الفصل *11*
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
****************ياحسين *****************
وكتب اليه امير المؤمنين عليه السلام:
بحارالأنوار
فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،:
سَلَامٌ عَلَيْكَ،:
فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ:
، كَلَأَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكَ كِلَاءَةَ مَنْ يَخْشَاهُ بِالْغَيْبِ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. قَدْ وَصَلَ إِلَيَّ كِتَابُكَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَزْدِيِّ، تَذْكُرُ فِيهِ أَنَّكَ لَقِيتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ [سَعْدِ بْنِ‏] أَبِي سَرْحٍ ، مُقْبِلًا مِنْ «قُدَيْدٍ » فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ فَارِساً مِنْ أَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ، مُتَوَجِّهِينَ إِلَى جِهَةِ الْغَرْبِ، وَ أَنَّ ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، طَالَ مَا كَادَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كِتَابَهُ، وَ صَدَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ بَغَاهَا عِوَجاً، فَدَعِ ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، وَ دَعْ عَنْكَ قُرَيْشاً وَ خَلِّهِمْ وَ تَرْكَاضَهُمْ فِي الضَّلَالِ وَ تَجْوَالَهُمْ فِي الشِّقَاقِ. أَلَا وَ إِنَّ الْعَرَبَ قَدِ اجْتَمَعَتْ عَلَى حَرْبِ أَخِيكَ الْيَوْمَ، اجْتِمَاعَهَا عَلَى حَرْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَأَصْبَحُوا قَدْ جَهِلُوا حَقَّهُ، وَ جَحَدُوا فَضْلَهُ وَ بَادَءُوهُ الْعَدَاوَةَ، وَ نَصَبُوا لَهُ الْحَرْبَ، وَ جَهَدُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْجَهْدِ، وَ جَرُّوا إِلَيْهِ جَيْشَ الْأَحْزَابِ. اللَّهُمَّ فَاجْزِ قُرَيْشاً عَنِّي الْجَوَازِيَ فَقَدْ قَطَعَتْ رَحِمِي، وَ تَظَاهَرَتْ عَلَيَّ، وَ دَفَعَتْنِي عَنْ حَقِّي، وَ سَلَبَتْنِي سُلْطَانَ ابْنِ أُمِّي، وَ سَلَّمَتْ ذَلِكَ إِلَى مَنْ لَيْسَ مِثْلِي فِي قَرَابَتِي مِنَ الرَّسُولِ، وَ سَابِقَتِي فِي الْإِسْلَامِ، إِلَّا أَنْ يَدَّعِيَ مُدَّعٍ مَا لَا أَعْرِفُهُ، وَ لَا أَظُنُّ اللَّهَ يَعْرِفُهُ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ. وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ غَارَةِ الضَّحَّاكِ عَلَى أَهْلِ الْحِيرَةِ، فَهُوَ أَقَلُّ وَ أَذَلُّ مِنْ أَنْ يَلُمَّ بِهَا، أَوْ يَدْنُوَ مِنْهَا، وَ لَكِنَّهُ قَدْ كَانَ أَقْبَلَ فِي جَرِيدَةِ خَيْلٍ، فَأَخَذَ عَلَى السَّمَاوَةِ، حَتَّى مَرَّ بِوَاقِصَةَ وَ شُرَافَ وَ الْقُطْقُطَانَةِ، فَمَا وَالَى ذَلِكَ الصُّقْعَ، فَوَجَّهْتُ إِلَيْهِ جُنْداً كَثِيفاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَّ هَارِباً، فَاتَّبَعُوهُ، فَلَحِقُوهُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، وَ قَدْ أَمْعَنَ، وَ كَانَ ذَلِكَ حِينَ طَفَّلَتِ الشَّمْسُ لِلْإِيَابِ، فَتَنَاوَشَ الْقِتَالُ قَلِيلًا كَلَا وَ لَا، فَلَمْ يَصْبِرْ لِوَقْعِ الْمَشْرَفِيَّةِ، وَ وَلَّى هَارِباً، وَ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، بَعْدَ مَا أُخِذَ مِنْهُ بِالْمُخَنَّقِ، فَلَأْياً بِلَأْيٍ مَا نَجَا. وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ بِرَأْيِي فِيمَا أَنَا فِيهِ فَإِنَّ رَأْيِي جِهَادُ الْمُحِلِّينَ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ، لَا يَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ مَعِي عِزَّةً، وَ لَا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي وَحْشَةً لِأَنِّي مُحِقٌّ، وَ اللَّهُ مَعَ الْمُحِقِّ. وَ وَ اللَّهِ مَا أَكْرَهُ الْمَوْتَ عَلَى الْحَقِّ، وَ مَا الْخَيْرُ كُلُّهُ إِلَّا بَعْدَ الْمَوْتِ، لِمَنْ كَانَ مُحِقّاً. وَ أَمَّا مَا عَرَضْتَ بِهِ مَسِيرَكَ إِلَيَّ بِبَنِيكَ وَ بَنِي أَبِيكَ، فَلَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، فَأَقِمْ رَاشِداً مَحْمُوداً، فَوَ اللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَهْلِكُوا مَعِي إِنْ هَلَكْتُ، وَ لَا تَحْسَبَنَّ ابْنَ أُمِّكَ وَ إِنْ أَسْلَمَهُ النَّاسُ مُتَخَشِّعاً، وَ لَا مُتَضَرِّعاً، إِنَّهُ لَكُمَا قَالَ أَخُو بَنِي سُلَيْمٍ
فان تسالى كيف ]نت فاننى ***صبور على ريب الزمان صليب
يعز على ان ترى بى كثابتا***فيشمت باغ ]و يساه حبيب