تشخيص الإعاقة العقلية
تتكون عملية تشخيص وتحديد الإعاقة العقلية - حسب الجمعية الأمريكية للإعاقة العقلية AAMR - من ثلاث خطوات، كما تشتمل على وصف لأنظمة الدعم التي يحتاجها الشخص من أجل التغلب على مشكلات التأقلم.
الخطوة الأولى من خطوات التشخيص:
هي أن يقوم شخص مؤهل بعمل اختبار أو أكثر من اختبارات الذكاء القياسية، وكذلك يتم اختبار مهارات التأقلم باستخدام أحد الاختبارات القياسية.
الخطوة الثانية:
تشمل القيام بوصف مواطن القوة والضعف في الشخص من ناحية الأمور الأربعة التالية:
مهارات الذكاء، ومهارات التأقلم.
الاعتبارات النفسية والعاطفية.
الاعتبارات البدنية والصحية، والمتعلقة بأسباب الإعاقة.
الاعتبارات المتعلقة بالبيئة المحيطة.
ويمكن تحديد نقاط القوة والضعف من خلال الاختبارات الرسمية، والملاحظة، ومقابلة أفراد الأسرة أو الأشخاص المهمين في حياة الطفل (المدرسين مثلاً)، ومقابلة الطفل والتحدث إليه، مشاركته في أنشطته اليومية، أو من خلال المزج بين هذه الطرق جميعاً.
الخطوة الثالثة:
تتطلب وجود فريق عمل من عدة تخصصات لتحديد ماهية الدعم المطلوب في المجالات الأربع المذكورة أعلاه. حيث يتم تحديد كل دعم مطلوب ودرجة هذا الدعم: إما بصورة متقطعة، أو محدودة، أو طويلة، أو بصورة دائمة ومنتشرة.
فالدعم المنقطع هو عبارة عن دعم "كلما اقتضت الحاجة"، مثل الدعم المطلوب من أجل أن يجد الشخص المعاق عمل جديد في حالة فقدان عمله السابق. وقد تكون هناك حاجة إلى الدعم المنقطع من فترة إلى أخرى، وعلى مدى فترات مختلفة من حياة الشخص، ولكن ليس على أساس يومي مستمر.
أما الدعم المحدود فقد يكون لفترة زمنية معينة مثل أن يكون أثناء الانتقال من الدراسة إلى العمل أو أثناء التدريب استعداداً للعمل. ويكون هذا الدعم مرتبطاً بفترة زمنية محددة وكافية لتوفير الدعم المناسب للشخص.
أما الدعم طويل المدى في ناحية من نواحي الحياة فهو عبارة عن مساعدة يحتاجها الشخص بشكل يومي وغير مرتبطة بوقت محدد. وقد يشمل ذلك مساعدته في المنزل/ أو العمل. وعادة لا يكون الدعم المنقطع، أو المحدود، أو طويل المدى في كل نواحي الحياة اليومية للشخص ذي الإعاقة العقلية.
أما الدعم المنتشر فعبارة عن دعم دائم وفي مجالات متعددة وبيئات مختلفة، وقد يشمل إجراءات متعلقة بتسيير الحياة اليومية لهذا الشخص. ويحتاج الشخص الذي يقع تحت هذه الفئة من الدعم إلى المساعدة بشكل يومي وفي جميع مجالات الحياة.
العدوان عند المعاقين عقليًا وكيف نتعامل معهم؟
العدوان في الدراسة النفسية الاجتماعية هو استجابة عنيفة فيها إصرار للتغلـب على العقبات من أي نوع سواء كانت بشرية أو ماديه مادامت تقف في طريق تحقيق الرغبات.
وهذا يؤكد لنا إن السلوك العدواني ليس هدفاَ بذاته بل وسيلة وقد بكون العدوان في مواجهة عدوان أخر.
التدمير والمنازعة والمشاكسة وضرب الآخرين :
وللعدوان درجاته المتصاعدة في سلم الأذى حيث يبدأ من هجوم اندفاعي لإيقاف فرد مهاجم ثم تدمير وتخريب ثم إصابة بجروح إلى عنف أشد.
