السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الصداقة هي من الضروريات التي يصعب على الإنسان أن يستغني عنها .. فالصديق هو بمثابة المرآة التي نرى فيها أنفسنا .. وهو ذلك المرسى الذي نأوي إليه إذا ما طال سفرنا .. وهو ذلك الصدر الحنون الذي نشاركه همومنا ومآسينا .. وهو عندما تشتد بنا الحاجة نلجأ إليه لكي يأوينا .. بعد الله عز وجل طبعا ..
واختيار الصديق أمر هام جدا .. لأنه بحسب اختيارنا يتحدد مصيرنا ومصير صداقتنا ..
فالصديق الصالح هو الذي يمكننا الاعتماد عليه عند الملمات وهو الذي ينبهنا إلى الأخطاء والعثرات ... وأما الصديق الطالح فهو الذي لانجده عند اشتداد الأزمات ويجرنا معه إلى المهاوي والزلات ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ) .
وباختلاف الاشخاص الذين نقابلهم في حياتنا .. تختلف درجات قربنا منهم وصداقتنا لهم .. فهناك من لا تتعدى علاقتنا معهم أكثر من تبادل كلمات الترحيب وتجاذب أطراف الحديث العادية .. وهناك من تكون علاقتنا بهم كعلاقتنا بإخواننا وأخواتنا أو ربما أشد ..
ومع هذا كله .. فإن هناك أمورا قد يتحرج الإنسان من ذكرها لصديقه مهما بلغت قوة علاقتهما ببعض .. وقد يضطر الواحد منا إلى كتمان بعض همومه في صدره خوفا من الفضيحة .. فيظل يصارع تلك الهموم ويحبسها في صدره إلى أن تقضي عليه !!
إلا أن هناك نوع من الأصدقاء إذا ما وثقنا علاقتنا به وقوينا روابطنا معه فإنه لن يخذلنا ولن نخشى منه على أنفسنا الفضيحة ..
ذلك الصديق قلة من الناس من يعرفه .. وقلة من الناس من يحظى بصداقته .. وقلة من الناس من يعرف كيفية كسبه والتعامل معه ..
ذلك الصديق هو نفوسنا !! .. نعم إنها نفسي ونفسك ونفوسنا جميعا .. فنحن لن نجد أحدا نأتمنه على أسرارنا أفضل من نفوسنا .. ولن نجد أحدا يحرص على مصالحنا ويخاف علينا أكثر من أنفسنا ..
فعلينا أن نتعرف على أنفسنا عن قرب .. وأن نتصالح ونتعاهد معها على أن لا يظلم أحدنا الآخر .. فالنفس إن أهملناها فإنها ستأمرنا بالسوء .. وإن راعيناها وكسبناها فإنها ستلومنا إذا ما أخطأنا وتشجعنا إذا ما أصبنا ..
فهل نستطيع أن نكسب ذلك الصديق الحقيقي ..؟؟؟
ومشكورة اختي شجن عالموضوع الحلوو ولا احرمنا الله من مواضيعك ووجودك
وتحياتي لكِ..
المفضلات