الفصل 42
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم

م صل علي محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
من كنت مولاهفهذا علىمولاه


خافِضَةٌ رافِعَةٌ
بحارالأنوار عن خصال الصدوق:
قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ :
مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ وَ اللَّهِ مَا الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ إِلَّا كَكَفَّتَيِ الْمِيزَانِ فَأَيُّهُمَا رَجَحَ ذَهَبَ بِالْآخَرِ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ :
إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ:
يَعْنِي الْقِيَامَةَ
لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ : خَفَضَتْ وَ اللَّهِ بِأَعْدَاءِ اللَّهِ إِلَى النَّارِ رافِعَةٌ رَفَعَتْ وَ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ جُلَسَائِهِ فَقَالَ لَهُ:
اتَّقِ اللَّهَ وَ أَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ وَ لَا تَطْلُبْ مَا لَمْ يُخْلَقْ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ مَا لَمْ يُخْلَقْ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ وَ لَمْ يَنَلْ مَا طَلَبَ ثُمَّ قَالَ:
وَ كَيْفَ يَنَالُ مَا لَمْ يُخْلَقْ؟
فَقَالَ الرَّجُلُ:
وَ كَيْفَ يَطْلُبُ مَا لَمْ يُخْلَقْ؟
فَقَالَ:
مَنْ طَلَبَ الْغِنَى وَ الْأَمْوَالَ وَ السَّعَةَ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّمَا يَطْلُبُ ذَلِكَ لِلرَّاحَةِ وَ الرَّاحَةُ لَمْ تُخْلَقْ فِي الدُّنْيَا وَ لَا لِأَهْلِ الدُّنْيَا إِنَّمَا خُلِقَتِ الرَّاحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَ التَّعَبُ وَ النَّصْبُ خُلِقَا فِي الدُّنْيَا وَ لِأَهْلِ الدُّنْيَا وَ مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْهَا حَفْنَةً إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْحِرْصِ مِثْلَيْهَا وَ مَنْ أَصَابَ مِنَ الدُّنْيَا أَكْثَرَ كَانَ فِيهَا أَشَدَّ فَقْراً لِأَنَّهُ يَفْتَقِرُ إِلَى النَّاسِ فِي حِفْظِ أَمْوَالِهِ وَ يَفْتَقِرُ إِلَى كُلِّ آلَةٍ مِنْ آلَاتِ الدُّنْيَا فَلَيْسَ فِي غِنَى الدُّنْيَا رَاحَةٌ وَ لَكِنَّ الشَّيْطَانَ يُوَسْوِسُ إِلَى ابْنِ آدَمَ أَنَّ لَهُ فِي جَمْعِ ذَلِكَ رَاحَةً وَ إِنَّمَا يَسُوقُهُ إِلَى التَّعَبِ فِي الدُّنْيَا وَ الْحِسَابُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ.
ثُمَّ قَالَ عليه السلام:
كَلَّا مَا تَعِبَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا بَلْ تَعِبُوا فِي الدُّنْيَا لِلْآخِرَةِ.
ثُمَّ قَالَ:
أَلَا وَ مَنِ اهْتَمَّ لِرِزْقِهِ كُتِبَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ؛ كَذَلِكَ قَالَ الْمَسِيحُ عليه السلام لِلْحَوَارِيِّينَ :
إِنَّمَا الدُّنْيَا قَنْطَرَةٌ فَاعْبُرُوهَا وَ لَا تَعْمُرُوهَا .
لابد ان نعرف ان الموازين في الاخرة ليست هى موازن الدنيا ؛ لذلك تجد في الاخرة الطامة الكبرى حيث سنرى وجاهات كانت في الدنيا نظنها ستكون في الاخرة من أعلى الدرجات واذا بهم ؛ هم ذر تحت الاقدام ؛ وهناك اناس في الدنيا لو سلم على احدنا لاستنكفنا ان نجيبه ؛واذا في الاخرة هم ملوك يُرجى شفاعتهم !
فجعل النبي صلى الله عليه واله لنا معيارا نعرف به الناس من الدنيا اهم من اهل الرفع ام الخفض؟
والمعيار الواضح ؛ كلضحى والاشمس في وسط السماء هي باب حطة ؛
وهم من قد عرفت قارئي العزيز محمد وال محمد صلى الله عليهم اجمعين ؛ فمن دخل هذه الباب راضيا لايجد في نفسه حرج فهو من اهل النجاة ومن لم يدخله فهو الى النار ولا تتعجب من طول لحية من لم يدخل او عجيب سمته ووقاره ؛ المعيار كما قال الامام السجاد عليه افضل الصلاة والسلام في هذه الرواية اعلاه ؛ ان لا يجد في نفسه هد ف عمارة الدنيا فكيف هو داخل في باب حطة وليس له هم الا ما يبني خارج الباب .
دخول باب حطة هي المعيار لا القيم والمعايير التي صنعها العرف والمجتمع ؛ والعجب من أبان رضوان الله عليه ان لم يقبل او يستثقل القبول لما كُتب في كتاب سليم البطل الراحل ؛ لان الامة بعد الرسول صلى الله عليه واله كلفرس المجنونه فرّت من دخول الباب وكلما ناداهم امير المؤمنين عليه السلام أدخلوا باب حطة لا تهلكوا في وضح النهار و في الليل مع الزهراء عليها السلام كما سياتي في الكتاب مفصلا ؛عتوا ونفروا ولم يدخلوا فهنيئا لهم النار؛ وبئس الورد المورود .