أتمت رحاب كتابة الرسالة وكتبت العنوان على الغلاف ثم ارتدت ملابس الحجاب التي أهدتها إليها حسنات ووضعت الرسالة في حقيبتها اليدوية وذهبت إلى غرفة حسنات فطرقت الباب دون أن تدخل ففتحته لها حسنات فوجدتها بملابس الحجاب فهتفت تقول : الله ما أروعك بهذا اللباس يا رحاب تعالي وتطلعي إلى مظهرك المحتشم المحترم في المرآة...
قالت رحاب : كلا فأن لدي مهمة مقدسة علي أن أنجزها في أسرع وقت وقد بدأت بارتداء الحجاب مع انجازها...
قالت حسنات : وهل سوف تتأخرين في الخارج يا رحاب ؟
قالت رحاب : كلا فان علي أن أعود سريعاً وسوف أعود اليك فانتظرينني يا حسنات ... قالت هذا وذهبت تاركة حسنات نهباً للحيرة والفكر.
أبردت رحاب رسالتها إلى مصطفى وعادت الى البيت ، فخلعت حجابها وتوجهت إلى غرفة حسنات فهي تريد أن تعترف لها بكل شيء ، يكفي ما كلفتها من آلام ، وكانت كلما مشت خطوة عادت فوقفت حائرة كيف سوف تبدأ ؟ ماذا سوف تقول ؟ ما هي ردود الفعل عند حسنات ؟ لا أنها سوف تنقم عليها بشدة ، لا شك أنها وعلى الأقل سوف تعاقبها بقساوة ، وخشيت أن تجبن عن الاعتراف فاندفعت نحو غرفة حسنات بخطوات ثابتة وهي تقول : ليس لي أن أخشى شيئاً ما دمت أؤدي عملاً يرضي الله ، وكانت حسنات تنتظر أختها بشيء من القلق ، ولهذا فقد تطلعت إليها بلهفة وجلست أمامها تنتظر ، فكان أول عمل قامت به رحاب أن أخرجت من حقيبتها صورة مصطفى ومقدمتها إلى حسنات ، فأخذتها حسنات واستغربت الأمر فأدرات الصورة لترى ما كتب خلفها فوجدت كلمات اهداء غذبة موجهة نحوها وموقعة باسم مصطفى ! فعلت وجهها صفرة باهتة أعقبتها حمرة ثم ورفعت وجهها إلى رحاب قائلة : متى وصلت هذه الصورة يا رحاب ؟
قالت رحاب وصوتها يكاد يعود إلى الأعماق : لاحظي التاريخ يا حسنات ...
فألقت حسنات نظرة على التاريخ ثم قالت : ماذا ؟ أن تاريخها يعود إلى ما قبل سبعة أشهر فأين كانت كل هذه المدة يا رحاب ؟
قالت رحاب : أنها كانت عندي يا حسنات ألم أقل لك بأنني مجرمة ؟ ألم أقل لك بأنني لا أستحق منك الحب والحنان ؟
قالت حسنات : كلا ، كلا أنا لا أسمح لك بهذا الكلام يا أختاه ولكن حدثيني بحديث الصورة إن سمحت يا أختاه ...
قالت رحاب : أنا ما قدمت اليك إلا لأحدثك حديث هذه الصورة يا حسنات ولك بعد حديثي أن تعاملينني بما تريدين ، ثم بدأت تحدثها بكل شيء وكانت حسنات تستمع إليها بكل هدوء الشيء الذي أعجب رحاب وشجعها على متابعة الاعتراف ، وما أن انتهت من حديثها حتى أطرقت تنتظر الحكم ... فقامت إليها حسنات وقبلتها بحنان قائلة : بنفسي أنتِ يا أختي لكم تحملتِ من آلام ؟


يتبع..