فرفعت رحاب رأسها نحو حسنات وهي لا تكاد تصدق ما تسمع ثم قالت : أنا ؟ أنا التي تحملت الآلام أم أنتِ التي حملتك الآلام يا حسنات ؟!
فردت حسنات تقول : ولكن آلامي هانت لدي عندما عرفت أنها كانت الطريق الغير المباشر لهدايتك ولهذا فأنا الآن أشعر بالسعادة مضاعفة لأنني حصلت على أخت صالحة وزوج صالح...
قالت رحاب : وهل سوف تغفرين لي خيانتي يا حسنات ؟
قالت : نعم وسوف أنساها لعمق فرحتي بك وبإيمانك وبعودة مصطفى إلي وهاك هذه القبلة كدليل على اخوتي التي لم تتغير ولم تتبدل ، ثم طبعت على جبين أختها قبلة حب صادقة ثم جلست إلى جوارها وصورة مصطفى ما زالت بيدها وهي تتطلع إليها بين حين وحين فقالت رحاب : أنظري كم هو جميل بالاضافة إلى باقي ما يميزه ؟
فابتسمت حسنات وقالت : أن الجمال لا يهمني كما تهمني الشخصية والايمان ، أنا لم أفكر يوماً في جماله وعدمه ولكن طالما فكرت في سلوكه وسيرته.
مرت الأيام وقد عادت إلى حسنات إشراقتها وعادت من جديد تنسج تصوراتها لحياتها القادمة ، وكانت خلال ذلك تحاول أن تهب رحاب مزيداً من الحب والحنان والاهتمام لكي تبعد عنها كل شائبة ، وبعد مضي أكثر من ثلاثة أسابيع حيث كانتا تجلسان معاً في غرفة رحاب دخلت عليهما الخادمة تحمل بيدها رسالتين ، ولم تمد إحداهما يدها نحو الرسائل ، وكان كل منهما كانت تنتظر المبادرة من أختها ولهذا فقد وضعت الخادمة الرسائل أمامهما وانصرفت ، وتطلعت عيونهما نحو الرسالتين وقالتا بصوت واحد : انهما من مصطفى ، وكانت احداهما موجهة إلى حسنات والأخرى إلى رحاب ، وكأن رحاب خشيت أن تفتح رسالتها لجهلها بمحتواها ، ولكن حسنات شجعتها قائلة : سوف لن أفتح رسالتي حتى تفتحي رسالتك يا رحاب أنني أخمن أن تكون رسالة مريحة لك يا عزيزتي . ففتحتا رسالتيهما معاً ، فأما رحاب فقد وجدت رسالتها كما يلي :

يتبع..