لقاء يحكي معاناة أم.. مع إعاقة طفلتها

[ناصر الجوادي]

لقاء يحكي معاناة أم.. مع إعاقة طفلتها

« إعداد وحوار يسرى هاني الزاير » - 9 / 9 / 2008م - 6:04 م



هناك العديد من الأمهات اللاتي شاء الله سبحانه وتعالى أن يرزقهن بأطفال معاقين، وتتفاوت تلك ألإعاقات من حيث درجة حدتها ومنها الإعاقات العقلية المختلفة، التي تسبب للأم حالة نفسية صعبة جداَ، عندها تكون في حاجة ماسة لدعم معنوي وعاطفي من الأقارب والمجتمع، والكلمة الطيبة هنا تعني الكثير لاسيما عندما تكون نابعة من القلب مع ابتسامة رقيقة صادقة.
ونحن هنا نحاور أم تعاني مع طفل معاق إعاقة عقلية وجسدية شديدة تفضلت علينا بإجراء هذا الحوار بهدف أنها قد تفيد من يعانين نفس الحالة ولعلهن يستفدن من تجربتها المريرة ويتخطين بعض الأخطاء التي وقعت فيها على حد تعبيرها.
• هل تعرفينا بنفسك عزيزتي؟
- ألاسم: أم أحمد
- العمل: ربة منزل
- المؤهل العلمي: جامعية.
• كم يبلغ عمر الطفل؟ متى بدأ المرض؟
- العمر 15 سنة بدأ المرض منذ الولادة وهي أنثى.
• ما هي الحالة المرضية؟
- تخلف عقلي شديد.
• ماذا أخبرك الأطباء عن سبب المرض؟
- بداية الولادة لم يخبرني طبيب الأطفال أن هناك أي مشكلة وكانت الولادة طبيعية وأتممت الأشهر التسعة دون أي متاعب.بعد الخروج من المستشفى لاحظت أنها تعاني أبو صفار وأستمر لمدة شهرين وفي هذه الفترة شعرت أن هناك مشكلة ما. تحدثت مع عمها وهو طبيب فنصحنا بالتوجه الى المستشفى لإجراء فحوصات، ذهبنا بها وكانت نتائج الفحوصات والتحاليل سليمة،لاحظت استمرارية بطئ النمو والاستجابة وأستمر طوال السنة الأولى،لما أتمت العام الأول التطور الوحيد كان الجلوس فقط وعدم ألاستجابة بتاتاَ الى أي صوت أو أي مؤثر آخر ومازال الحال على ما هو وهي ألان في عمر 15.
• متى وكيف عرفتِ أنها تعاني من مشكلة كبيرة؟
- عندما أكملت العام ذهبت بها الى العيادة حيث عاينتها طبيبة الأطفال وأخبرتني أنها تعاني من ثقب في القلب، ولم تصارحني بحالتها العقلية إلا عندما سألتها ولماذا هي مختلفة عن أخاها البكر الذي يكبرها بقليل، عندها أجابت أنها تعتقد بوجود إعاقة عقلية، وبما أنها غير مختصة في هذا المجال لا تستطيع أخباري بالمزيد، فحولتها لطبيب الأعصاب، وهو الذي أكد وجود مشكلة مستعصية.
• كيف تلقيتما الخبر؟
- تلقيته بصبر وإيمان بقضاء الله وقدره، وزوجي أيضاَ كان الحمد لله من الصابرين. ثم بدأ مشوار العلاج والتحويلات المستمر عبر أقسام العيادات وأستمر هذا الحال لمدة 6 سنوات متواصلة.
• ما أول شيء تبادر إلى ذهنك؟
- لو علمت بهذه المشكلة قبل الولادة لكان اختياري الإجهاض، فقد كانت غلطتي الكبيرة هي إنني لم أراجع مواعيدي الروتينية طوال فترة الحمل حيث كنت منشغلة بتربية أخاها حيث حملت بها ومازال رضيع.
• ما الدعم المعنوي الذي تلقيته كأسرة تعاني من وضع صعب ومفاجئ ومن أي جهة؟
- لم أجد مع الأسف أي دعم من أي جهة، بل زاد الطين بلة حيث أن المجتمع وخاصة الأقارب، كنت أواجه ضغوط نفسية وإحباط معنوي شديد بسبب نظرة الشفقة حينا والكلام القاسي أكثر الأحيان. وكلام الأسى والشفقة والذي لاستطيع أحد تقديم أكثر لكنني في غنى عنه فكثرة الشفقة وتكرار الكلام يحبط، فكلام مثل الله يعينك، الله أرحم بعباده، المؤمن مبتلى، الصابر الله يعوضه خير.. الخ، لم أكن بحاجة لمثل هذا الكلام فأنا صابرة وحامدة لكل ما أعطاني ربي، أنما كنت أتوقع منهم أقل شئ تقبلهم للطفلة وحالتها المرضية وعدم مقارنتها بالأطفال الأصحاء.
• هل فكرتي إدخالها دار إيواء ولماذا؟ وهل هذه الدور متوفرة؟
- نعم وجربت بالفعل في دار تناسب حالتها مثل دار الرعاية النهارية، عزيزتي من أسم الدار أفهم إنها تستقبل الحالات في الفترة النهارية فقط.

