النتائج 1 إلى 15 من 99

الموضوع: هدية لشبكة الناصرة الثقافية قبل الطبع : كتاب( رسائل من كشكول الحياة ) للمرشد الدولي

مشاهدة المواضيع

  1. #10
    عضو متميز الصورة الرمزية المرشد الدولي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    261
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    210

    رد: هدية لشبكة الناصرة الثقافية قبل الطبع : كتاب( رسائل من كشكول الحياة ) للمرشد الدو

    الرسالة الحادية عشر :


    الإمام علي عليه السلام ورسالة في حقوق الجار




    يعرف الجميع ، إن الجار نال نصيب الأسد من نسيج الوصايا الاجتماعية ، وله موقع مهم في التركيب الديموجرافي للمجتمع ، فبات جداره يقارع جدار بيتك ، وأذنه تسمع صراخ أهلك ، وأنفه يشم رائحة طعامك ، وربما هو أقرب إليك من أقربائك وإخوتك .



    تراه كل يوم أمامك ، تصبح عليه أول النهار ، وتمسيه فيآخره ، وربما يكون شبحه آخر من تراه قبل دخولك النوم ، وهو أول من يسمع ندائك ،وخاصة عند طلب العون والغوث ، دائماً تتذكر أسماء أبناءه وتنسى أسماء أقربائك ، وتعرف أوصافهم دون أهلك .



    والشارع المقدس المحمدي أول من وضع أسس قانون حقوق الجار، وطورها ورتبها وأطرها ، كي تكون أحد بنود دستور المجتمع الإسلامي المتكافل ، فلن ننسى قول المعلم الأول للتربية الاجتماعية الإنسانية النبي محمد ( صلى الله عليه وآله) : " مازال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت إنه سيورثه " ، ولن ننسى قصته مع جاره اليهودي الذي يرمي الفضلات أمام بيته كل يوم ، ولن ننسى أن بيت النبي يحوي طالباً واحداً تربي ودرس على يد ذاك المعلم الخالد منذ نعومة أظفاره ، فأنشأه نعم النشء ، ولقنه العلم أفضل تلقين ، من كل باب ألف الف باب من العلم ،ً وأدبه التأديب الرباني حتى اصبح من سنخه ، حيث قال : " أدبني ربي فأحسن تأديبي " ، فأصبح النبي المؤدَب ربانياً يؤدب علياً ويطعمه كما تطعم الأم رضيعها ، حتى تخرج الإمام علي من المدرسة الربانية بأعلى رتبة ومنزلة ، فتلفظ النبي آخر أنفاسه ( صلى الله عليه وآله ) وشفتاه بأبي هو وأمي توصي علياً ( عليه السلام ) بالجار ، الجار ، ثم الجار ... حتى تلقته ملائكة السماء مع طابور الأنبياء في عرس سماوي ، مخلفاً دستوراً راسخا في ذهن أبا الحسن مفاده : ( ياعلي لا يعرفني إلا الله وأنت ) ، وأنت أولى الناس بتوصيل رسالتي، ومنها رسالة (( حقوق الجار )).



    فأضحى علياً ( عليه السلام ) ، يضرب الأمثال الرائعة ويجسد القيم الإنسانية الحقة في حقوق الجار، ليس للمسلمين فقط ، بل للإنسانية جمعاء ، ولنضرب مثالاً على ذلك :



    كان الإمام علي ( عليه السلام ) يغدي أحياناً خلف بيته قبل ذهابه إلى عمله ، مخفياً شيئا صغيراً داخل ردائه ، ودون علمأحد ، لماذا ؟؟ لا أحد يعرف .



    وفي يوم من الأيام تعقبته ً ( فضة ) وبأمر من الزهراء ( عليها السلام ) وهي تعلم بالأمر ، لكنها أرادت إيصالنا رسالة اجتماعية ، وإخبارنا (بأهمية الجوار) لنا جميعاً ، حتى رجعت فضة مهرولة إلى أم الحسن ( عليهاالسلام ) تخبرها :



    سيدتي إني رأيت مولاي يكسر فتات الخبز على الأرض خلف المنزل وهو يبكي متمتماً بكلام ورافعاً يديه للسماء حتى غادر إلى عمله ، وعندما عاد في ذاك اليوم بعد عمل شاق ، سألته الزهراء وفضة تستمع لهما والحسن والحسين يصغيان ، لماذا ترمي الفتات يا أبا الحسن ، قال بأبي هو وأمي :



    (( إن الشتاء قادم وبيت النمل جار لنا، فأردت إعطاءهم مما أعطانا الله كي يخزنوه قوتاً للبرد )) ، فدمعت عيون الجميع وبعدهم عيناي عند كتابتي لهذه الرسالة (( حقاً أنت حامي الجار)) ، كيف أهاب جيش نبي الله سليمان (عليه السلام) أن يدوس النمل وهو يضحك ويبتسم لقولها ، وأنت تعطي النمل من قوتك وأنت تبكي .





