الفصل 87


شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسرّ


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم


والعن اعدائهم


قال رسول الله صلى الله عليه واله :

من كنت مولاه فعلي مولاه
الباب الخامس و الثلاثون:

بكاء علي بن الحسين على الحسين بن علي عليه السلام

1- حدثني أبي رحمه الله عن جماعة مشايخي عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبي داود المسترق عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
بكى علي بن الحسين على
أبيه حسين بن علي صلى الله عليه واله عشرين سنة أو أربعين سنة و ما وضع بين يديه طعاما إلا بكى على الحسين حتى قال له مولى له:
جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين قال:
إنما أشكو بثي و حزني إلى الله و أعلم من الله ما لا تعلمون إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة لذلك .

2- حدثني محمد بن جعفر الرزاز عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات عن علي بن أسباط عن إسماعيل بن منصور عن بعض أصحابنا قال أشرف مولى
لعلي بن الحسين عليه السلام و هو في سقيفة له ساجد يبكي فقال له:
يا مولاي يا علي بن الحسين أما آن لحزنك أن ينقضي فرفع رأسه إليه و قال :
ويلك أو ثكلتك أمك و الله لقد شكا يعقوب إلى ربه في أقل مما رأيت حتى قال :
يا أسفى على يوسف أنه فقد ابنا واحدا و أنا رأيت
أبي و جماعة أهل بيتي يذبحون حولي قال:
و كان علي بن الحسين عليه السلام يميل إلى ولد عقيل فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر؟؟
فقال :
إني أذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام فارق لهم
بيان فيه عتاب:
ان من المشهور عن امامنا زين العابدين عليه افضل الصلاة والسلام انه كان يبكي كلما ذكر الامام الحسين عليه السلام وحتى عند دكان القصاب حينما يرى السكين على عنق الشاة وقد شرّبها القصاب ماء رويا فيذكر عطش الامام عليه السلام وكيف انه ذبح عطشانا فيغمى عليه في السوق امام الناس
عِتابنا
هو السؤال عن الوقار ومن هو اولى بالوقار المعصوم الحجة على الارض والسماء وهم من كان لهم الخيرة من ربهم حيث اختارهم على بريته ائمة ؛ ام من يدعي انه محبا للائمة؛ فلماذا يستنكف البعض من البكاء امام الناس بحجة انه مخالف للوقار في حين ان البكاء على الامام الحسين عليه السلام هو عين الوقار بل هو صانع للوقار الحق ومن اصلح سريرته اصلح الله علانيته والبكاء هو دليل معرفة الهدف السامي
للامام عليه السلام في ما جرى في كربلاء .
البكاء هو المودة لذوي القربى؛ البكاء هو اداء حق الائمة سلام الله عليهم وهو مواساة لصاحب الامر الذي يبكي على جده ليلا ونهارا والى ماشاء الله من المعاني السامية الجليلة؛
فالمحروم من حرم من هذا العطاء
والمحروم من مُنع من الدخول من باب الجزع الى
سفينة النجاة .