مقدمة :
أخي القارئ الكريم ، بين يديك سلسلة موضوعية منوعة ومتسلسلة من المواضيع الدينية والعلمية والاجتماعية والمعـلوماتية ، والتي حبكت وعجنت وصبت في قوالب رسالية ، كي يستسيغها عقلكم الموقر ، ويستحسنها لبكم بإمعان ودراية .
إنها نتاج سيل دافق وغيث متواصل من العلوم التي يحويها محيط الحياة ، حتى تواردت وتلاقت من عدة بحور لتكتمل وتسيل في نهر دافق ، و الذي يصب في قمع التنوير الذي يغذي شجرة عقلي العطشان .
فمنذ وقوع بصري على أول كتاب تحسسته بيدي الناعمتين حتى أوقعت باقي القطيع من أمهات الكتب فرائس في شبكة ذاكرتي ، ومنذ كان الكتاب شحيحاً ونادراً ، ومنذ كنت أقتصد في إيجاد قيمة الكتاب الذي كان يعد من أفضل وسائل الإتصال العقلي آنذاك ، ومقارنة بنافذة المكتبات وقناة الكتب المجانية التي تحويها بيوتنا الأن ، والتي بلاشك عرفتموها بمجرد الإشارة إليها وهي شبكة العنكبوت الانترنتية .
إن كتاب رسائل من كشكول الحياة باقة معلومات قطفت من عدة بساتين وأودية ، وقطرات غيث من عدة أنهر تروي نهم وعطش القارئ العطشان .
ستكون منوعة ومتتابعة ، يختلف كل منها عن الآخر ، حتىلو تواردت بعض أفكارها ، والتقت وتشابهت بعض زوايا قصصها وتعبيراتها ، لأنها جداولتتفرع من نهر واحد .
إنه أسلوب جديد وعرض متنوع ، يحوي عـدةقضايا اجتماعية وقصصية حياتية ساخرة وناقدة ، منها ماهو واقعي ومنها ماهو خيالي ينطبقعلينا ويحاكي أفكارنا المملوءة بهموم الدنيا ومشاكلها .
إنها وبكل تواضع نسيج معوماتي غزل من خيوط عقل المؤلف ، والتي حصلت عليها من دلو بئر عميق جداً يقبع في قلب المرشد الدولي ، مما قرأه وسمعه وعاشه فيدراسته وتجاربه وحواراته ، من محيطه الاجتماعي والحياتي القريب والبعيد ، زماناومكاناً ، مع الكبار والصغار ، علماء كانوا أم عوام ، بجميع طبقاتهم الفكرية والقيادية والمادية .
إنها أطروحات تلامس قضايانا ومشاكلنا وهمومنا والكثير منمعاناتنا ، ومما يعاني منه من يعيش حولنا ،أو ربما سمعنا عنهم من أسلافنا ، أو من أو أشتكي من هم بعيدين عنا .
قمت بانتقائها واختيارها من بين دفاتري وأوراقي القديمة التيكتبتها ودونتها قديما منذ تعلمت القراءة والكتابة إلى الآن ، حيث أحتوت على المئات من المواضيعالمنوعة والبحث المفيدة والتعليقات الناقدة بالإيجاب والسلب .
لقد أخترت منها ما يليق وزماننا والدائرة التي تحيطبنا من ظروفنا والعواصف التي تهب علينا ، والتي تريد أن تكسر أعمدة خيمنا ، وتخلع أعمدة عقائدنا وعاداتنا التي غرست من القدم في أرض عقولنا .
فتحت اللثام المكمكم عنها وأزحت الغبار عن أوراقها ، صففتها ، رتبتها ، نقحتها ، جرحتها إلى إن عدلتها وأصبحت جاهزة للأكل بأفواه العقول العطشى والقلوب الضمئ التي تبحث حتى مكامن العلم والمعرفة .
منها ما حدث في الزمن الماضي البعيد و الماضي القريب، ومنها في الحاضر المعاصر، ومنها ما سيزيح عنه ستار المستقبل .
والله كم كنت أتمنى أن أر بصمات النقاد والمعارضين قبل المؤيدين ، وإشكالات الجراحين من القراء العارفين ، ومصارحتي بما تحويه رسائلي من أخطاء وشحطات ، وإلقاء بصماتهم أمامي ، كي أحصل على شمعة منهم أضعها في شمعدان عقلي ، لتدلني على طريق الجادة .
فمهما قرأت وكتبت وبحثت وجادلت ، أضل ناقصاً وجاهلا ً أمام بحور العلم ومنبع الكلم ، وأمام علماء بنوا منابر المعرفة والتنوير ، أي والله أن أجد من يضيئ طريقاً لاأبخصه ، لأستسيغه وأعجنه في لبابة عقلي وأستودعه في مستودع ذاكرتي ، حتى أستخرجه لينير لي حياتي ، قال الإمام علي عليه السلام : اعقل الناس من جمععقول الناس الى عقله.
المؤلف





رد مع اقتباس
المفضلات