الفصل 45
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم

من كنت مولاه فهذا على مولاه


سمع أبان بهذه الحقائق التي تُنطق الصخر بالشهادة لحقيقتها الحق ؛ وشاهد بعينه اهتمام الامام عليه السلام ؛ وسمع المتواتر من الاحاديث ؛ التي تثبت بلا نزاع هلاك اكثر الامة فايقن بالحق واطمئن قلبه وعرف لاستاذه قدره وفهم لكتابه قيمته .فقال عندها:
فعند ذلك سالته عمّا يسعني جهله وعما لا يسعني جهله فأجابني بما اجابني .
الان وقد حل الرحيل ؛ وآن وقت الفراق حيث شاهد لثلاث ايام متابعة الامام عليه السلام وتيقن بما في كتاب استاذه فلابد ان يخرج ليذهب للمرحلة الجديدة في عمرة الشريف ؛مرحلة ما بعد ملاقاة الامام عليه السلام وحصوله على الثمرة الايمانية الجديدة وهي اليقين بالكتاب حيث دفع الامام عليه السلام كل شبهة ممكن ان توجه نحو الكتاب فلا سبيل لأبان الا الى اليقين ؛واليقين له اثاره المتميزة على سلوك الانسان والتي تصبغه بصبغتها الخاصة :

صِبْغَةَ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عابِدُونَ
فاخذ أبان كتاب سليم بعد ما صُبغ بصبغة اليقين ؛ بعد عدة ايام متجها نحو البصرة ؛ وهي البلدة التي سيبقى بها حتى لقاء سليم البرزخي .
ولما حل بالبصرة بدء بمرحلته الجديده وهي: