
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القاضي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اشكرك اختي الكريمة " مريم المقدسة " على حسن متابعتكم وإعطائنا فرصة تكملة الحوار ... كما أشكرك اخي العزيز ( vichic1 ) على مواصلة الحوار وان شاء الله نستفيد بتبادل الافكار ، فـ بالنسبة لموضوع ( امر اهل البيت عليهم السلام اظن انه تشبع ولا مجال للمناقشة فيه ولهذا نختصر الوقت ونتحول الى النقطة الموعودة ( وهي الحوار حول الاسلام والايمان )
بين يدي الان عدة روايات من أهل البيت عليهم السلام منها نستفيد في ايضاح معنى الاسلام والايمان ومنها نتبرك بها
1 ) سئل الامام الباقر عليه السلام عن الايمان فقال : الايمان ماكان في القلب ، والاسلام ما كان عليه المناكح والمواريث وتحقن به الدماء ، والايمان يشرك الاسلام ، والاسلام لا يشرك الاسلام .
2 ) وقال الامام الباقر عليه السلام : جاء رجل الى النبي ( ص ) فقال يارسول الله أكل من قال لا إله الا الله مؤمن ؟
قال : ان عداوتنا تلحق باليهود والنصارى ، إنكم لا تدخلون الجنة حتى تحبوني ، وكذب من زعم يحبني ويبغض هذا .. يعني عليا ( ع )
2 ) روي عن الامام الصادق عليه السلام : الاسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان ، فهذا الاسلام
وقال : الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا ، فإن أقر بها ولم يعرف هذا الأمر ، كان مسلما وكان ضالا ( والمقصود من الأمر هي ولاية أهل البيت ( ع )
أكتفي بهذه الروايات على لسان ائمتنا عليهم السلام والتي يتضح من خلالها
ان الاسلام هو :
الاقرار بالشهادتين وهو الذي يحقن به الدماء والاموال ( ومن قال لا اله الا محمد رسول الله فقد حقن ماله ودمه )
وان الايمان هو :
الاقرار باللسان وعقد بالقلب وعمل بالجوارح وانه يزيد بالأعمال ، وينقص بتركها ، والتصديق بالله ورسوله وجميع ما جاء به وولاية أهل البيت عليهم السلام
وكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن بدليل قوله تعالى ( قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم )
كما أضع بين يديك أخي العزيز أقول العلماء من شيعة أهل البيت عليهم السلام حول الايمان حتى تتضح الرؤية أكثر :
1 ) قال العلامة المجلسي رضوان الله عليه في مرآة العقول :
أن الايمان هو التصديق وحده وصفاته وعدله وحكمته وبكل ما علم بالضرورة مجيء النبي ( ص ) به مع الاقرار بذلك والتصديق بإمامة الائمة ( ع )
2 ) قال الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر :
يطلق الاسلام على ما يرادف الايمان ، وعلى المصدق بغير الولاية وعلى مجرد اظهار الشهادتين ، ويقابله الكفر في الثلاثة ، كما أنه قد يطلق المؤمن على الاول وعلى المصدق بالولاية ..
3 ) المولى محمد صالح المازندراني :
الايمان هو الاقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وأوصياءه .
أكتفي بهذا القدر من الايضاح حول ( الاسلام والايمان ) منتظراً تعليقكم حول ذلك
السلام عليك يا عزيزي القاضي كما أبارك لك ذكرا ميلاد كريم أهل البيت (ع)
في البدأ أحب أن أوضح أمر وهو أن الدين عند الله الإسلام قال تعالى في سورة آل عمران آيه19 بسم الله الرحمن الرحيم
ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب
إدا لايعبد الله إلا بالإسلام فلاتوجد دين اليهوديه و لادين النصرانيه في القران وما ورد في هذا الخصوص كان توصيف لفئه وأتبع شخص لا أتباع دين فالنصارى أتباع عيسى (ع) واليهود هم قوم اليهود وأتباع موسى(ع) ولاكن دينهم هو الإسلام كما أتباع سيدنا محمد (ص).
أخي العزيز أنطلق من نقطه الإتفاق بيننا وهي أن الإيمان هو في القلب وهذا ما نص عليه القران وأقوال أهل البيت (ع) ويتضح من ما أوردته أنت عن الإمام الباقر (ع) بأن الإيمان ماكان في القلب وأن الإسلام هو العمل كما في الشطر الثاني من كلام الإمام(ع) وأيظا ما أوردته أنت عن الإمام الصادق(ع) (الاسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان ، فهذا الاسلام ).
هنا عزيز أقول بأن الإيمان كما هو واضح عقيده والعقيده مكانها القلب والدين(الإسلام) عمل وليس كل عمل بل هذا العمل هو تطبيق هذه العقيده بحذافيرها وعليه أحب أن أوضح نتيجه وهي ( أن الإيمان هو أول خطوه في الدخول للدين(الإسلام) فهي العقيده وعندما تطبق تعاليم هذه العقيده بالشكل الصحيح تكون وصلت إلى كمال الدين( الإسلام) فعندما أقول الشهاده (أشهد أن لاإله إلا الله) فأنا آمنت بأنه لايوجد إلاه غيره (فأنا مؤمن بالله) وحين أقول (أشهد أن محمد (ص) رسول الله) فأنا آمنت بأنه مرسل من عند الله (فأنا مؤمن برسالته........وهكذا، فهده العقيده وهي الإيمان التي تقع في القلب فكيف أنمي هذه العقيد(الإيمان) طبعا بالعمل (تنفيد تعاليم العقيده) فكلما أحسنت تطبيق هذه التعاليم كلما إقتربت من الدين الصحيح وهو الإسلام هذا طبعا ينطبق على جميع الديانات السماويه ومن هنا نجد بأن الله سبحان وتعالى يخاطب أتباع الدين بقوله ياأيه الذين أمنو وذلك لإتساع رقعة الذين آمنو وهم جميع أتباع الدين(الإسلام).
مثلا في قوله بسم الله الرحمن الرحيم (
يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
) نلاحظ بأن الخطاب هنا موجه لأتباع النبي (ص) فخاطبهم بالذين آمنو بالرغم من وجود المنافقين بينهم ولاكنه شملهم بالندا وبالتوصيف وكان الأحرى أن يكون الخطاب بياأيه المسلمون إن كان المسلمون هم الأشمل، وكما تعلم بأن الصيام مفروض على جميع من يتبع الدين(الإسلام) فإن قلنا بأن الذين آمنو هم أفضل المسلمين إذا فكأننا نقول بأن الصيام مختص فقط بهم ويسقط عن الذين لم يؤمنو من المسلمين وهذا غير صحيح والأمثله على هذا كثيره في القرآن كقوله ياايه الذين آمنو كتب عليكم القصاص..... وقوله تعالى إن الصلاه كانت على المؤمنين كتابا موقوتا..... وهكذا
ومن هنا أقول بان ليس بالضروره أن يكون كل مؤمن مسلم ولاكن كل مسلم هو قطعا مؤمن فمثلا النصارى فيهم المؤمنون و اليهود فيهم الؤمنون فهم آمنو بالله وبعيسى وموسى عليهم السلام ولاكن من آمن منهم بنبوة محمد (ص) وهو بشارة الأنبياء وأنه خاتم الرسل ترقى إلى مرتبة الإسلام فأصبح مسلما بالرغم من أنه يعبد الله على دين نبيه ودين نبيه هو الإسلام .
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم( فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون ) أنظر عزيزي إلى الآيه نجد بان عيسى (ع) أحس بالكفر من أتباعه فخاطبهم قال من أنصاري إلى الله فماذا كان الرد قال الحواريون نحن أنصار الله أمنا بالله (تدل هذه الجمله بصفة أتباع عيسى مطلقا ففيهم من كان مؤمن بحق وفيهم من هو مؤمن نفاقا) فنلاحظ أن الحواريون ميزو أنفسهم بالإسلام وليس الإيمان بقولهم واشهد بأنا مسلمون ومثل هاذه الآيات كثيره مثال أخير أختم به اليوم قوله تعالى بسم الله الرحمنى الرحيم
(
يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين
) سورة البقره آيه 208 أنظر أخي بأن الخطاب في الآيه هو للذين آمنو وهو يأمرهم بالدخول في السلم كافه ( بالرغم من أنني أحب دائما أ، أعتمد على نفسي في الفهم ولاكن أقتطع جزء من تفسير هذه الآيه من كتاب الميزان في تفسير القرآن وهو(
قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة، السلم و الإسلام و التسليم واحدة، و كافة كلمة تأكيد بمعنى جميعا، و لما كان الخطاب للمؤمنين و قد أمروا بالدخول في السلم كافة، فهو أمر متعلق بالمجموع و بكل واحد من أجزائه، فيجب ذلك على كل مؤمن، و يجب على الجميع أيضا أن لا يختلفوا في ذلك و يسلموا الأمر لله و لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، و أيضا الخطاب للمؤمنين خاصة فالسلم المدعو إليه هو التسليم لله سبحانه بعد الإيمان به فيجب على المؤمنين أن يسلموا الأمر إليه، و لا يذعنوا لأنفسهم صلاحا باستبداد من الرأي، و لا يضعوا لأنفسهم من عند أنفسهم طريقا يسلكونه من دون أن يبينه الله و رسوله، فما هلك قوم إلا باتباع الهوى و القول بغير العلم، و لم يسلب حق الحياة و سعادة الجد عن قوم إلا عن اختلاف.
و من هنا ظهر: أن المراد من اتباع خطوات الشيطان ليس اتباعه في جميع ما يدعو إليه من الباطل بل اتباعه فيما يدعو إليه من أمر الدين بأن يزين شيئا من طرق الباطل بزينة الحق و يسمي ما ليس من الدين باسم الدين فيأخذ به الإنسان من غير علم، و علامة ذلك عدم ذكر الله و رسوله إياه في ضمن التعاليم الدينية.
و خصوصيات سياق الكلام و قيوده تدل على ذلك أيضا: فإن الخطوات إنما تكون في طريق مسلوك، و إذا كان سالكه هو المؤمن، و طريقه إنما هو طريق الإيمان فهو طريق شيطاني في الإيمان، و إذا كان الواجب على المؤمن هو الدخول في السلم فالطريق الذي يسلكه من غير سلم من خطوات الشيطان، و اتباعه اتباع خطوات الشيطان.)
هنا أقول أخي بأن الإسلام هو التسليم الكامل لله وهو أرقى مرتبه يصل لها بني البشر وهو تماما مافعله الأنبياء والصالحين ويتضح من قصصهم وهذا يأتي من صحه الإيمان والعقيده فنرى أمر أبي عبدالله الحسين وقصة إستشهاده ومدى التسليم بأمر الله وتنفيده فهو المسلم المتبع لدين الله فكما قلنا بأن الإيمان عقيده بالقلب والإسلام عمل بهذه العقيده فهذا مافعله الحسين(ع) ولربما يوجد شخص يؤمن بالله ولاكن لايمكنه التسليم بأمر الله كما فعل الحسين (ع)
أما ما جاء عن الإيمان في أحاديث لأهل البيت التي أوردتها أنت فهي تبين بأن الإيمان لايكتمل إلا بولايتهم وكما قلنا في بحثنا السابق بأن ولايتهم هي أمر الله فمن ينفذ هذا الأمر فهو مسلم بما أنزل الله تمام التسليم طبعا من يؤمن بأمر الله بولايتهم ويسلم به هو قطعا يؤمن بما دونه من تعاليم الدين ومسلم بها.
وكذلك أقوال العلما التي أوردته أنت هي توضح الإيمان بولايه أهل البيت على الخوصوص وأكتفي منها هذا المقطع
2 ) قال الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر :
يطلق الاسلام على ما يرادف الايمان ، وعلى المصدق بغير الولاية وعلى مجرد اظهار الشهادتين ، ويقابله الكفر في الثلاثة ، كما أنه قد يطلق المؤمن على الاول وعلى المصدق بالولاية ..
قال الشيخ كما أنه قد يطلق المؤمن على الأول هنا أقول نعم قد يطلق عليه بأنه مؤمن لأنه ىمن بالله وبرسول وبالموده في القربي ولاكنه لم يسلم بالأخيره لدى هو لم يرتقي لمرتبه المسلم المقصوده في القرآن ولاكن عبر عنه الشيخ بالمسلم إسطلاحا لأنه من أتباع دين محمد(ص) وقد درج تسميتهم بالمسلمين،
أذا من القرآن نجد بأن درجة المسلمين درجه يطمح لها الأنبياء والصالحين.
ولضيق الوقت لايمكنني الآن من توضيح ما فهمته أنا من لأحاديث التي أوردتها أنت بشكل تفصيلي لضيق الوقت لذا أكتفي بهذا أما الآيه التي أوردتها فهي بحث مستقل أورده في وقته إنشاء الله
المفضلات