شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسر
الفصل 43
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
نواصل اجتماع القوم وما قالوه في اجتماعهم بعد ان ناقشنا قول
سليمان بن صرد الخزاعي :
إن معاوية قد هلك و إن حسينا قد
(نقض على القوم)
ببيعته و قد خرج إلى مكة و أنتم شيعته و شيعة أبيه فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه و مجاهدو عدوه فاكتبوا إليه فإن خفتم الفشل و الوهن فلا تغروا الرجل في نفسه.
قالوا : لا بل نقاتل عدوه و نقتل أنفسنا دونه فاكتبوا إليه.
وقفة
من قول سليمان للقوم نفهم انه يشير الى ماضيهم الذي جرح قلب
امير المؤمنين عليه السلام ومواقفهم التي ادمت قلبه عليه السلام فكأنه ذكرهم بمواقفهم المتذبذبة وخوفهم من النكث والرجوع عن موقفهم المتصلب هذا كما قال امير المؤمنين عليه السلام في خطبته التي اوردها الكليني في كتابه شارحا حالهم بالتفصيل :
الكافي ج : 5 ص : 5
6- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ جَمِيعاً عَنْ أَبِي رَوْحٍ فَرَجِ بْنِ قُرَّةَ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ الجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَ سَوَّغَهُمْ كَرَامَةً مِنْهُ لَهُمْ وَ نِعْمَةٌ ذَخَرَهَا وَ الْجِهَادُ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَ دِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَ جُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذلِّ وَ شَمِلَهُ البَلاءُ وَ فَارَقَ الرِّضَا وَ دُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَ القَمَاءَةِ وَ ضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالأَسْدَادِ وَ أُدِيلَ الحَقُّ مِنهُ بِتضْيِيعِ الجِهَادِ وَ سِيمَ الخَسْفَ وَ مُنِعَ النَّصَفَ أَلا وَ إِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لَيْلا وَ نَهَاراً وَ سِرّاً وَ إِعْلاناً وَ قُلتُ لَكُمْ :
اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ فَوَ اللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقرِ دَارِهِمْ إِلا ذلوا فَتوَاكَلتُمْ و تخاذلتمْ حَتى شُنتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ وَ مُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الأَوْطَانُ هَذَا أَخُو غَامِدٍ
قَدْ وَرَدَتْ خَيْلهُ الأَنْبَارَ وَ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ البَكْرِيَّ وَ أَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا وَ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ وَ الأُخْرَى المُعَاهَدَةِ فَيَنتزِعُ حِجْلَهَا وَ قُلبَهَا وَ قَلائِدَهَا وَ رِعَاثهَا مَا تمْنعُ مِنهُ إِلا بِالاستِرْجَاعِ وَ الاستِرْحَامِ ثمَّ انصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلا مِنهُمْ كَلمٌ و لا أُرِيقَ لَهُ دَمٌ فَلوْ
أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ عِنْدِي بِهِ جَدِيراً
فَيَا عَجَباً عَجَباً وَ اللهِ يَمِيثُ القَلْبَ وَ يَجْلِبُ الهَمَّ مِنِ اجْتِمَاعِ هَؤُلاءِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ تَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ فَقبْحاً لَكُمْ وَ تَرَحاً حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَ لا تُغِيرُونَ وَ تُغْزَوْنَ وَ لا تَغْزُونَ وَ يُعْصَى اللهُ وَ تَرْضَوْنَ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الحَرِّ قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّةُ
القَيْظِ أَمْهِلنَا حَتَّى يُسَبَّخَ عَنا الْحَرُّ وَ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هَذِهِ صَبَارَّةُ القُرِّ أَمْهِلنَا حَتَّى يَنسَلِخَ عَنَّا الْبَرْدُ كُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَ اللهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ
وَ لا رِجَالَ حُلُومُ الأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً وَ اللهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ ذَمّاً
قَاتَلَكُمُ اللهُ لَقَدْ مَلأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَ شَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً وَ جَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ الخِذلانِ
حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ : إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَ لَكِنْ لا عِلْمَ لَهُ بِالحَرْبِ لِلَّهِ أَبُوهُمْ وَ هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وَ أَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي لَقَدْ نهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ العِشْرِينَ وَ هَا أَنَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ وَ لَكِنْ لا رَأْيَ لِمَنْ لا يُطَاعُ .انتهى.
والتاريخ اثبت ان خوف سليمان منهم كان في محله حيث تراجعوا عن كل هذه المواقف ؛ وليتهم اكتفوا بتراجعهم بل انهم شهروا السيوف بوجه من دعوه باصرار ليحتضنوه بين جفونهم .
نرجع لاجتماع القوم
المفضلات