النتائج 1 إلى 15 من 99

الموضوع: هدية لشبكة الناصرة الثقافية قبل الطبع : كتاب( رسائل من كشكول الحياة ) للمرشد الدولي

مشاهدة المواضيع

  1. #19
    عضو متميز الصورة الرمزية المرشد الدولي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    261
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    218

    رد: هدية لشبكة الناصرة الثقافية قبل الطبع : كتاب( رسائل من كشكول الحياة ) للمرشد الدو

    الرسالة الخامسة عشر :


    كيف نصنع السعادة ونحارب الإكتئاب ...




    معنى السعادة .....



    السعادة ... كلمة جميلة تنم عنى معنى لا يوصف بالنطق والتفوه ، هي إحساس وتناغم للروح مع من حولها ومع البيئةالمحيطة بها .



    السعادة ... تراشق الإنسان لأخيه الإنسان بريش الإطمئنان ولغة الحنان ، سواء كان الإنسان ذكراً أم أنثى ، سواء كان أسوداً أو أبيضاَ ، أباً أمأماً .... لافرق هناك بين ما خلف الجلد أو من هو صاحب الجـلد ، .... إن السعادة تمازج روح الإنسان وإنصهارها برضا وقناعة مع من حولها حتى في أتعس الأوقات .



    بإختصار : السعادة تعني الرضا بالوضع الوقتي والمكاني المحيطان بالشخص .



    لكنمهما بعدت عنا السعادة ، او بمعنى أصح افتقدناها لفترة معينة،...سنعتقد أن الحزن حلمحلها وأستعمر مكانها ، وهذا غير صحيح ، والصحيح إنها حجبت عنا فقط أي أصبح الحزنكالستار الحاجب بيننا وبين إحساس السعادة .



    ومهما طالت المدة أو قصرت ، سيأتيزمن تزول فيه ستارة الحزن والكآبة ، وسترجع أمامنا لوحة السعادة مشرقة مفعمة نشطةكنور الصباح الذي يدخل نافذة أنفسنا لينير قلوبنا ، وهذا يعود إلى مدى جديتناوصدقنا مع أنفسنا قبل صدقنا مع الآخرين .




    الخوف والقلق أقرب الطرق إلى الحزن :



    في أيام المرحلة الثانوية ...... كان معظم زملاء المدرسة يشكو قلة نومه ، أو بمعنى أصح إنعدامه ،وخاصة أيام الإختبارات النهائية ، والسبب هو إنشغال عقولهم بالإختبار غداًَ ، وكيف سيكون اللقاء بالصفحة الأولى.



    مذاكرة حتى آخر الليل ، تتخللها أوقات من القلق والهلع المخيف ، كأنه شبح مخيف يحوم حولهم.... كنت دائماً أردد لهم مقولتي المشهورة عني ( لن أخاف ، لأن غداً ليس يوم شنقي ) ، إنه فقط اختبار سيمضي كما مضى غيره ، أي نعم كنت أؤمن إن كل الذي يمر علينا من خوف هو من صنع أيدينا ، وإنه كثوب نخيطه ونلبسه أجسادنا ، ....إننا نعطي الأمور والظروف أكثر من حقها ، إننا نحولها إلى كابوس وجحيم يهددنا ، .....وسوف تمضي الأيام ، ونكبر ونحصل فيه على وظيفة وسنتزوج ونصبح أباء ، وسنأسف على الأيام التي أضعناها في الخوف والتفكير والسهر حتى الفجر ، أي نعم كنت أؤمن بأن الصبح سيأتي ولاحاجة للخوف !، هل نحن ممن صدرعليهم حكم بالإعدام في السوق !، وأمام مرأى الناس ، لا أعوذ بالله



    إذاً لماذا نخبز أقراص الخوف ونضعه في سلة فوق رؤوسنا من الأساس ؟






    بعد أنجلاء الأيام والفصول ، وبعد مرور السحاب فوق رؤوسنا ، .....صدفة قابلت أحد هؤلاء الذين كانوا يئنون في الليل بجنون ، وخاصة كلما أقتربت حصة الاختبار، ووقت الذروة الرهيبة قبل دخول الفصل بدقائق ، فترى قلب تزدادضرباته ، وتنفس يزداد زفيره ، ولون شاحب مع قليل مع اسوداد الشفتين .....والسبب كابوس تخيلوه وعجنوه من المواد العلمية ، وحرموا أنفسهم من الأكل والكلام معالآخرين .



    سألته : عزيزي


    : هل ندمت على الأيام التي ضيعتها في الخوف ولم تسمع كلامي ؟



    ها آنت موظف ما شاء الله عليك وميسور الحال .


    قال لي صدقت ، كلما أحسست بالخوف والقلق ، أتذكر كلامك ، غداً نحن لن نعدم في السوق حتى نخاف ، فيهدأ بالي وأتنفس الصعداء .



    الكثير من الناس ، رجالاً ونساء تعودوا صنع الخوف من لاشيء ، ....قلق واضطراب وقتي أو مؤقت ، فنرى بعض النسوة، يسهرن الليل ولا يستطعن النوم ،بسبب إن غداً عندهن وليمة لبعض النسوة ، وتفكرن ماذا سيعددن من الطعام غداً !! ( ورق عنب أو محشي كذا ) وكأنها تعد حرباً لتحرير فلسطين، فيصبحن مملوءين بالتعب ، من رؤوسهن حتى أخمص أقدامهن ...إنهاك نفسي حتى قبل الطبخ والنفخ !



    أو مثلاً ، بعض الشباب يعد العدة لتجهيز كل ما يحتاجه من الأدوات اللازمة للرحلة ، فتراه على السرير يحوم في شوارع أفكاره دون النوم ، حتى يأتي الصباح وهو يفكر ( ماذا أحضر ، وماذا أشتري ) وهو في حالة خوف نوعاً ما ، وكأنه أرتكب ذنباً ، حتى تشرق الصباح وهو تعبان ونائم طول الرحلة !



    الروتين والكآبة :



    هل نستطيع أن نصنع السعادة أم هي عابرة حسب الظروف؟



    هل نستطيع أن نخلع شتلة سعادة ونغرسها في قلوب غيرنا ؟



    هل الكآبة توأم للتعاسة ؟



    من هم المتذمرون ؟



    هل الحياة مصدر تعاسة ونحس لدى البعض ، أم هم السبب في ذلك ؟



    هل الحزن موجود أصلاً ؟



    التفاؤل ... القناعة ....البشاشة ...صفات الأنبياء والصالحين ، وهي أهم مصانع السعادة .



    البشر من حولنا ( رجال ونساء ) على أربعة أصناف :


    الأول : صنف يعيش في جو مليء بالسعادة ، ويعيش السعادة .

    الثاني : صنف يعيش في جو مليء بالحزن ويعيش السعادة .

    الثالث : صنف يعيش فيجو مليء بالسعادة ، ويعيش الحزن .

    الرابع : صنف يعيش في جو مليء بالحزن ويعيش الحزن .



    الصنف الأول من البشر إنسان سعيد ومحضوض ، .....فقد حباه الله ببيئة سعيدة ورغد من العيش ، وولد وفي فمه ملعقة منالسعادة ، فتأقـلم مع حياته الجميلة وأصبحت السعادة جزءاً لا يتجزأ من حياته الهنيئة ، ولا شئ يعكر صفو حياته ، سواء المادي أو الاجتماعي ، وهذا النوع ممنون لظروفه وبيئته التي يحوم فيها وتحوم حوله ، والفضل لله ثم لمن تسبب بذلك ، وعليه الشكر والحمد .



    الصنف الثاني من البشر ، إنسان أكثروأوفر حظاً من سابقه ، لأنه قاوم الحزن ، وعالج ظروفه وحولها إلى سعادة وتكيف معحياته ،دون اللجوء إلى التكوّن في قالب الحزن ، والتمرد على بيئته الحزينة ، وحياته تتصف بالقناعة والتفاؤل ، وهذا عين العقل ، ومهما انقلبت عليه الظروف وتكالبت عليها لأحداث سيعيش سعيداً إلى آخر رمق في حياته ، وهذا النوع من البشر ، بحق معلموأستاذ وصانع للسعادة ، الذي ونحن في أمس الحاجة إليهم .



    الصنف الثالث من البشر ، إنسان عكس الصنف الأول تماماً ، ....بيئة سعيدة من عدة نواحي ، حياته ملئها سعادة ، لو وزعت وقسمت ، لكفت عشرات الأشخاص ، مادياًواجتماعيا وفكرياً ، لكن لا فائدة من ذلك ، فهو متذمر طول الوقت وجاحد لما يقع بينيديه ، ولا يشكر الله على ما أتاه ، ....دائماً ينكر ما بحوزته من سعادة ، زوجته مؤمنة وجميلة ، ويخاطب نفسه وربه بأنه تسرع في الاختيار ولم يفكر ، ...لديه عائدمادي جيد ، وأموال ورثها دون تعب ، ومع ذلك يلطخ نفسه في التراب ، لماذا ربحت القليل ولم أربح الكثير ، لماذا سيارتي كذا وكذا ، ومعظم هؤلاء يتلبسون الكسل والإهمال في حياتهم ، ويحبون التسويف والتأجيل لمعظم شؤونهم وشؤون أسرهم ومن حولهم، وأتمنى أن يقل عددهم ، وأن يهدي الباقي منهم .



    الصنف الرابع والأخير ، إنسان مستسلم للبيئة الحزينة من حوله ، وأسيرلظروفه ، ولا يجتهد أو يفكر أن يحرك ساكناً ، يعيش الحزن والكآبة ، وكأن الله لم يخلق حزيناً غيره ، وكأن الحياة تنتظر وصوله كي تقف فوق رأسه منغصة لعيشته ، والكون كله عدو له ، ... وهذا النوع مريض سهل علاجه، ومعظمهم متقوقع في داخل نفسه ، ولايحب الاختلاط مع الآخرين ، وهنيئا لمن يرمي حبل النجاة على أحدهم لينتشله .



    أي نعم نحن من يفعل ذلك ، نحن نقدرأن نصنع السعادة والفرح ونضعها في صندوق ونقفل عليه وندعي أن المفتاح ضائع .



    وفي نفس الوقت نصنع الكآبة والحزن والقلق وكل السلبيات، ونضعها في وعاء في عقولنا، حتى تسيطر علينا وتستعمرنا ونصبح كالرهائن والأسرى.




    إن عدم تفهمنا للأمورالتي تحيط بنا ، وعدم نظرتنا للحياة بشفافية سهلة ،أدت إلى خلق مطبه كحجر عثر يقففي طريقنا ، وتطورت إلى سرطان يمنعنا من التكيف مع بيئتنا الإجتماعية ، ....فأصبحنامرضى مع أهلنا ، مع عملنا ، مع أصدقائنا ، والمهم الأهم هو ((( مع أنفسنا أولاً ))) .




    يجب أن أحدث نفسي قبل تصنيف ما سيحدث أو حدث أمامي، وقبل الخوضفي مسألة ما ، أو قبل النطق بكلمة أو عمل له تأثير عليّ، يجب أن أفكر قبل أن أتخذ القرار النفسي ، ( هل ستلج نفسي في حديقة السعادة ، أم ستغرق في وحل الحزن وتصطدم بصخور التعاسة ) .



    لقد تسبب أحدهم بزعل زوجته وتطفيشها وذهابها إلى بيت أهلها لمدة ثلاثة شهور ، والسبب كلمة خرجت من فمه ، جعلتهيعظ أصابع الندم ويتجرع كأس التوبة كل يوم ، ( بأن لا يعيدها مرة أخرى).



    (لقد علق على مذيعة الأخبار الحسناء في القناة الفلانية ، وكيف إنه لاحظ إنها قصتشعرها ووضعت الميش !)




    وكيف لم يلاحظ ذلك في زوجته التي تضع وتصنع الكثير ، ولايقول أو يمدح حتى هي تسأله !!!!



    كلمة منه ، وكلمه منها ، ورمت هي بالوعاء الذي بيدها (على السيراميك )، فخرج صوت قوي ففاجأها بصفعة على خدها ،أضطرب المنزل ، خاف الأولاد ، اتصلت بأخيها وهي تبكي ، حضر وأخذها مع أولادها ومكثت عند أهلها ثلاثة أشهر .


    والغريب إن عيد زواجهم بعد يوم واحد فقط ، وكانت زوجته وقت المشكلة تعد طبخة لذيذة ، كان الزوج يحبها لدرجة الجنون !



