الفصل 44
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
فكتبوا إليه:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ للحسين بن علي من سليمان بن صرد و المسيب بن نجبة و رفاعة بن شداد البجلي و حبيب بن مظاهر و شيعته المؤمنين و المسلمين من أهل الكوفة سلام عليك:
فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد:
فالحمد الله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها و غصبها فيئها و تأمر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها و استبقى شرارها و جعل مال الله دولة بين جبابرتها و أغنيائها فبعدا له كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ
وقفة
هنا ذكروا في الرسالة دواعي طلبهم لازالة الحكم الاموي والانتقام منهم فالذي قام ما قام بكل هذه المظالم هو عدوك يا
ابا عبد الله سلام الله عليه .
ثم قال في الرسالة:
انه ليس علينا امام فاقبل لعل الله ان يجمعنا بك على الحق والنعمان بن بشير في قصر الامارة لانجتمع معه في جمعه ولا جماعه ولا نخرج معه الى عيد ولو بلغنا انك قد اقبلت الينا اخرجناه حتى نلحقه بالشام ان شاء الله
تسائل :
ماذا يقصدون من قولهم في الرسالة
((انه ليس علينا امام فاقبل لعل الله ان يجمعنا بك على الحق))
يعني لو انه كان عليهم امام غير الامام الحسين عليه السلام لما دعوا الامام عليه السلام ؛ ثم بقولهم
((فاقبل لعل الله ان يجمعنا بك على الحق))
هل انهم يامرون الامام عليه السلام بالاقبال اليهم?
وهل هذا هو من ادب الماموم مع امامه؛?
اذن من الامام ومن الماموم ؛ مادام الآمر هو الماموم فهل على الامام الاطاعة لهذه الاوامر؟ .
من هنا تفهم ان الامام الحسين عليه السلام حينما قال كما في كتاب :
اللهوف ص : 64
و رويت من كتاب أصل الأحمد بن الحسين بن عمر بن بريدة الثقة و على الأصل أنه كان لمحمد بن داود القمي بالإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام قال سار محمد بن الحنفية إلى
الحسين عليه السلام في الليلة التي أراد الخروج صبيحتها عن مكة فقال :
يا أخي إن أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك و أخيك و قد خفت أن يكون حالك كحال من مضى فإن رأيت أن تقيم فإنك أعز من في الحرم و أمنعه.
فقال :
يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت .
فقال له ابن الحنفية :
فإن خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر فإنك أمنع الناس به و لا يقدر عليك . فقال:
أنظر فيما قلت؛ فلما كان في السحر ارتحل الحسين عليه السلام فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها فقال له : يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟!
قال : بلى .
قال:
فما حداك على الخروج عاجلا؟!
فقال:
أتاني رسولالله صلى الله عليه واله بعد ما فارقتك فقال:
يا حسين عليه السلام اخرج فإن الله قد شاء أن يراك قتيلا.
فقال له ابن الحنفية:
إنا لله و إنا إليه راجعون؛ فما معنى حملك هؤلاء النساء معك و أنت تخرج على مثل هذه الحال؟!
قال فقال له :
قد قال لي :
إن الله قد شاء أن يراهن سبايا
و سلم عليه و مضى. انتهى
ولذلك فان الارتباك في هذه الرسالة التي وصلت من الكوفة جدا واضحة ولا يخفى امرها على الامام الحسين عليه السلام كما تصوره بن الحنفية ؛ ولكن كيف لايجيب رسائلهم ؟
فان لم يجبهم لقالوا مدى التاريخ : لقد ارسالنا الى
الامام الحسين عليه السلام ان يُقبل علينا فلم يستجب ؛
ولو اقبل لوفينا له ؛
ثم
القضية قضية الاوامر الربانية
والامام هو من (لايسبقونه بالقول وهم بامره يعملون)
نعود لباقي الرسالة
المفضلات