الولد : بابا .. بابا لماذا تبكي ؟
الأب ( وهو يجهش بالبكاء ) : لاننا خنازير بابا
الولد : لماذا نحن خنازير ؟
الأب : هه ! وماذا تريد ان نكون يا بني ؟
الولد : ما رأيته في احدى المجلات ..
الأب : وما الذي رأيته ؟
الولد : رأيت بشراً !
الأب : آة يا بني .. القصة طويلة
الولد : قلها يا بابا !
الأب : بني صدقني القصة طويلة
الولد : قلها يا بابا ارجوك
الأب : طيب .. قبل سنوات تعرضت لاشكالية
الولد : وماهي يا بابا ؟
الأب : اشكالية الهويات
الولد : كيف يعني بابا ؟
الأب : رأيت في الشيعة تيارات كلهم في حالة صراع وفي التسنن تيارات كلها في حالت صراع والمذهبين دائما في حالة صراع .. ثم رأيت الاديان المسيحية مذاهب والمذاهب تيارات وكلها في حالة صراع واليهود كذلك وكل العقائد تصارع بعضها البعض
الولد : فماذا فعلت بابا؟
الأب : قررت ان اكون وطنيا وان اكون ليبراليا فالليبرالية هو الهوية الصالحة للجميع وكرست نفسي لانتقاد المذاهب والاديان حتى يقتنع اصحابها بانهم على باطل ويتركون هوياتهم القاتلة !
الولد : وما هي الليبرالية ؟
الأب : اووه لا تذكرني !
الولد : طيب وماذا حدث بعدين بابا ؟
الأب : رأيت بأن الاوطان تتصارع والليبراليون يتصارعون مع ا لاسلامين واليسارين
الولد : وبعدين ؟
الأب : اتفقت مع اصدقائي الليبرالين بترك كافة الهويات وان نكون مجرد " بشر " من دون هويات حتى نقتلع الشر والصراع والدمار و ننتمي للكون فقط !
الولد : وبعدين بابا ؟
الأب : عشنا في جزيرة نحن الليبرالين سابقا الانسانين حاضرا ! ولكن الامر لم يختلف صراع وحسد وطمع وجهل وخلافات بشعة فأدركت ان المشكلة ليست في الهويات الدينية او الهويات الوطنية بل المشكلة في الانسان وعقله !
الولد : فماذا فعلت بابا ؟
الأب : كتبت كتابي التنظيري الكبير " من الليبرالية الى الخنزيرية " !
الولد : وبعدين بابا ؟
الأب : اصبحت خنزيرا ..
الولد : ولماذا البكاء بابا ؟
الأب : لان الخنازير تريد قتلي لان مظهري الى الان مظهر انسان ! ودائما اقسم لهم باني خنزير ولا يصدقوني ..
الولد : لا تبكي بابا فانا اصدقك بانك خنزير .
منقووووول
المفضلات