الفصل 84

شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسرّ

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم

والعن اعدائهم

قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعليمولاه


8- حدثني حكيم بن داود عن سلمة عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من ذكرنا عنده ففاضت عيناه و لو مثل جناح بعوضة غفر له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر
حدثني محمد بن عبد الله عن أبيه عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام مثله
بيان :
وهذه من الروايات التي لم تقيد الباكي باي قيد سوى ان يُذكر عنده مصاب اهل البيت عليهم السلام فيَبكي وبهذه الدمعة يرزق غفران الذنوب .
فان تعجب فالاعجب قول الله تعالى الذي يقول في محكم كتابه المجيد :
إِلاَّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عملاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً (70)(الفرقان)

9- حدثني حكيم بن داود عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن علي عن العلاء بن رزين القلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال:
أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفا في الجنة يسكنها أحقابا .
جاء في كتاب اللغة عن الاحقاب :
مجمع‏البحرين ج : 2 ص : 45

(حقب) قوله تعالى: لابثين فيها أحقابا [78/23] هو جمع حقب بضمتين مثل قفل و أقفال، أي ماكثين فيها زمانا كثيرا.
و فيه أقوال: قيل معناه أحقابا لا انقطاع لها كلما مضى حقب جاء بعده حقب آخر، و الحقب ثمانون سنة من سنين الآخرة، و قيل الأحقاب ثلاثة و أربعون حقبا كل حقب سبعون خريفا كل خريف سبعمائة سنة كل سنة ثلاثمائة و ستون يوما كل يوم ألف سنة.

10- و عنه عن سلمة عن علي بن سيف عن بكر بن محمد عن فضيل (و) بن فضالة عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار .
بيان
وهذه من الروايات المطلقة في الباكي
الباب الثالث و الثلاثون:
-((من قال في الحسين عليه السلام شعرا فبكى و أبكى))-
1- حدثنا أبو العباس القرشي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف قال قال
أبو عبد الله عليه السلام:
يا أبا هارون أنشدني في الحسين عليه السلام قال :
فأنشدته فبكى فقال :
أنشدني كما تنشدون يعني بالرقة قال فأنشدته
امرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكية
قال:
فبكى ثم قال :
زدني قال :
فأنشدته القصيدة الأخرى قال:
فبكى و سمعت البكاء من خلف الستر قال:
فلما فرغت .قال لي:
يا با هارون من أنشد في
الحسين عليه السلام
شعرا فبكى و أبكى عشرا كتبت له الجنة و من أنشد في
الحسين
شعرا فبكى و أبكى خمسة كتبت له الجنة و من أنشد في
الحسين
شعرا فبكى و أبكى واحدا كتبت لهما الجنة و من ذكر
الحسين عليه السلام
عنده فخرج من عينه (عينيه) من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله و لم يرض له بدون الجنة.
قوله عليه السلام :
((أنشدني كما تنشدون يعني بالرقة))

بيان
مجمع‏البحرين ج : 5 ص : 172

و منه الحديث أتتهم الأزد أرقها قلوبا
أي ألين و أقبل للموعظة.
و الرقة بمعنى الرحمة من رق لهم: رحمهم.
و منه الحديث إن أصحاب أبي أتوه فسألوه عما يأخذه السلطان فرق لهم
و يقال ترققت له: إذا رق له قلبك.
و في حديث شهر رمضان و ارزقنا فيه الرقة و النية الصادقة
يريد رقة القلب و عدم صلابته، و النية الصادقة: التي لا يعتريها شك.
ومن هذه الرواية افهم ان الامام يحب القراءة بالرقة التي ترقق القلب وان لا يقف الخطيب ويقرء بصورة القاء الشعر وسرد الابيات الشعرية الحاكية لاي حدث تاريخي بل يقرء بشكل يبين انه يحكي عن حادث يخص رب الوجود للثائر لله تعالى ((السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِه))
ولهذا نحن لا نقبل قول من يعترض على الخطباء حفظهم الله تعال في طريقتهم المتعارفة لقراءة التعزية لاثارة وتهيج احزان الناس على مصاب
اهل البيت عليهم السلام .
والملاحظة المهمة الاخرى هي:
ان النساء كنّ خلف الستار يسمعن صوت الشاعر ويبكين لما يسمعن من مصاب الامام الشهيد عليه السلام ؛ وهذه الجلسة تكررت في مجلس
الامام الرضا عليه السلام حينما جلسن النساء خلف الستار ليسمعن
دعبل الخزاعي وهو يقرء على الامام عليه السلام ما انشده للامام عليه السلام الى ان تعالى صوتهن من خلف الستار ولكن كما قراتم عندما على صوتهن سلام الله عليهن بدء الامام عليه السلام في هذه الرواية بذكر اجر من ابكى ومن انشد في مصابهم سلام الله عليهم وطبيعي ان الشاعر سيسكت ليسمع فتهدء النساء
الله اكبر ماهذه الرفعة والسمو في الخلق المعصومي ؛ لم يسكتهن كما قد يفعل بعضنا مع النساء حيث يصرخ لاسكاتهن او انه يُسَكِت الشاعر وما شابه ذلك من التصرفات المعللة بالغيرة ؛ وانما لاحظنا كيف ان الامام عليه السلام بدء بذكر اجر الانشاد والابكاء ليهدء الاوضاع ويسلي الجزع .