الفصل57
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
من كنت مولاه فهذا على مولاه
واما الرواية الثانية
بحارالأنوار 24
الإحتجاج:
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ أَتَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام فَقَالَ:
جِئْتُكَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام أَ لَسْتَ فَقِيهَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟؟
قَالَ:
قَدْ يُقَالُ ذَلِكَ!
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام:
هَلْ بِالْبَصْرَةِ أَحَدٌ تَأْخُذُ عَنْهُ؟؟
قَالَ :
لَا.
قَالَ:
فَجَمِيعُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يَأْخُذُونَ عَنْكَ؟؟
قَالَ:
نَعَمْ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام:
سُبْحَانَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَلَّدْتَ عَظِيماً مِنَ الْأَمْرِ بَلَغَنِي عَنْكَ أَمْرٌ فَمَا أَدْرِي أَ كَذَاكَ أَنْتَ أَمْ يُكْذَبُ عَلَيْكَ؟؟!!
قَالَ:
مَا هُوَ؟؟
قَالَ:
زَعَمُوا أَنَّكَ تَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعِبَادَ فَفَوَّضَ إِلَيْهِمْ أُمُورَهُمْ؟!
قَالَ :
فَسَكَتَ الْحَسَنُ فَقَالَ:
أَ فَرَأَيْتَ مَنْ قَالَ اللَّهُ لَهُ فِي كِتَابِهِ إِنَّكَ آمِنٌ هَلْ عَلَيْهِ خَوْفٌ بَعْدَ هَذَا الْقَوْلِ؟؟
فَقَالَ الْحَسَنُ:
لَا.
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :
إِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكَ آيَةً وَ أُنْهِي إِلَيْكَ خَطْباً وَ لَا أَحْسَبُكَ إِلَّا وَ قَدْ فَسَّرْتَهُ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ فَإِنْ كُنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ.
فَقَالَ لَهُ :
مَا هُوَ؟؟
قَالَ :
أَرَأَيْتَ حَيْثُ يَقُولُ :
وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ يَا حَسَنُ بَلَغَنِي أَنَّكَ أَفْتَيْتَ النَّاسَ فَقُلْتَ هِيَ مَكَّةُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام:
فَهَلْ يُقْطَعُ عَلَى مَنْ حَجَّ مَكَّةَ وَ هَلْ يَخَافُ أَهْلُ مَكَّةَ وَ هَلْ تَذْهَبُ أَمْوَالُهُمْ فَمَتَى يَكُونُونَ آمِنِينَ؟؟
بَلْ فِينَا ضَرَبَ اللَّهُ الْأَمْثَالَ فِي الْقُرْآنِ فَنَحْنُ الْقُرَى الَّتِي بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ أَقَرَّ بِفَضْلِنَا حَيْثُ أَمَرَهُمُ اللَّهُ أَنْ يَأْتُونَا فَقَالَ وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها أَيْ جَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ شِيعَتِهِمُ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظاهِرَةً وَ الْقُرَى الظَّاهِرَةُ الرُّسُلُ وَ النَّقَلَةُ عَنَّا إِلَى شِيعَتِنَا وَ فُقَهَاءُ شِيعَتِنَا إِلَى شِيعَتِنَا وَ قَوْلُهُ وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ فَالسَّيْرُ مَثَلٌ لِلْعِلْمِ سِيرُوا بِهِ لَيالِيَ وَ أَيَّاماً مَثَلٌ لِمَا يَسِيرُ مِنَ الْعِلْمِ فِي اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامِ عَنَّا إِلَيْهِمْ فِي الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ الْفَرَائِضِ وَ الْأَحْكَامِ آمِنِينَ فِيهَا إِذَا أَخَذُوا مِنْ مَعْدِنِهَا الَّذِي أُمِرُوا أَنْ يَأْخُذُوا مِنْهُ آمِنِينَ مِنَ الشَّكِّ وَ الضَّلَالِ وَ النُّقْلَةِ مِنَ الْحَرَامِ إِلَى الْحَلَالِ لِأَنَّهُمْ أَخَذُوا الْعِلْمَ مِمَّنْ وَجَبَ لَهُمْ بِأَخْذِهِمْ إِيَّاهُ عَنْهُمُ الْمَغْفِرَةَ لِأَنَّهُمْ أَهْلُ مِيرَاثِ الْعِلْمِ مِنْ آدَمَ إِلَى حَيْثُ انْتَهَوْا ذُرِّيَّةٌ مُصْطَفَاةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ فَلَمْ يَنْتَهِ الِاصْطِفَاءُ إِلَيْكُمْ بَلْ إِلَيْنَا انْتَهَى وَ نَحْنُ تِلْكَ الذُّرِّيَّةُ لَا أَنْتَ وَ لَا أَشْبَاهُكَ يَا حَسَنُ فَلَوْ قُلْتُ لَكَ حِينَ ادَّعَيْتَ مَا لَيْسَ لَكَ وَ لَيْسَ إِلَيْكَ يَا جَاهِلَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ لَمْ أَقُلْ فِيكَ إِلَّا مَا عَلِمْتُهُ مِنْكَ وَ ظَهَرَ لِي عَنْكَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ بِالتَّفْوِيضِ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ لَمْ يُفَوِّضِ الْأَمْرَ إِلَى خَلْقِهِ وَهْناً مِنْهُ وَ ضَعْفاً وَ لَا أَجْبَرَهُمْ عَلَى مَعَاصِيهِ ظُلْماً وَ الْخَبَرُ طَوِيلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَة.
قارئي العزيز:
وهذا من الذين وقفوا في وجه أبان فهل يقبله عقلك ويرضاه ضميرك ان ترد أبان لتهم امثال الحسن البصرى؟؟؟
المفضلات