحثت في ذاكرتها عن أولئك الناس الذين كانوا متواجدين يوماً في حياتها
أين هم الآن وأين يسكنون ..؟؟؟
أفي عالم الاحلام والذكريات يتواجدون ..؟؟
هل خلقوا ليكونوا متواجدين في حياتنا يوماً ثم ينسحبون ..؟؟
هل وجدوا ليطبعوا بصمات حبهم وذكرياتهم في قلوبنا ثم يرحلون ..؟؟
أم ماذا يفعلون ..؟؟
.
.

تثاقل جفناها وشعرت بروحها تحلق عالياً تبحر في سماء المشتاقين
أخذت تسير بخطوات متثاقلة تنظر حولها تبحث عن تلك الصور التي
كانت تسيطر على مخيلتها تلك الصور التي تواجدت يوماً في حياتها ..

مشت طويلاً لكن بحثها آل إلى الفشل فلم تجد شيئاً مما كانت تفكر فيه
شعرتْ بتعب يثّقل جسْدِها ويشّل حركتها
تعبٌ جعلها تنهار وتسقط أرضاً
برودةٌ سرت إلى جسدها الخاوي جعلتها تضم رجليها الى صدرها
و تحتضن رأسها بين ركبتيها
أجهشت ببكاء مع انات خرجت من قلبها المشتاق المتوله لرؤية
أناس كانوا يوماً في حياتها ...
.
.

وبينما كانت على تلك الحالة شعرت بأطياف تلتف حولها
رفعت رأسها لترى لمن هم تلك الاطياف
ولكنها شعرت بخوف عند رؤيتها لهم
عندها وصلها النداء بإن نحن أطياف أرواح لأناس كانوا يوماً في حياتك
أتينا نخبركِ بإننا لم ننساكِ على الرغم من كل تلك السنين
فلا زلتي موجوده في ذاكرتنا ونذكر كل أيامنا معكِ ..
ولكن ..
حتى لحظاتٍ مُعينه كُتب لنا أن نتواجد في حياتكِ وبعدها ننسحب
لنترك الدور لأناس غيرنا ليتواجدوا في حياتكِ ..
حتى لحظات معينه بقينا معكِ وطبعنا حبنا وذكرياتنا في قلبك
حتى كُنا جُزءاً لايتجزء من قلبكِ ..
فهذه كل مدة المهام التي طلبت منا
لحظات فقط ...
فحاولي أن تتقبلي ذلك وأن تعيشي حياتكِ مع اُناس غيرنا
لربما بقوا معكِ حياتكِ كلها ..
فلتحافظي عليهم ولتسعديهم كما يسعدوكِ
فهم من سيبقون معكِ ..
حينها وقفت لتخبرهم بإن الذكريات باتت تقتل شوقها
وتتعبها وتؤثر على كل مشاعرها بل وكل حياتها ،،
أخبرتهم بإنها تشتاق لهم كثيراً وتحّن الى الايام التي جمعتها بهم ..
ولكنها رأتهم يذهبون وهم يكررون لها عيشي حياتكِ
وأنسي من نساكِ
وحافظي على من بقي معكِ ..
.
.

وعادت لبكائها وعويلها حتى شعرت بروحها تعود أدراجها إلى الارض
لتفيق والدموع قد حفرت على خذيها خطوطاً
قد لايمحيها الزمن ..
مسحتْ دموعها بيديها لترى بإن الحياة جميلة
لازال فيها اناس طيبون رائعون
تذكرهم ويذكرونها
تشتاق لهم ويشتاقون لها
تحبهم ويحبونها
أناس يسكنون أعماق القلب ..
.
.

تهللت فرحاً لذكر أولئك الناس الذين يتواجدون الان في حياتها
وأخذت على نفسها عهداً بإن تحافظ عليهم كما تحافظ على نفسها
فهم من نِعم الجبار عليها ..
وعادت روحها لتحلق مرة آخرى في سما المشتاقين
ولكن في هذه المرة حلقت لتحتضن أرواح أناس تحبهم ويحبونها
لتتنفس عبير أشواقهم
حلقت لتطبع قبلاتها على قلوب من بقوا معها
فهم أغلى من بقوا معها ....

.
.
.

هكذا نحن تعذبنا الذكريات ونحّن لكل مامضى ولكننا ننسى
بإن الحياة تستمر بهم وبدونهم ..
هم أختارو الرحيل من حياتنا لآسباب تعود لهم ،،
فلما لانعيش حياتنا بودنهم كما اختاروا أن يعيشوا بدوننا ..
.
.

لاأعلم ما أسمي هذه الكلمات ولكنها جالت في خاطري
فخططتُها لكم هُنا لأرى آرائكم وتعليقاتكم عليها ...
.
.

تحياتي العطرة لكم ...
همـــــــــــــ الصـــــــمـــــــت ــــــــــــــس