بسمه تعالى
افسحوا لي مجال أحبتي فقد راقت لي صور هذا الحيوان الأليف الذي تمنيت في يوم من الأيام أن يكون لي قطاً قد عثرت عليه فجأة وهو ضال وتائه وقد أخذتني الشفقة به فالتقطته من قارعة الطريق ووضعته بداخل أحضاني ولم أعبأ بأوساخه فقد كان مغبر الوجه وممتلئ ببعض الأتربة إلا أنني أحببته من النظرة الأولى فانتشلته كما قلت لكم ورافقته إلى البيت ولا تقولوا عني مغفل فلقد كانت أياماً بريئة وطفولة أكثر براءة فدخلت به البيت خلسة دون أن تشعر أمي ونزعت ثيابي وألقيت بنفسي بداخل الحمام وقد كان حمامنا من الطراز القديم حيث يمكننا ملئه والعوم فيه وقد كان مبنياً من الأسمنت وليس مثل حمامات الجاكوزي الحديثة ، ولا أريد الاطالة عليكم فقد سبحت مع القط بدون مايوه فصببت عليه الماء الساخن وغمرت جسمه بالصابون والشامبوا ودعكت جسمه لأعيد بريقه وبالفعل تلاشت كل الأوساخ من جسمه وعاد جميلاً وما أن انتهينا من الدوش وخرجنا من الحمام وصعدنا إلى سطح البيت لكي نجفف جسمنا وكل ذلك حصل دون أن يشعر بي يعني بالسكتة !!
وقد التصق بي الهر عن دون من هو في البيت حتى شعرت أمي أن هناك فعلاً خاطئاً يجب أن لا يستمر فوبختني وقالت لي يا يوم سعيد ألقي بالقط خارج البيت وإلا ألقيتك معه خارجاً !! قلت لها يا والدتي العزيزة ارأفي بحالي وحاله فأنا أحب القطط وقد كسر خاطري هذا القط التائه فألقيت به عنوة وقد كان ذلك الوقت ليلاً .. !!
وفي صباح اليوم التالي تعمدت الاستيقاظ مبكراً حتى أتمشى به في أزقتنا ومزارعنا وبعد أن شعرت بالتعب عدت به إلى البيت ولكن عاودت أمي بالصراخ عليّ وألقته خارج البيت بدون رحمة !! فقالت لي يا إبني إن هذا القط نجس ويكره وجوده في البيت لأنه يلوث أطعمتنا وربما يلامس جسمه وشعره أجسامنا فيبطل وضوئنا .. !!
تمنيت وقتها لو كان هذا القط طاهر لأسكنه حدقة عيني وليس فراشي ؟؟!!
تمنيت لو كان طاهراً .. !!
ولكن ما لي في الطيب نصيب ؟؟!!!
تحياتي وعذراً على الإطالة
يوم سعيد
رد مع اقتباس
المفضلات