يظهر ضعاف العقول تصرفات شاذة منذ صغر سنهم. حيث يعتري الأمهات قلق بالغ حينما يبلغ طفلهن السنوات الأولى ويبدأ في مقاومة جميع المحاولات المبذولة لتعليمة أو تقويمية، فيبدو دائماَ وكأنه يريد أن يفعل عكس ما يقال له تماماَ.
معظم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يبدو عليهم الميل للعدوان، وبخاصة إذا كانوا من الصبيان، ويكون الاحتكاك بالآخرين حتمياَ وطبيعياَ، وكذلك ضرب الآخرين بدون مبرر، وتزداد هذه الظاهرة عند التعب، الجوع، الملل، الشعور بفقدان الأمن ولفت الانتباه.
ولا ننصح بضرب هذه الفئة من الأطفال إذا ما اعتدى على طفل أخر بالضرب لأن ضربه يزيد شعوره بفقدان الأمن ويجب أن نتذكر أن هذا الشعور كامن في عقله الباطن وأن ميلة للعدوان ليس مقصوداَ لذاته ولا حيلة له فيه.
وقد يكون الضرب وغيره من أشكال السلوك العدواني الناتج عن التقليد والمحاكاة، وربما محاكاة أحد الوالدين، فالوالد الذي يكثر من ضرب أبنه عند الغضب يجب أن يتوقع أن ابنه يضرب الآخرين عند الغضب.
أما ميل الطفل المعاق إلى التدمير فان أسبابه تشبه إلى حد كبير ضرب الأطفال الآخرين أو منازعاتهم بالإضافة إلى نقص خبرة الطفل وتجربته في الإمساك بالأشياء القابلة للكسر وهو بطبيعة الحال لا يقدر قيمتها ولا يستطيع أن يتبين نتيجة فعلته.
ويبدو أن الميل المتعمد لتحطيم الأشياء لدى الطفل المعاق يرجع في العادة إلى الشعور بالرغبة في المعارضة، القلق، الغيرة، ولأنهم لا يفهمون ما يفعلونه.
كيف نعالج فكرة التدمير والمنازعة والمشاكسة وضرب الآخرين:
من الضروري أن يعمل الوالدين على إزالة كافة أسباب الشعور بفقد الأمن للطفل المعاق عقلياَ.
لابد من بذل الجهد لإشعار الطفل بأنه محبوب ومرغوب فيه وموضع اهتمام من قبل الوالدين خاصة الأهل والمجتمع عامة.
لابد من أن يشعر الطفل المعاق بأن له مكانه في البيت ويفضل أن يوجه إليه كثير من الثناء والتشجيع ليكف عن لفت الأنظار إليه.
ينبغي إتاحة الفرصة للطفل للتنفيس عن طاقاته بتوفير الألعاب التي تحتوي على أجزاء كثيرة كعدة النجارة وغيرها من التي تحتاج إلي جهد عضلي ولعبه في الهواء الطلق يساعد على التنفيس عن ميوله العدوانية.
إبعاد الطفل عن الأشياء التي يمكن أن يسهل تحطيمها، وإذا تعمد الطفل تحطيم اللعبة فأننا نبعدها عنه ونخفيها لبضعة أسابيع وسنلاحظ أنة يفرح عند رؤيتها من جديد.
قد يكون العامل الجسمي سبباً في حالة الهيجان العدواني وذلك في حالة وجود عاهة أو نقص حسي أو ضعف عصبي في السيطرة على النفس فينبغي إنسانياَ وخلقياَ احترام ذوي العاهات وخدمتهم وتقدير شعورهم الحساس. فكم أفاد أمثال هؤلاء أنفسهم ومجتمعهم في كثير من مجالات الحياة.
[..أمنياتي لهم بكل خير وابدع والتوفيق باذنه تعالى..]
يتبع لوحآاات للمبدعين منهم
سلامي
المفضلات