    الفائدة من رسالة الإمام لنا :




    عدة فوائد نستشفهامن الموضوع ، وعدة حكم نستطيع أن نستنبطها من هذه الرسالة ، ومنها مايلي :



    *إن حق الجار عظيم كطوق العقد في أعناقنا .



    *إن كل من جاورك ، تنطبق عليه حقوق الجوار ، حتى لو كان حيواناً .



    *إن هناك ممالك عظيمة نجهلها تعيش بالجوار ، يجب علينا احترامها واحترام تقاليدها ، كبرت أم صغرت ، وهكذا مع الدول المجاورة ،هناك دول وممالك تحتاج مساعدتنا، يجب علينا مساعدتهم عند المصائب والمحن .




    *إن الإمام أعطى الحيوان أو البهيمة من قوته الذي يأكله ، فما بالك بجارك الإنسان . وبغض النظرعن دينه أو جنسه .




    *إن تأمين حقوق الجار واجب علينا وخاصة في المحن والمصائب ،وخاصة لو كان بالجار أيتام ومساكين .



    *يجب على الإنسان وضع خطة في حياته لكلب رامجه الحياتية والمستقبلية .



    *إن هناك ممالك حيوانية لا تعقل ، نجهلها ويعرفها الإمام ، وسبقت الإنسان صاحب العقل ، فدبرت نفسها ونظمت حياتها وخزنت قوتها ، حياة كاملة مليئة بالقوانين والضوابط والنظم ، فعندها العاملات يأخذن دور حمل الغذاء وتخزينه وتطعيم الملكة واليرقات ، وهناك رئيس ومرؤوس ، وهناك مستودعات ومخازن للدولة ، وهناك نظام حماية عسكرية للحدود ، وشرطة حراسة للملكة ، ورجال للتكاثر والدفاع ، والكثير مما نجهله عن ممالكعدة ، حتى أصبحنا في عصر التطور ونحن متأخرين في اكتشاف أنظمتهم ونظمهم ، إلى أن سلطنا مجاهرنا العلمية وعرفنا كيف أهتم الإمام علي بممالك صغيره داخل الدولةالإسلامية ، وعرفنا إن المجتمع لا يكمل بنيانه الاجتماعي ، إلا بكمال لبناته الأولى ، ومنها لبنة حقوق الجار ليصبح مجتمعاً فاضلاً بني على أساس العدل الإلهي، حيث خلطت عجينتها بيدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووضع بنيانها الإمام علي ( عليه السلام ).
    التعديل الأخير تم بواسطة المرشد الدولي ; 09-07-2008 الساعة 02:53 PM
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    مادمت قادر على البكاء فأنا إنسان
    المرشد الدولي

    المؤلفات :
    1-إمرأة لم تــرَ الشمس 2 -الهروب إلى أبليس3 -القـفـز من قاع الفقر4-صديقي أبو كرش5 -بوليسية:حارس الحديقة 6- المومياء 7-تيس النساء8- زوجي الحمار9-بخيل العرب10-إمرأة بقلب رجل 11-الأصمخ 12-أنين الضمير 13-أيام الندم 14-القلب المفقود 15-الخطيئة 16-كتاب رسائل من كشكول الحياة17-مفاتيح العاشقين 18-حلول للمستحيل19-كتاب حوار مع الشيطان20-أميرة إبليس

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
    بواسطة المرشد الدولي في المنتدى منتدى القصص والروايات
    مشاركات: 203
    آخر مشاركة: 09-21-2011, 01:42 AM
  2. هدية لشبكة الناصرة الثقافية : (((( غيـث الخــواطـر ))) للمرشد الدولي
    بواسطة المرشد الدولي في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 10-15-2008, 10:19 AM
  3. هدية المولد حصرياً الآن ،،، فقط مع شبكة الناصرة الثقافية ..
    بواسطة شبكة الناصرة في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 09-16-2008, 05:02 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •