بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك على محمد وآل محمد
بإجماع علماء الإمامية قاطبة أعلى الله كلمتهم أن الرسول الأعظم
وأهل بيته صلوات الله عليه وآله
هم أفضل من خلق الله تبارك وتعالى مطلقا،حتى أفضل من الأنبياء عليهم السلام ومن الملائكة المقربين سلام الله عليهم.
سؤال مهم:
ما نسبة مقام الأنبياء إلى مقام رسول الله وأهل بيته
صلى الله عليه وآله؟؟؟
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في عالم الأنوار قبل أن ينزل إلى هذه العوالم التي آخرها عالم الدنيا.
ومن جملة ما جرى له في عالم الأنوار أن جاءه النداء الإلهي:
(يا محمد! قف! لقد وطئت مكانا ما وطئه أحد قبلك ولن يطأه أحد بعدك. يا محمد! ادن من بحر الصاد وتوضأ لصلاة الظهر).
فلما توضأ صلى الله عليه وآله تقاطرت من ماء وضوء وجهه الشريف
مائة وأربعة وعشرون ألف قطرة؛خلق الله تعالى من كل قطرة روح نبي من الأنبياء عليهم السلام.
أمعن النظر جيدا:
لماذا خلقوا من وضوء ماء وجهه الشريف تحديدا ؟؟؟؟؟
لأن الوجه به يعرف الشخص. وأنت لن تعرف بالتحديد باسمك إلا
عن طريق وجهك.
فبالأنبياء تعرف عظمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
لاحظ نسبتهم جيدا
لقد خلقوا من قطرات ماء قد توضأ بها الرسول الأعظم!!!
أي خلقوا من قطرات ماء جرت على ظاهر وجه النبي.
ومن هنا كان أفضلهم وسيدهم وأشرفهم
ولو أن هناك أسبابا أخرى لكن لسنا في صدد التعرض لها.
ولهذا فإن نبوتهم ممهدة لنبوة أفضلهم وأشرفهم صلى الله عليه وآله.
وجميع ما عندهم من فضل وشرف وعبادة ومعجزات وغير ذلك فهو
من شعاع ما تفضل به الله تعالى على المصطفى المختار.
فإذا كان الأنبياء منهم من سخرت له الريح ومنهم من يقلب العصا إلى ثعبان ومنهم من يحيي الموتى بإذن الله ويخلق من الطين كهيئة الطير
ومنهم من أسجد الله له ملائكته ومنهم من يفلق البحر...الخ.
فذلك لا يعد شيئا بالنسبة لما عند رسول الله وأهل بيته صلى الله عليه وآله!!!!!
كما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة: (آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين).
أي أن ما عندكم من الله تعالى لم يظهر أبدا ولم يعط لنبي ولا رسول ولا ملك،بل ما ظهر عند العالمين من عظمة أساسا لا يذكر أمام ما آتاكم الله تعالى،فما أعطاكم سبحانه لم يحصل عليه أي مخلوق ولم يجر على يد سواكم.
فإذا كان آصف بن برخيا وصي نبي الله سليمان على نبينا وآله
وعليهما السلام؛عنده حرف واحد من الاسم الأعظم
واستطاع أن يحضر عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين.
فماذا يستطيع من في صدره اثنان وسبعون حرفا من الاسم الأعظم
ألا وهو مولاك وصي أبي القاسم محمد
صلى الله عليهما وآلهما الطيبين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهل قدرة وصي سليمان أكبر من قدرة وصي أشرف الأنبياء والمرسلين؟؟
إذن معاجز الأنبياء تمهيد لمعاجز وقدرة الرسول الأعظم وأهل بيته
صلى الله عليه وآله.
وحتى توحيد الأنبياء من فاضل توحيد النبي وأهل بيته
وكذا عبادتهم ومعرفتهم وصبرهم و...الخ.
همسة في أذن المتعمقين:
بل الأمر أعظم مما ذكرنا وأعظم وأعظم.
إن أعلى ما عرف الأنبياء من توحيد الله وأرقى ما وصلوا إلى إدراكه
من معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العليا سبحانه
فهو أنزل مقام لأهل البيت عليهم السلام.
وكن على يقين أن جميع ذلك كله فهو بحسب رتبة الأنبياء والمرسلين وقدر تحملهم من إشراقات الأنوار المحمدية.
لا بحسب قوة ظهور النور المحمدي في عوالم الغيب والشهود.
يوجد مقام في التوحيد ودرجات خاصة فقط بالأربعة عشر معصوما
سلام الله عليهم
لا يصل إليها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولا ولا...
ومن هنا نفهم معنى قوله صلى الله عليه وآله:
(يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت).
فتوحيد الشعاع يستحيل أن يصل إلى رتبة توحيد السراج المحمدي.
لأن الأنبياء خلقوا من ماء وضوء الوجه المحمدي صلى الله عليه وآله.
مهما تعمقنا في هذه العبارة فلن نصل إلى ساحل معرفتها.
أرجوك تدبر:
إذا كان الأنبياء بعظمتهم خلقوا من ما وضوء وجهه صلى الله عليه وآله؛فما الذي خلق من بشريته المحمدية؟؟؟؟؟
فما الذي خلق من نفسه المقدسة بل روحه...بل عقله...
بل حقيقته...بل ذاته....بل نوره المحمدي الوهاج
عليه وآله أفضل الصلاة والسلام؟؟؟
(موالي لا أحصي ثناءكم ولا أبلغ من المدح كنهكم ومن الوصف قدركم
وأنتم نور الخيار وهداة الأبرار وحدد الجبار بكم فتح الله وبكم يختم).
وبناء على ما ذكرنا فإنه لم يستحق أي نبي أو رسول أو ملك
أن يحصل على منزلته العالية إلا بواسطة أهل البيت عليهم السلام
كما في الزيارة الجامعة: (وفاز الفائزون بولايتكم). فتدبر جيدا.
تنبيه:
أرجو ممن يفهم هذه العبارات ألا يكشفها لمن لا يحتملها.
لأن في أصدافها لآلئ من المقامات العجيبة والأسرار الغريبة
التي لا يصل إليها إلا من يجيد السباحة في بحر المعرفة النورانية
لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
كما في الحديث عنهم عليهم السلام:
(حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان).
لذا اكتفينا بالإشارة في طي العبارة خوفا من فرعون وملئه الظالمين.
لا تنسونا من دعائكم.
المفضلات