• وهل هذا كافي بالنسبة لك؟
- بالطبع غير كافي ولكن هذا المتاح فقط. كنت أمل بوجود مراكز حكومية مختصة حيث أطمئن على طفلتي هناك طوال الأسبوع على أن أصطحبها معي للمنزل في الأجازة الأسبوعية.
• ماهو وضع باقي أطفال الأسرة وكيف تعاملهم وتأثرهم بالوضع؟
- طبعاَ لو لدينا دار إيواء تستقبلها طوال الأسبوع لكنت في حالة استقرار معنوي أكبر بكثير، ولكان لدي وقت كافي للتفرغ لإخوانها ولنفسي فكنت سأركز على أطفالي من حيث متابعة دروسهم واحتياجاتهم اليومية واحتياجاتي الخاصة طوال الأسبوع، وفي الأجازة الأسبوعية يحتل الأب مهمة الأولاد وأنا أتفرغ للطفلة المريضة.
• الحالة النفسية التي عانيتها هل بسبب المشكلة لذاتها أم الجو المحيط؟
- المشكلة طبعاَ وبالنسبة للمجتمع جربت الخروج معها فكان الوضع غريب فنظرات الناس غريبة جداَ وسلوكهم أغرب الى درجة أن الأطفال يسيرون خلفنا وكأننا من عالم أخر، فأندم على الخروج معها. وأقارن هذا مع خروجي معها في بلد أوربي كنت في زيارة له فاخرج معها ولا أحسَ بحرج أعامل بشكل عادي جداَ والطفلة كذلك.
• هل تحدثي أحد بمعاناتك ما قد يخفف عليك الضغط النفسي؟
- نعم أتحدث مع الأشخاص الجديرين بالثقة، الذين أشعر بارتياح معهم ويستطيعون التخفيف عني، صحيح أنه مجرد حديث لكنه يخفف عني الكثير.