    أخذالرجل يقضي معظم أوقاته الليلية في المقهى ، كالخشبة بين أصحابه ، يجاملهم بتوزيع الابتسامات المزيفة ، وخلف ستار قلبه هم مطبق عليه ، وحزن ، وكآبة سوداء ، لقد شكا لي همه ، وأبدى ندمه ، وإنه أضطر في بعض الأحيان إلى البكاء فوق سريره، وشدة ولهه على زوجته وأبناءه الملائكة .



    لماذا نضع أنفسنا في تلك المواقف ؟


    كيف أرى السعادة المقبورة في نفسي ؟



    أخبرني أحدهم إنه تحولمن رجل حزين وتعيس ويائس من الحياة إلى رجل ملئه سعادة من رأسه حتى أخمص قدميه ،وقال إنه خسر من عدة سنوات ثلاثة أرباع ما يملك ، فعاش في قمة الحزن ، و أنعكس ذلكعلى علاقته بأهله وأصدقائه ، وصادف في تلك الفترة إنه أضطر إلى مصاحبة أخيه المصاب بالسرطان إلى الرياض كي يأخذ حقنة كيماوية الدم ، وعند وصولهما المستشفى صباحاً ،أدخلوهم إلى غرفة الانتظار ، وكان بالغرفة أعداد كثيرة من المرضى القادمين من أنحاء المملكة والعالم ، منهم الرجل والمرأة ،والشباب والمسنين .


    وأستغرق انتظارهم حوالي ساعتين ، وكان معظم الجالسين يتحدث ويفضفض عن نفسه ويشكي همه ، هذا قال إن عنده سرطان الدم ، وهذا سرطان القولون ،وذاك سرطان المخ ، والكثير من الأمراض ولله الحمد والمنة ، وكان صاحبنا يستمع لهذيانهم وهرجهم ، حتى نسى إنه مفلس ، وعاش فترة من الزمن ، أكتشف إنه ملك عليهم ، وإن عليه تاج الصحة ، فقال في نفسه : هؤلاء يتمنون أن تعود صحتهم التي سلبت منهم ، مع أن بعضهم أغنياء جداً ولا يستطيعون شراء صحتهم التي خسروها ، فلماذا لا أعتبر إني فقدت صحتي واشتريتها بما خسرت من أموال ، وبضمان زمني ، وبدون تعب وعناء ، فقال إنه أحس بسعادة لا توصف ،وإنه أشتاق كثيراً لأولاده ، وخاصة إنه لم يتناول الفطور ، وتمنى لو يطير إلى بيته ويجلس مع عياله كما سبق .

    لقد أكتشف صاحبنا إنه كان يعيش في كنف السعادة ، وإنه ملك للسعادة وياليت يعود في أحضانها من جديد .

    أنظر لمن حولك وأحمد الله وأشكره على نعمته عليك ، وعش حياتك وتلذذ بها لحظة بلحظة حلالاً طيباً كما شرعتها لك السماء .
    التعديل الأخير تم بواسطة المرشد الدولي ; 09-22-2008 الساعة 03:03 PM
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    مادمت قادر على البكاء فأنا إنسان
    المرشد الدولي

    المؤلفات :
    1-إمرأة لم تــرَ الشمس 2 -الهروب إلى أبليس3 -القـفـز من قاع الفقر4-صديقي أبو كرش5 -بوليسية:حارس الحديقة 6- المومياء 7-تيس النساء8- زوجي الحمار9-بخيل العرب10-إمرأة بقلب رجل 11-الأصمخ 12-أنين الضمير 13-أيام الندم 14-القلب المفقود 15-الخطيئة 16-كتاب رسائل من كشكول الحياة17-مفاتيح العاشقين 18-حلول للمستحيل19-كتاب حوار مع الشيطان20-أميرة إبليس

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
    بواسطة المرشد الدولي في المنتدى منتدى القصص والروايات
    مشاركات: 203
    آخر مشاركة: 09-21-2011, 01:42 AM
  2. هدية لشبكة الناصرة الثقافية : (((( غيـث الخــواطـر ))) للمرشد الدولي
    بواسطة المرشد الدولي في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 10-15-2008, 10:19 AM
  3. هدية المولد حصرياً الآن ،،، فقط مع شبكة الناصرة الثقافية ..
    بواسطة شبكة الناصرة في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 09-16-2008, 05:02 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •