الفصل : 123
من الفصل السابق لعلنا نفهم بعض الشيئ عن سبب اختلاف الاجر والثواب ونوعه بين الروايات واشرنا مفصلا ان ذلك لعله لاختلاف رتبة الزائر وطريقة زيارته واختلاف تأدبه والتزامه بتقواه وورعه .
واما في هذه الرواية :
8- عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من زائر الحسين عليه السلام من شيعتنا لم يرجع حتى يغفر له كل ذنب و يكتب له بكل خطوة خطأها و كل يد رفعتها دابته ألف حسنة و محي عنه ألف سيئة و ترفع له ألف درجة .
وقفة :
ان الشيعي هو من يرجع مغفورا له وهذا امر طبيعي لا ريب فيه لان الله سبحانه وتعالى يقول
َ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقينَ (27)(المائدة)
ورد عن الامام الصادق عليه السلام في كتاب :
تأويل‏الآيات‏الظاهرة 34 سورة البقرة و ما فيها من الآيات الب...
أبي القاسم قال سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عز و جل : الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ؟
فقال : المتقون هم شيعة علي عليه السلام و الغيب هو الحجة الغائب .
الكافي ج : 1 ص : 182
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : إِنَّكُمْ لا تَكُونُونَ صَالِحِينَ حَتَّى تَعْرِفُوا وَ لا تَعْرِفُوا حَتَّى تُصَدِّقُوا وَ لا تُصَدِّقُوا حَتَّى تُسَلِّمُوا أَبْوَاباً أَرْبَعَةً لا يَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلا بِآخِرِهَا ضَلَّ أَصْحَابُ الثَّلاثَةِ وَ تَاهُوا تَيْهاً بَعِيداً إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لا يَقْبَلُ إِلَّا الْعَمَلَ الصَّالِحَ وَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الْوَفَاءَ بِالشُّرُوطِ وَ الْعُهُودِ فَمَنْ وَفَى لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَرْطِهِ وَ اسْتَعْمَلَ مَا وَصَفَ فِي عَهْدِهِ نَالَ مَا عِنْدَهُ وَ اسْتَكْمَلَ مَا وَعَدَهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ الْهُدَى وَ شَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ وَ أَخْبَرَهُمْ كَيْفَ يَسْلُكُونَ فَقَالَ : وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏ وَ قَالَ : إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ فِيمَا أَمَرَهُ لَقِيَ اللَّهَ مُؤْمِناً بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه واله هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ فَاتَ قَوْمٌ وَ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَهْتَدُوا وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ آمَنُوا وَ أَشْرَكُوا مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُ مَنْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا اهْتَدَى وَ مَنْ أَخَذَ فِي غَيْرِهَا سَلَكَ طَرِيقَ الرَّدَى وَصَلَ اللَّهُ طَاعَةَ وَلِيِّ أَمْرِهِ بِطَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةَ رَسُولِهِ بِطَاعَتِهِ فَمَنْ تَرَكَ طَاعَةَ وُلَاةِ الْأَمْرِ لَمْ يُطِعِ اللَّهَ وَ لَا رَسُولَهُ وَ هُوَ الْإِقْرَارُ بِمَا أُنْزِلَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .
ولعل من هذه الروايات نفهم قول امامنا عليه السلام في الرواية الثامنة حيث يقول عليه السلام : (من زائر الحسين عليه السلام من شيعتنا ....)
والحمد لله الذي جعلنا من محبي آل محمد ومواليهم عليهم افضل الصلاة والسلام لتشملنا رتبة من تلك الرتب المباركة ان شاء الله .