الفصل : 108
الباب الخامس و الأربعون
ثواب من زار الحسين عليه السلام و عليه خوف
1- عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام ما تقول فيمن زار أباك على خوف؟
قال : يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر و تلقاه الملائكة بالبشارة و يقال له:
لا تخف و لا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك.
بيان :
ان زيارة الامام الحسين عليه السلام من يوم شهادته والى يومنا هذا انه على خوف ووجل وكأن الله سبحانه وتعالى جعل الرعب في قلوب الظالمين من هذه التربة التي سُكِب عليها دماء الابرياء ؛ ولذلك يمنعون الزوار لقبر امامهم الحسين عليه السلام بشتى الاساليب المجرمة ؛ ولهذا كان من الضروري معرفة ما يقوله اهل البيت عليهم السلام لمثل هذه الظروف ؛ ومن جانب اهل البيت عليهم السلام انهم لم يسمحوا ترك زيارة الامام الحسين عليه السلام مع كل ما وجد من خوف ؛ واعطوا ضمانات للزائر بنجاته من اهوال يوم القيامه والفزع الاكبر يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا سلطان ولاوجاهة ولا شفاعة بل قالوا ان الملائكة تتلقاهم بالبشائر :
(لا تخف و لا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك.)
لاحظ عبارة الامام عليه السلام حيث نسب اليوم للزائر وفي هذا تكريم عظيم جدا فان ذلك اليوم الذي يخاف منه الانبياء والمرسلين لعظم هوله وفزعه تنسبه الملائكة في بشارتهم للزائر الخائف بانه هو يومك الذي ستسعد به .
2- عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له: إني أنزل الأرجان و قلبي ينازعني إلى قبر أبيك فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع خوفا من السلطان و السعاة و أصحاب المسالح فقال :
يا ابن بكير أما تحب أن يراك الله فينا خائفا ؟؟
أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه و كان محدثه الحسين عليه السلام تحت العرش و آمنه الله من أفزاع يوم القيامة يفزع الناس و لا يفزع فإن فزع وقرته {قوته}الملائكة و سكنت قلبه بالبشارة .
بيان :
ان ابن بكير ينقل للامام عليه السلام حالتان لقلبه حالة تنازعه لزيارة الامام الحسين عليه السلام وحالة تكون في قلبه من الخوف والوجل من سلطان زمانه وسعاته ومسالحه حشرهم الله جميعا في قعرجهنم ؛ وهذه الرواية تبين لنا الدقة في نقل رواياتنا بحيث تشرح حتى الحالات المختلفة لقلب الراوي وعلاج الامام لكل حالة من تلك الحالات .
فان ابن بكير يدفعه قلبه لزيارة الامام الحسين عليه السلام وحينما يخرج للزيارة فقلبه وجل وخائف من ظلم السلطان واعوانه ثم ينقل كل تلك حالاته لامامه روحي له الفداء ليحكم له لاي الخوفين يعتني ولايها يعرض .
فجاء الحكم المبين والامر الساطع من الامام عليه السلام لابن بكير ولكل موالي على طول الزمن .
فقال الامام عليه السلام يا ابن بكير
أما تحب أن يراك الله فينا خائفا؟؟)
اذن ان المقام للخائف لاجل اهل البيت عليهم السلام لعظيم جدا بحيث يسال الامام كالمتعجب اما تحب ان يراك الله فينا خائفا ؟!
فعلى الموالي ان لا يهتم بمخاوف قلبه التي يسببها السلاطين في كل زمان ومكان ولا فتاوى ابناء شريح القاضي في منع الزائر من الزيارة باساليبهم المتنوعة لبث الخوف في قلوب الزائرين .
ثم يقول الامام عليه السلام ان خوفنا قد سبق خوفكم وهذا جمال القيادة لائمتنا عليهم السلام حيث انهم يسبقون مواليهم واتباعهم في تحمل كل بلاء ؛ الا تقرء عن سجن الامام موسى بن جعفر عليه السلام لاكثر من اربعة عشر عام وشيعته في بيوتهم مع اهلهم منعمين حيث غفل الظالم عنهم بشغله في تعذيب امامهم آه آه .
وبيّن الامام عليه السلام ان من زار الامام عليه السلام وهو خائف فله امتيازات ينعم بها وغيره محروم منها :
أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه و كان محدثه الحسين عليه السلام تحت العرش و آمنه الله من أفزاع يوم القيامة يفزع الناس و لا يفزع فإن فزع وقرته .
1 - أظله الله في ظل عرشه
2 - كان محدثه الحسين عليه السلام تحت العرش
3 - آمنه الله من أفزاع يوم القيامة
4 - يفزع الناس و لا يفزع فإن فزع وقرته





رد مع اقتباس
المفضلات