الفصل 49
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
م صل علي محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
من كنت مولاه فهذا على مولاه
وكان أبان قد ورث حب التحقيق الزائد ؛ والاحتياط الشديد ؛ عن كل ما حصّل عليه من المعلومات من استاذه ومربيه البطل النادرة سليم بن قيس وذلك بانه كان يحقق عن جزئيات ما في الكتاب ؛وان تيقّن به بعد ما سمع توثيق الامام عليه السلام زين العابدين روحي فداه ؛ وحيث انه اصبح اليوم من اصحاب الامام الباقر عليه السلام؛ لان الامامة المباركة انتقلت اليه من الامام السجاد سلام الله عليهما ؛ واخذ يعرض عليه احاديث سليم وهو يصدقها كما صدقها ابيه من قبل .
وان أبان لما وصل لهذا اليقين المشرق صوّب رحله الى خالقه واخذ يهيئ زاده لمعاده ؛ فاصبح من العبّاد الذين هم من عمّار الليل والسهر للصلاة والتلاوة والدعاء ؛ وامّا نهاره فكان صائم الجوارح والجوانح يصوم النهار صوما عن؛ الاكل ؛ والشرب ؛والمعصيه؛ وكل ما يضر بدينه لذلك عرفه الناس بصلاحه فاصبح لهم ثقتهم.
ولذلك اصبحت قبيلة بني قيس تفتخر به لانه من مواليها ؛ وتفتخر بان يكون هذا الفقيه المؤمن العابد الزاهد المعروف بالثقة والصدق من مواليها .
وانت تعرف قارئ العزيز ان هذا الامر الجديد والفقيه النفّاع لا يروق لذوق الحكام مهما تظاهروا بالصلاح ؛ثم هو يزاحم مشتهيات الفقهاء الذين هم من الجماجم التي نصب كرسي الطغات عليها ؛ ويلتقطون ما يسقط من فتاتهم عليهم من تحت عرشهم المنصوب فكيف يروق لهم الصبر على مثل ابان الفاضح لهم ؛ والامر الاهم هو ان التشيع ....
المفضلات