شكرا أخي القاضي على ما أوردته في الأعلى كما أعتدر عما نسبته خطأ للإمام علي(ع) فالنقص من صفات البشر وشكرأ لك على التصحيح هذا أولا.
أما ماذكرت في ردك (فمنهم من أقر بدعوته ( ص ) ومنهم من أقر بالدعوة ظاهريا وفي قلبه يبطن النفاق وعدم الايمان بولايته ) فأنا أؤيدك في هذا تمان التأيد ولاكن أوضح بأن الجميع آمنو وأقرو بالدعوه وفهموها ووعوهى فمن سلم بها وطبقها عمليا عن عقيده فهذا تطبيق الإسلام ومن أقر بها ظاهريا فهو في قرارة نفسه يؤمن و يعلم بأن الله هوالله وأن ماجاء به محمد (بمافيه الولايه) هو الحق ولاكنه جحده وهذا خلاف الإسلام فأظهر الإيمان وبطن جحده له فهو منافق وسآتي على توضيحها في تعليقي على آيه الأعراب التي ذكرتها أنت.
وأما في قولك (وهكذا جاءت الايات الكريمة بيا ( أيها الذين آمنوا ... ) فمنها خاصة ومنها شاملة للمؤمنين والمنافقين لكونهم ظاهريا متصفون بصفات المؤمنين ( كسلمان منا اهل البيت ) ونحن نعلم من هم اهل البيت ولكن لكونه مظهراً لصفاتهم عليهم السلام وهكذا في ( فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس ) فقد دخل ابليس في خطاب الملائكة وهو ليس من الملائكة ...لكونه مظهراً لصفاتهم )
هنا أقول عزيزي بأن كلام الخالق كما إتفقنا ليس ككلام المخلوق فحين ما يقول عزوجل ياأيه الذين آمنو فهي عباره دقيقه تقصد المعنى في اللآيه التي وردة فيها فهي كاملاه من كمال قائلها وهوالله ولاكن حين ما أقول أنا ياأيه الذين آمنو في كلامي الدارج (لاأعني في تلاوة القران) فهي عباره تتصف بالنقص لنقص قائلها لذا أوضح بأن الإيمان درجات كما هو مذكور في كتاب الله والله صنف أهل الإيمان بعدة تعابير في القران فتاره يسميهم المؤمنين وتاره يسميهم المؤمنون وتاره الدين آمنو وهذا كل بدرجه إيمانه مثال على ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران آيه 28 بسم الله الرحمن الرحيم (لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير ) فالأيه توضم أن المؤمنون هم الفئه العامه من أتباع الدين الإسلامي فهو يقول لهم بأن لايتخذو الكافرين أولياء من دون المؤمنين من هنا نجد بأن المؤمنين درجه إيمانها أعلى من عموم المؤمنون لدا هو يأمر بإتخاذهم أوليا من قبل العموم،
أما لموضوع إبليس فالآيه تنفي كونه من الملائكه فالآيه صرحه تقول (فسجدت اللائكه كلهم) أي ان الملائكه كلهم سجدو وهذه صفتهم فهم لايعصون الله طرفه عين أما إبليس فلأنه لايتصف بصفات الملائكه بل يتصف بصفات العبد المطلقه فهو يعصي الله لدا هي تميزه عنهم لذلك هو قام بالعصيان بأمر السجود وهذ توضحه آيه 50 في سوره الكهف بسم الله الرحمن الرحيم(واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) إذا هنا إبليس كان يعمل عمل الملائكه من العباده ولم يسلم لله بأمر السجود فقد كان من المؤمنين فأصبح من الكافرين بعدم التسليم ولاكن لو سلم لتبوء مرتبه أعلى من ماكان عليه.
أما بالنسبه لآية الأعراب وهي بسم الله الرحمن الرحيم (قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم ) هنا أريد أن أوضح أمر بأن الأعراب وصفهم الله بأنهم أشد كفرا ونفاقا في سورة التوبه آيه97 بسم الله الرحمن الرحيم(الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم ) فقد وصفتهم الآيه بالنفاق والكفر وهذا مصداق للآيه الأولى فهم تظاهرو بأعمال المسلمين كما المسلمين وبدرجه أنه لايعلمهم الا الله قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم ) لهذا قال لهم قولو أسلمنا أي قمنا بأعمال المسلمين ولكن هذا عمل بدون إيمان فهو ليس الإسلام قال علي (ع) في نهج البلاغه (فبالإيمان يستدل على الصالحات وبالصالحات يستدل على الإيمان ) ففعل ألأعراب فعل المسلمين وهي الصالحات كما في كلام الإمام ولاكن من دون إيمان فهو نفاق.
وكما قال عليه السلام في أحد خطبه في نهج البلاغه ( لايصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده) أي مسلم لله حق التسليم وهو الإسلام ( الإيمان والتسليم بالعمل)
كما نلاحظ أيظا من أن بعض الأعراب من يؤمن بالله وهم فئه ذكرهم الله في سورة التوبه آيه99 بقوله بسم الله الرحمن الرحيم (ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول الا انها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته ان الله غفور رحيم )
أما ماذكرته أنت بخصوص الروايه التاليه مكان الإتفاق وهي كما أوردتها أنت في البدايه تحتوي على خطأ غير مقصود منك وهو أن الإسلام لايشرك الإسلام وهي كالتالي(
1 ) سئل الامام الباقر عليه السلام عن الايمان فقال : الايمان ماكان في القلب ، والاسلام ما كان عليه المناكح والمواريث وتحقن به الدماء ، والايمان يشرك الاسلام ، والاسلام لا يشرك الاسلام .) والصحيح ذكرته أنت في الرد الثاني وهو أن الإسلام لايشرك الإيمان، ولي تعليق على هذه الروايه ولاكن أريد منك أخي الكريم ذكر مصدره لأرجع لها إن أمكن وأكون لك من الشاكرين.
أورد هنا كلام لأمير المؤمنين علي (ع) في نهج البلاغه يصف الإسلام
(الحمد لله الذي شرع الإسلام فسهل شرائعه لمن ورده وأعز أركانه على من غلبه فجعله أمنا لمن علقه وسلما لمن دخله وبرهانا لمن تكلم به وشاهدا لمن خاصم به ونورا لمن استضاء به وفهما لمن عقل ولبا لمن تدبر وآيه لمن توسم وتبصرة لمن عزم وعبرة لمن إتعظ ونجاة لمن صدق وثقة لمن توكل وراحه لمن فوض وجنه لمن صبر فهو أبلج المناهج واضح الولائج مشرف المنار مشرق الجواد مضيء المصابيح كريم المضمار رفيع الغايه جامع الحلبه متنافس السبقة شريف الفرسان التصديق منهاجه والصالحات مناره والموت غايته والدنيا مضماره والقيامة حلبته والجنه سبقته)
أنظر عزيزي للجمله بالون الأحمر تجدها صفات المؤمنين في سباقهم نحو هذا الدين (الإسلام)
أختم عزيزي بالتنبيه بأن ترجع للآيات في سورة البقره من آيه 127 حتى الآيه 133 ستجد [ان إبراهيم يدعو لنفسه وهو نبي ولأبنائه وأمته بالوصول لدرجة الإسلام ولايكتفي بالدعا بل ويوصي بها لبنيه والمعتاد حين ما يطلب الشخص أمرأ من خالقه وهو الكريم فإنه يطلب أعلى درجة وكذلك حين ما يطلب الشيء لأبنائه فأنا لم أجد أمي إلا وتطلب لي خير الدنا وخير الآخره (طبعا لانختلف [ان إبراهيم وصل إلى تمام الإيمان ومع ذلك فهو يطلب بأن ينال درجة الإسلام وهو قطعا مسلم ولكن لعلو مكانت هده الدرجة.
وشكرا أخي العزيز القاضي أسعدت بالتعرف عليك أدعو لي ولك بالتوفيق وبالثبات على طاعة الله وإجتناب نواهيه ماحينا وولاية نبيه وأهل بيته فهي الحسنه التي لاتضر معها معصية وبنص القران واضحة فيه وضوح الشمس لاينكره إلا جاحد منافق......والسلام
المفضلات