الفصل 34



السلام عليكم



اشكر مروركم اعزتي القراء ؛ وخالص دعواتي لكم ؛ وارجو منها الاجابة ؛ لانها الدعاء بلسان الغير



وامنيتي لكم ان ترزقوا خير الدارين وسعادة تحقق الامنيات لكم فوق ما تحبون




من كنت مولاه فعلي مولاه



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم




قلنا ان المصاب الذي يفتت الصخر هو ان بعض الاصحاب المقربين للامام الحسن عليه السلام لم يلتفت الى الحكمة الربانية من الصلح مع صاحب الداهية النكراء كما قال الامام عليه السلام عنه وكذلك لم يلتفت الى عصمة الامام عليه السلام:



إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا



مع علمه في قرارة نفسه بعصمة امامه عليه السلام ؛ وانه لا يفعل فعلا الا وهو مامور به من الله تعالى وبما ارسله اليه من الرسالة المختومة التي جاء بها اليه جبرائيل عليه السلام عن طريق الرسول الكريمصلى الله عليه واله .



فقال احدهم وهو من المقربين للامام عليه السلام كما يقول السيد المقرم و ما كنت احب ان اكون ناقلا لمثل هذه الاحداث التي تدمي القلب ؛ ولكن لكي نعرف مدى عمق ابتلاء الامام الحسن عليه السلام ومدى عمق مظلوميته ؛ والتي لا تقل عن مصاب الريحانة الاخرى عليهما السلام أفضله وازكاه .



قال السيد المقرم في كتابه الشهيد مسلم بن عقيل عليه السلام :



دخل ( احد الاصحاب المقربين ) على الامام الحسين عليه السلام مثيرا لنخوته ومحفزا له على القيام في وجه عدوهم اللدود وفيما قال له :



- لقد اشتريتم العز بالذل وقبلتم القليل وتركتم الكثير اطعنا اليوم وأعصينا الدهر ؛ دع الحسن وما راى من الصلح واجمع اليك شيعتك من اهل الكوفة وولني وصاحبي عبيدة ابن عمرو المقدمة فلا يشعر ابن هند الا ونحن نقارعه بالسيوف .



فبين له الامام عليه السلام حقيقتا قد يكون سهى عنها لانه كان من المخلصين في قوله ودافعه الحرقة لامامه عليه السلام .



فبين له عليه السلام بانهما امامان قاما او قعدا عليهما السلام ولم يكن البيعه منهما اعتباطا ليتراجعا عنها الان ؛ بل انها كلها لمصالح ربانية عظمى مامور بها من الله سبحانه وتعالى فكيف ينقض ما ابرمه بامر من العزيز الحكيم ؛ فقال الامام الحسين مجيبا اياه :