الفصل 35
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
التامل الرابع
ان الرسول الكريم والائمة صلوات الله عليهم اجمعين
بحارالأنوار
زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَيُّمَا أَفْضَلُ الْحَسَنُ أَمِ الْحُسَيْنُ؟
فَقَالَ:
إِنَّ فَضْلَ أَوَّلِنَا يَلْحَقُ بِفَضْلِ آخِرِنَا وَ فَضْلَ آخِرِنَا يَلْحَقُ بِفَضْلِ أَوَّلِنَا وَ كُلٌّ لَهُ فَضْلٌ .
قَالَ قُلْتُ لَهُ:
جُعِلْتُ فِدَاكَ وَسِّعْ عَلَيَّ فِي الْجَوَابِ فَإِنِّي وَ اللَّهِ مَا سَأَلْتُكَ إِلَّا مُرْتَاداً.
فَقَالَ:
نَحْنُ مِنْ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ بَرَأَنَا اللَّهُ مِنْ طِينَةٍ وَاحِدَةٍ فَضْلُنَا مِنَ اللَّهِ وَ عِلْمُنَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ نَحْنُ أُمَنَاؤُهُ عَلَى خَلْقِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ وَ الْحُجَّابُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ أَزِيدُكَ يَا زَيْدُ؟
قُلْتُ:
نَعَمْ .
فَقَالَ :
خَلْقُنَا وَاحِدٌ وَ عِلْمُنَا وَاحِدٌ وَ فَضْلُنَا وَاحِدٌ وَ كُلُّنَا وَاحِدٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ أَخْبِرْنِي بِعِدَّتِكُمْ ؟
فَقَالَ:
نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ هَكَذَا حَوْلَ عَرْشِ رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ فِي مُبْتَدَإِ خَلْقِنَا أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ .
من هذه الرواية نفهم ان الفضل ان نسب لاحدهم فهو ايضا للاخر لان كلهم واحد .
ان الله سبحانه انتخب احدهم عليهم السلام ؛وهو الحسين عليه السلام ؛ وهو يختار من شاء لما يشاء ؛
واراد ان يُري الخلائق كيف هو الذوبان في حب الله تعالى لا لشيئ ابدا الا لله وفي الله ولاجل الله ؛
كان الحسين يبكي على علي الاكبر لان الرحمة هم معدنها كيف لا يبكي ؟
وانه الولد البار الذي يعشق صفاته من سمع بها فكيف بابيه ولكن كان يبكي الحسين عليه السلام لان بكائه لمثل علي الاكبر اكبر عبادة ودليل لأعلى درجات الحب لله تعالى.
يبكي لعلي الاصغر لان الرحمة عليه تُبكي حتى الاعداء على مثل هذا الجندي المكتف بحبل قماطه بدون سلاح نزل في الميدان على يدي ابيه المعصوم وهو دالع لسانه ليريهم انه لا قوة له على القتال لا يريد من ورود الميدان الا شربتا من الماء .
يبكي لان البكاء على هذا المنظر عباده .
تفانى في الله وهو مطمئن القلب في حبه الذي يتحين فيه الفرص ليري ربه نهاية ما يمكن ان يصنع من ابراز التحمل في الحب لخالقه.اذن كيف لا يُذكرْ جبرائيل النبي صلى الله عليه واله بهذا المتوهج في حبه لله ولاجل الله لكي يمضي الله اهدافه من وراء الوجود والذي لا يغلبها الا بدم طاهر وهو دم الحسين عليه السلام .
وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
فيبكي النبي وجميع من خلق من الانبياء والاوصياء عليهم صلوات الله بل وكل ما له اسم الوجود .
يبكي الذي هو علة للوجود .





رد مع اقتباس
المفضلات