• مع مرور الوقت هل صغرت المعاناة أم كبرت؟
- بالطبع كبرت، مع مرور الوقت جاء الخوف من تغير فسيولوجي وبداء مشوار جديد ومعاناة أخرى.
• ماذا تنصحين الأمهات ممن يعانين من هذه المشكلة؟
- أنصح بالصبر والمرونة والتحمل وأسال المولى القدير أن يخفف على الجميع، كما أنصح بمتابعة الحمل وعدم إهمال المواعيد الروتينية.
• هل تأثرت حياتك الزوجية وكيف؟
- طبعاَ تأثرت كثيراَ كما أصبح لدي خوف من الحمل مجدداَ. وعندما حملت أحسست بخوف شديد، ودفعتني التجربة السابقة بمتابعة الحمل وعدم تفويت المراجعات الروتينية. وبالنسبة للحالة العاطفية أصبح هناك فتور عاطفي أرجعه ربما لخوفي من الحمل مجدداَ. ولكن مساندة الزوج وتفهمه خفف الكثير الى أن رجعة الأمور لطبيعتها.
• أخيراَ ما هي في رأيك الحلول أو المطلوب من قبل المسؤلين والمجتمع للتخفيف من معاناة الكثير من الأمهات والأسر؟
- إقامة مراكز مختصة لهذا النوع من الإعاقات وتفاعل المجتمع بنظرة موضوعية متفهمة، ومطالبة المؤسسات الحكومية والأهلية إنشاء دور خاصة وزيادة عددها لتلبي حاجة المجتمع فا الموجود غير كافي.
عزيزتي أم أحمد شكر جزيل لك لهذا الحوار الصادق النابع من قلب المعاناة وأهنئك على هذا الأيمان القوي بقضاء الله وقدره والله يعينك ويعين كل أم تعاني وإن شاء الله كل هذا في ميزان حسناتك.
لكِ مني كل تقدير واحترام.
المحررة: أدعو للتفاعل مع هذه القصة الواقعية المؤلمة بحيث توقظ فينا مشاعر التعاطف والرحمة التي تراجعت بسبب تطور الحياة السريعة وانشغال الكل في محيط أسرته الصغيرة وتلبية احتياجاتها وحل مشكلاتها. باستطاعتنا هنا أن نقدم أبسط شئ ألا وهو الكلمة الطيبة الصادقة وربي ينعم على الجميع بالصحة والعافية.

منقووووووووول

[ملاك الورد ..~]

السلام عليكم اخوي
جزيل الشكر لك اخي الكريم لما نقلته لنا
كوني ام تعاني مشكلة مشابهة لمشكلة الاخت أم احمد
وما يزيد الطين بله هو نظرة المجتمع للطفل المعاق
وكيف يصبح منبوذ وكلما كبر كلما ازداد الوضع سوءا
لا نريد اعانة مالية للمعاقين
ولكننا نريد مركز تقيمها الدولة لرعايتهم والاهتمام بهم
وهذا واجب الدولة تجاه هذه الفئة
جربت ووضعت طفلي في مركز الرعاية النهارية في الناصرة ولكن الوضع ازداد سوءا
حيث ان المركز كبناء غير مؤهل بالمرة
كذلك الاختبارات النفسية والعقلية غير كافية فالتصنيفات ايضا غير دقيقة
اكرر شكري وتقديري لك

[ناصر الجوادي]

السلام عليكم اخوي
جزيل الشكر لك اخي الكريم لما نقلته لنا
كوني ام تعاني مشكلة مشابهة لمشكلة الاخت أم احمد
وما يزيد الطين بله هو نظرة المجتمع للطفل المعاق
وكيف يصبح منبوذ وكلما كبر كلما ازداد الوضع سوءا
لا نريد اعانة مالية للمعاقين
ولكننا نريد مركز تقيمها الدولة لرعايتهم والاهتمام بهم
وهذا واجب الدولة تجاه هذه الفئة
جربت ووضعت طفلي في مركز الرعاية النهارية في الناصرة ولكن الوضع ازداد سوءا
حيث ان المركز كبناء غير مؤهل بالمرة
كذلك الاختبارات النفسية والعقلية غير كافية فالتصنيفات ايضا غير دقيقة
اكرر شكري وتقديري لك

لاشكر على واجب
أختي نوارة الدنيا
وأنتِ كما وسمتِ نفسك ب(نوارة)
جعل الله ابنك نورًا يسقي الظمأ
ونورًا يهدي المضلين
بلدنا مع الأسف الشديد
لا يعير اهتمامًا لهذه الفئة
ولكن هذا ليس مبررًا
لأبناء المجتمع
الذي يوجد به
الأموال الطائلة
تجار-أخماس-تبرعات....
بالإضافة إلى المختصين
فمن يسمع؟
ومن يعي ؟
ومن يتعقل؟