الفصل(29)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
الآن بقي أبان ألشاب في نوبندجان من بلاد فارس مع كتاب سليم الذي ناوله اِياه |
أمانتا يوصلها لمن اوصاه ان يوصله اليه0
كم جميل ان هذا الشاب المبارك عاد نفس طريقة سليم في استلام الحق وخوضه ؛ سبحان الله؛ حيث بدء اولا وبعد ان اختلى بالكتاب بمطالعته ورقه ورقه وصفحه صفحه بدقه؛ وحيث انه على يقين من صحة الكتاب متنا وسندا حيث اخذه من نفس النبع ونفس العين وقبل ان يجري مائها في السواقي والجداول ؛ وتعجب من انقلاب الامة بعد الرسول الكريم صلى الله عليه واله مع شدة ما اوصى به رسول الله صلى الله عليه واله واكده.
ولما توصل لحقيقة ارتداد الامة وتركها لوصية من لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وعبادتهم عجل السامري الذي له خوار ؛وخواره ان علي بن ابي طالب قتل ابائكم وذويكم كيف نبايعه ؛ بينما العجل ما ان استلم الخلافه اخذ يرفس بيده ويبطش بيده كل ما يُذكرْ بالاسلام الواقعي والذي هو متجسد في وجود اهل البيت عليهم السلام. فعُرِف ان القضية ليست قضية ان علي قتل ابائكم وذويكم بل ان هناك كوامن جاهليه لازالت تعكفهم امام هبل وبعلا.
عندها عرف أبان حقيقة قول استاذه الحبيب رحمة الله عليه سليم :
****اِن الناس يعظمونه وينكرونه ****
انما يعظمونه وبعدها ينكرونه لان الناس بعد ان أغمض الرسول صلى الله عليه واله عينيه تركوه مسجى يركضون وراء هوى أنفسهم التي سُجن بانفاس الرسول صلى الله عليه واله وكانوا يخشوه ويخافوه لانه مفتوح اليد في الدعاء عليهم ومسخهم قردة وخنازير بينما يدي الامامة مقبوضة بوصية من الله رسوله ومقيدة بالصبر حتى يستحكم امر الله تعالى :
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
فعرف مدى التناقض الذي وقعت فيه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله لانها بقيت حائرة بين اهوائها وبين الحق وبين الجنة والنار فاختارة العاجل على الاجل والسعادة الوهمية الكاذبة على السعادة الحقة الخالدة.
فحينها فهم قول استاذه الى ان الكتاب من حقه ان يكتم لانه يَفضح زيف الغاصبين وحقيقة ارتداد الامة بعد نبيها.
فلما انكشفت هذه الانوار لابان وعمره الشريف لايتجاوز السادس عشر قرر ان ...





رد مع اقتباس
المفضلات