((((((((((تجلي العصمه في الواقع الانساني)))))))))))
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
ان الانسان لايمكن ان يتفاعل مع اي حدث بما يناسب ذلك الموقف مالم يتصور نفسه وكانه هو صاحب الموقف ؛ فحينئذ قد يفهم ما عانا صاحب القضيه 0
فقضايا كربلاء نسمعها ولكن لم يكن تفاعلنا معها مهما تصورنا اننا ادينا حقها بالشكل الذي هو واقع وكاننا في الميدان نعاني ما يتحملون 0
نود ان وفقنا الله سبحانه ان ننقلكم الى ميدان المعركه بحيث تكون انت و30 الف سيف ورمح كلها تريد ان تنالك بانيابها المسمومه ؛ وصريخ الاطفال واستغاثتهم للعطش الذي اذاب اكبادهم يملئ اذنيك ويقرح قلبك والطريق امامك مغلق الا طريقا واحدا وهو ان تسقي الارض بدمك عساها ان تسقيهم الماء ؛ لننظر ما هو موقفنا معهم والامام الحسين عليه السلام ينتظر ان تشرق شجاعتك
امام الاعداء ليباهي بنا الاجيال قائلا ما اعلم اصحابا كاصحابي 0
لا اعلم ان نادتك طفلتك وهي ربة الادب وربيبة العصمه وهي مكلومة الفؤاد من العطش ومقلتيها الحمراوين تتفجر من اليبس خاليتا من الدموع وهي تناديك اباه الى اين ذاهب اراك تتركني ؛ متوحشتا من فراقك انا عطشانه لحنانك الابوي قبل رحمة الماء الجاري ؛ تعال يا ابه انزل من ظهر جوادك لارتشف مرتا اخرى من حنانك ذكرني يا ابه بليالينا التي كنت تسامرنا وتتحدث لنا عن جدنا الرسول صلى الله عليه واله وحنانه بالامه ؛تعال يا اباه وانزل عن ذي الجناح واجلسني في احضان الرساله التي هي روضة من رياض الجنة للايتام يا ابه
اليس فعلت هذا بابنت مسلم ابن عقيل حين سمعت باستشهاد ابيها ومسحت يد الامامه على راسها ؛فسليتها لان يدك يد الله الرحمه تتجلى فيها اسم الله الاعظم فهدئت ؛ والان تعال وامسح بتلك اليد المباركه على راسي ؛ لاني يتيمة الحسين عليه السلام عن قريب يا ابه 0
اخذت تقبل يديه ورجليه وهو يمسح دموعه بكمه
الله اكبر والحسين بتلك الحاله التي يعجز اي رسام او اديب عن تصورها او رسمها الا ان يظهر ولده الحجه فينبانا باخبارها اولاده كلهم شهداء مقطعين وشفاههم من العطش متفطره واكبادهم ذائبه والاصحاب كلهم بالدماء مرملين يتمنون لو كان لهم روح اخر لينصروا امامهم ولكن اه اه
والعيال يصرخون من الفراق والعطش والجوع يخفوه لانهم سادات الناس ومنبع الكرم فيعيبوا على انفسهم ان يذكروا الجوع ؛ واماالسهر فحدث ولا حرج قد اقرح جفونهم ؛ ولحظة الوداع المر وكل هذا وهذه الطفله تطلب من ابيها ان يحتضنها ويلاطفها علها ترتوي لمستقبل يتمها من ابيها 0
ولكن الرحمه الرحمه واي رحمه رحمة الامامه تجلت باي اشراق ؛ الله اكبر نزل الحسين وبكى وبكى حتى ادهش من البكاء ولبى مرادها وودعها انا لله وانا اليه راجعون0
المفضلات