الاستاذ/ ميثم الجشي
لا أحد منا يستطيع أن يصف شعور من سجن ما يقارب العشر سنوات بلامحاكمة أو تهمة واضحة، لسبب بسيط وهو أننا لم نعاني هذه المعاناة الصعبة، وهذهالتجربة القاسية، تسعة من أبناء الشيعة خلف القضبان، ولم نقرأ أو نسمع بأي تصريحرسمي يوضح لنا سبب سجنهم إلى الآن.
من الطبيعي أن هذا المقال ليس هو من سيفكأسر إخوتنا التسعة، ولكنه حوار مع النفس بصوت عال، إنها حريتهم أيها القارئ، وكم هوصعب أن تحرم الإنسان من حريته لمجرد فكر يعتنقه لا يضر غيره، وفي نفس الوقت نجد أنأصحاب الفكر الإقصائي التكفيري يعفى عنهم وهم من شق عصا الطاعة على الدولة، سؤالبديهي ليس بذهني فقط، بل بأذهانكم كلكم، فهل هناك اختلاف في المواطنة بين أحد منهؤلاء ومن أعفي عنهم؟ أم هل أن الضغط الذي يمارسه هذا التيار يعمل بشكل كافٍ لدعمأتباعه حتى و إن كانوا مجرمين قاتلين، و أنا هنا لا أطالب بأن يكون هناك وزير شيعي،أو وكيل وزارة، أو حتى محافظ لا سمح الله، أنا هنا أطالب كل ذي قلب رحيم، بل كلإنسان بأن يمد يد العون لهؤلاء التسعة لينتشلهم من محنتهم الطويلة، فلو كانوامحكومين لهان الأمر، لأننا سنعرف متى سيفرج عنهم، وما هو ذنبهم، أما بهذا الشكل فهميقتلون في اليوم ألف مرة، وكأنهم في نفق مظلم بدأ ويأبى أن ينتهي.
إنني هنالا أطالب الوجهاء أو الأعيان بالعمل على فك أسر السجناء التسعة، فقد يكونوا حاولواولم يوفقوا، أو لم يحاولوا وهذا شأنهم، ولكني أتوجه مباشرة إلى الله عز وجل وأدعوهبأن يفك أسرهم ويردهم إلى عوائلهم سالمين، وأتوجه إلى كل الناس، فأضعف الإيمان أننقرأ بظَهر كل صلاة من ليلة الجمعة من كل أسبوع دعاء فك الكرب، ودعاء الفرج، ونطلبونتضرع إلى الله بأن يرحمنا ويرحمهم، وما خاب من تمسك بالدعاء، والتوسل بأهل البيتعليهم السلام، فقد سئمنا من الطلب والمطالبة بدون جدوى أو نتيجة أوحتى جوابواضح.
أقول هذا وفي نفس الوقت أقول أيضاً أننا كشيعة سنظل مخلصين لأرضناووطننا مهما جرى علينا، سنظل نبني هذا البلد كما فعل آبائنا في أرامكو، فهنا زُرعناكالنخيل، وسنظل واقفين مثل النخيل، وإن متنا سنظل واقفين مثل النخيل، بل وسنعطيرطباً حتى بعد مماتنا، لأننا من هذه الأرض، هي أمنا وإليها سنعود لنتحول نفطاًلنعطي ونعطي ونعطي رغم الألم.
المفضلات