الفصل : 107
الباب الرابع و الأربعون
ثواب من زار الحسين عليه السلام بنفسه أو جهز إليه غيره
1- عن محمد البصري عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
سمعت أبي يقول لرجل من مواليه و سأله عن الزيارة فقال له : من تزور ؟
و من تريد به؟
قال : الله تبارك و تعالى فقال :
من صلى خلفه صلاة واجبة واحدة يريد بها الله لقى الله يوم يلقاه و عليه من النور ما يغشى له كل شي‏ء يراه و الله يكرم زواره و يمنع النار أن تنال منهم شيئا و إن الزائر له لا يتناهى {لا يتناسى} له دون الحوض و أمير المؤمنين عليه السلام قائم على الحوض يصافحه و يرويه من الماء و ما يسبقه أحد إلى وروده الحوض حتى يروي ثم ينصرف إلى منزله من الجنة و معه ملك من قبل أمير المؤمنين يأمر الصراط أن يذل له و يأمر النار أن لا يصيبه من لفحها شي‏ء حتى يجوزها و معه رسوله الذي بعثه امير المؤمنين عليه السلام.
2- حدثنا هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل قال : أتاه رجل فقال له : يا ابن رسول الله هل يزار والدك؟
قال فقال: نعم و يصلى عنده و قال: يصلى خلفه و لا يتقدم عليه
قال: فما لمن أتاه ؟ قال : الجنة إن كان يأتم به
قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال : الحسرة يوم الحسرة
قال: فما لمن أقام عنده ؟ قال : كل يوم بألف شهر
قال : فما للمنفق في خروجه إليه و المنفق عنده؟ قال : درهم بألف درهم قال : فما لمن مات في سفره إليه قال تشيعه الملائكة و تأتيه بالحنوط و الكسوة من الجنة و تصلي عليه إذ كفن و تكفنه فوق أكفانه و تفرش له الريحان تحته و تدفع الأرض حتى تصور من بين يديه مسيرة ثلاثة أميال و من خلفه مثل ذلك و عند رأسه مثل ذلك و عند رجليه مثل ذلك و يفتح له باب من الجنة إلى قبره و يدخل عليه روحها و ريحانها حتى تقوم الساعة قلت : فما لمن صلى عنده ؟ قال من صلى عنده ركعتين لم يسألالله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه قلت: فما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم أتاه ؟ قال: إذا اغتسل من ماء الفرات و هو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته أمه قال قلت : فما لمن يجهز إليه و لم يخرج لعله تصيبه {لقلة نصيبه} قال يعطيه الله بكل درهم أنفقه مثل أحد من الحسنات و يخلف عليه أضعاف ما أنفقه و يصرف عنه من البلاء مما قد نزل ليصيبه و يدفع عنه و يحفظ في ماله قال قلت : فما لمن قتل عنده جار عليه سلطان فقتله؟ قال: أول قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة و تغسل طينته التي خلق منها الملائكة حتى تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين و يذهب عنها ما كان خالطها من أجناس طين أهل الكفر و يغسل قلبه و يشرح صدره و يملأ إيمانا فيلقي الله و هو مخلص من كل ما تخالطه الأبدان و القلوب و يكتب له شفاعة في أهل بيته و ألف من إخوانه و تولى الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل و ملك الموت و يؤتى بكفنه وحنوطه من الجنة و يوسع قبره عليه و يوضع له مصابيح في قبره و يفتح له باب من الجنة و تأتيه الملائكة بالطرف من الجنة و يرفع بعد ثمانية عشر يوما إلى حظيرة القدس فلا يزال فيها مع أولياء الله حتى تصيبه النفخة التي لا تبقى شيئا فإذا كانت النفخة الثانية و خرج من قبره كان أول من يصافحه رسول الله صلى الله عليه واله و أمير المؤمنين عليه السلام و الأوصياء و يبشرونه و يقولون له الزمناء و يقيمونه على الحوض فيشرب منه و يسقي من أحب قلت : فما لمن حبس في إتيانه؟ قال : له بكل يوم يحبس و يغتم فرحه إلى يوم القيامة فإن ضرب بعد الحبس في إتيانه كان له بكل ضربة حوراء و بكل وجع يدخل على بدنه ألف ألف حسنة و يمحى بها عنه ألف ألف سيئة و يرفع له بها ألف ألف درجة و يكون من محدثي رسول الله صلى الله عليه واله حتى يفرغ من الحساب فيصافحه حملة العرش و يقال له :سل ما أحببت و يؤتى ضاربه للحساب فلا يسأل عن شي‏ء و لا يحتسب بشي‏ء و يؤخذ بضبعه حتى ينتهي به إلى ملك يحبوه و يتحفه بشربة من الحميم و شربة من الغسلين و يوضع على مثال {مقال} في النار فيقال له: ذق بما قدمت يداك فيما آتيت إلى هذا الذي ضربته سببا إلى وفد الله و وفد رسوله و يأتي بالمضروب إلى باب جهنم و يقال له: : انظر إلى ضاربك و إلى ما قد لقي فهل شفيت صدرك و قد اقتص لك منه فيقول: الحمد لله الذي انتصر لي و لولد رسوله منه .
3- عن عبد الله بن بكير في حديث طويل قال قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ابن بكير إن الله اختار من بقاع الأرض ستة البيت الحرام و الحرم و مقابر الأنبياء و مقابر الأوصياء و مقاتل {مقابر} الشهداء و المساجد التي يذكر فيها اسم الله يا ابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام إذ جهله الجاهل {الجاهلون} ما من صباح إلا و على قبره هاتف من الملائكة ينادي يا طالب الخير أقبل إلى خالصة الله ترحل بالكرامة و تأمن الندامة يسمع أهل المشرق و أهل المغرب إلا الثقلين و لا يبقى في الأرض ملك من الحفظة إلا عطف عليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله عنده و يسأل الله الرضا عنه و لا يبقى ملك في الهواء يسمع الصوت إلا أجاب بالتقديس لله تعالى فتشتد أصوات الملائكة فيجيبهم أهل السماء الدنيا فتشتد أصوات الملائكة و أهل السماء الدنيا حتى تبلغ أهل السماء السابعة فيسمع الله أصواتهم النبيين فيترحمون و يصلون على الحسين عليه السلام و يدعون لمن زاره .