انتظار 84


السلام عليكم
شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم


والعناعدائهم


وانا افكر بهذه الافكار واسرح وامرح في بحور همومي وصريخ ولدي واذا بولده علي يدخل للبيت واني ما احسست الا وعيوني تركض امامه لترى ما في انائه الذي اخذه ليملئه حليبا لولدي آ ههه آه


قال ولده على :


يا والدي ان الدكان مغلق ؛ فابتسم جناب الاستاذ بينما كلمة ابنه كانت كوقود اضيف على نار قلبي فاشتد لهيبه ؛ وقلت له :


استاذ استاذن منك اريد ان اذهب ابحث عن الحليب فقال لي وهو يحبذ ان يتابع موضوعه وكلماته التي استعذبها وانا سالك في غير واديه ولم افهم من كلماته ما يـأديه .


ولما خرجت ام مهدي وولدي على يديها فصرخت :


هل اقترضت من استاذك ؟!


فقلت لا


قالت ولماذا ؟!


فقلت لها كنت اتوقع انك ستقترضين من زوجته .


قالت لم تكن زوجته في البيت وكنت جالسا لوحدي .


فتعجبت من استاذي حيث لم يخبرني بعدم وجود زوجته وكل هذه المدة وام مهدي جالسة لوحدها وهو مستانس بحديثه معي فعرفت ان العلم ليس هو كل شيئ لذلك قال الله تعالى عن العلماء الغير عاملين بعلمهم من علماء بني اسرائيل

مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ (5)
وقال تعالى عن عالم بني اسرائيل الذي لم يعمل بعلمه :
وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوينَ (175)
وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)

فليس العلم حمله بل العلم العمل به ومن اهم ما وصى به الدين الاهتمام بامور المسلمين؛ فلما وجدني استاذي مضطربا للحليب واتوسل اليه بلهفة لشرائه كنت اتوقع انه يسئلني هل لديك مال تشتري به الحليب؟


ويتوجع لبكاء ابني كتوجعي له ثم كان ينبغي له ان يخبرني بعدم وجود اهله في البيت ؛ ولكن و الحمد لله اثرت هذه المواقف على فهمي وادراكي الاجتماعي


ففي يوم من الايام وانا جالس في دكاني واذا بصاحبنا الدكتور المتمتع الذي ذكرته في اول ذكرياتي جاء للدكان وسلم وجلس وكنت اتحدث معه ؛ شاهدت جلسته غير طبيعية لاني كنت احادثه وهو يبتسم نصف ابتسامه ويجعل رجله على الاخرى لكن بسرعه غير طبيعيه فقطعت كلامي وسالته حبيبي ارجوك اخبرني بواقع الحال هل تحتاج شيئا من مال او غيره ؟! فضحك وكانها غدة انفجرت . وقال اي والله ان امكن ان تقرضني كذا مبلغا من المال فشكرت الله تعالى بان تلك المواقف صقلتني ؛


و على اي حال فخرجنا من البيت ولم املك الا اجرة حملنا الى الحرم الشريف ومن هناك نتمشي الى البيت وما ان صعدنا في السيارة الا و